جابر القرموطى أخيرا استجابت وزيرة الإعلام د. درية شرف الدين للضغوط، وربما الاستغاثات المتكررة لوقف الإعلانات التى أصبحنا نسمعها فجأة كفواصل بين البرامج وترتيل القرآن والأحاديث والتواشيح، أخيرا قررت الوزيرة وقف هذه الإعلانات قبل العاشر من مايو برغم أنها فقط إعلانات عن رحلات حج وعمرة وتيسيرات للحجاج، وذلك دعم مالى للإذاعة عموما والتى تمر بوضع اقتصادى غاية فى الخطورة. رئيس الإذاعة عبدالرحمن رشاد رجل دمث الخلق وتفهم المطالبات المتكررة لوقف هذه الإعلانات، لسببين الأول: أن الإعلانات تقطع الحالة الروحانية التى يعيشها المتابع للإذاعة، خصوصا الذين فى القرى والنجوع والمهمشين، والسبب الثانى: أن نجاح إعلانات الترويج من جانب شركات الحج والعمرة ربما يسيل لعاب القائمين على حال الإعلام الرسمى ويخضعون لفلوس الإعلانات ونسمع يوما ما عن إعلانات لمنتجات وسلع استهلاكية. وبعد جرعة روحانية من تلاوة عظيمة للشيخ محمد رفعت وتواشيح ترتفع بنا للسماء من الشيخ سيد النقشبندى، نجد فاصلا إعلانيا لمنتج «كاتشاب» أو «شيبسى» أو إسبراى للعرق أو إعلانا لمحل ملابس الإحرام وسجاجيد المساجد وميكروفونات الأذان وإعلانا خاصا ومميزا لمحل «نور الهدى يمتلكه رجل إضاءة المساجد الأول فى مصر الحاج عبدالرحمن الموزع الحصرى والوحيد للنجف فى المساجد ولمبات التوفير.. إلخ. من هنا ستتعالى التنديدات بهذه الإعلانات، وترتفع الأصوات وأكف الضراعة إلى الله سبحانه وتعالى على من تسبب فى قطع الحالة الروحانية للمستمع الدائم لإذاعة القرآن الكريم، والتى منذ تأسيسها عام 1964 وهى فى المقدمة ولها التأثير الأكبر على المستمع العربى عموما وحتى الآن.. نحن نقدر الوضع الاقتصادى الصعب لمبنى الإذاعة والتليفزيون، لكن من الممكن إذاعة هذه الإعلانات على إذاعات البرنامج العام أو الشرق الأوسط أو صوت العرب أو الشباب والرياضة .. أما القرآن الكريم، فمن العار أن نستمع إلى القرآن الكريم والتواشيح وذكر الله مصحوبا بإعلان عن كاتشاب أو بناء مشروع سكنى. عيب فى حقنا لأننا نهدم وربما نقلق فى القبور شيوخا كبارا وعظاما أثروا حياتنا بوسطية الدين الإسلامى وعبقرية القرآن وجمال تجويده وترتيله. بجد عيب.