مشروع قومى للقضاء على مشكلة البطالة يوفر نصف مليون وظيفة و"يمصر" صناعة السيارات

الطيب الصادق - مشروع قومى للقضاء على مشكلة البطالة، الملامح الرئيسية للمشروع تتضمن اختراعات جديدة تدخل السوق المصرى لأول مرة أبرزها غسل السيارات بالبخار لتوفير المياه وإعادة تدوير زيت الموتور واستخدامه مرة أخرى، فضلا عن توطين صناعة السيارات فى مصر وإصلاح السيارات فى الورش الخاصة باستخدام الكمبيوتر والقضاء على سرقة السيارات نهائيا بإضافة جهاز جديد لمنع السرقات.
ورغم ذلك دائما ‬ما ‬نشكو ‬من ‬البطالة ‬وأطفال ‬الشوارع ‬وعدم ‬توافر ‬فرص ‬العمل ‬فى مصر، ‬لتتعالى أصوات ‬المسئولين ‬والخبراء ‬بضرورة ‬وجود ‬حلول ‬لمشكلة ‬البطالة ‬التى تفاقمت ‬بشكل ‬يهدد ‬الأمن ‬القومى ، ‬ولكن ‬المفارقة ‬أنه ‬حينما ‬نجد ‬الحلول ‬نتغافل ‬عن ‬تطبيقها، ‬ ‬سيد ‬محمود ‬عبدالحميد ‬رئيس ‬مجلس ‬إدارة ‬الأكاديمية ‬المصرية ‬لصيانة ‬السيارات ‬بمركز إعداد ‬القادة ‬والمدربين ‬المحترفين ‬قدم ‬لمصر ‬مشروعا ‬قوميا ‬لتنمية ‬وتأهيل ‬وإعداد ‬وتدريب ‬وتشغيل ‬الشباب ‬على مهن ‬تصنيع ‬وصيانة ‬السيارات ‬الحديثة ‬للمساهمة ‬فى القضاء ‬على البطالة ‬وتنمية ‬المشروعات ‬الصغيرة ‬والمتوسطة ‬ليعد ‬أحد ‬النماذج ‬المصرية ‬الناجحة ‬فى جميع ‬المجالات ‬ليشغل ‬500 ‬ألف ‬عاطل ‬سنويا.
» ‬الأهرام ‬العربى» التقت صاحب ‬المشروع لمعرفة المعوقات ‬التى تواجهه ‬فى الفترة ‬الحالية ‬خصوصا ‬أنه ‬تم ‬تطبيقه ‬من ‬قبل ‬فى المملكة ‬العربية ‬السعودية ‬ولاقى نجاحا ‬باهرا، ‬بالإضافة ‬إلى أنه ‬حصل ‬على التراخيص ‬والدعم ‬اللازمين ‬من ‬الحكومة ‬السعودية ‬بشكل ‬سريع ‬ليتم ‬تنفيذه ‬فى الفترة ‬من ‬عام ‬2005 ‬حتى عام ‬،2008 ‬ثم ‬تم ‬تنفيذ ‬المشروع ‬فى مصر ‬بصورة ‬مصغرة خلال عامى ‬‬2009‬و2011،‬ ‬وبعد ‬نجاح ‬الثورة ‬المصرية قدم ‬المشروع ‬للحكومة ‬المصرية ‬لتعميمه ‬على الجمهورية ‬وتم ‬تخرج ‬500 ‬ألف ‬فنى ‬ماهر ‬فى مصر ‬سنويا ‬ليتم ‬استغلال ‬هذه ‬العمالة ‬الفنية ‬الماهرة ‬فى سوق ‬العمل ‬الداخلى وتصدير ‬العمالة ‬الفنية ‬الماهرة ‬والمتبقية ‬للخارج ،‬والتى تتمتع ‬بأحدث ‬أنواع ‬التأهيل ‬والتدريب ‬والتعليم ‬والتكنولوجيا ‬فى العالم.‬
ولكن ‬بعد ‬أن ‬قدم ‬سيد ‬محمود ‬عبدالحميد ‬مشروعه ‬لمجلس ‬الوزارء ‬المصرى فى 24 مايو ‬الماضى أثنى ‬أحد ‬المسئولين ‬بالمجلس ‬على المشروع ‬واكتفى بالإشادة ‬وأصبح ‬المشروع ‬طريح ‬الأدراج ‬كعادة ‬باقى المشروعات ‬التنموية ‬فى مصر، ‬ولم ‬ييأس ‬صاحب ‬المشروع ‬لإيمانه ‬به ‬وقام ‬بمخاطبة ‬محافظة ‬الجيزة ‬منذ ‬ثمانية ‬أشهر ‬ولكن ‬لا ‬حياة ‬لمن ‬تنادى وقدموا ‬له ‬ورقة ‬بالشكر ‬على فكرة ‬المشروع ‬وتم ‬وعده ‬بدراسته ‬وتشكيل ‬لجنة ‬لبحث ‬ذلك ‬، ‬ثم ‬قام ‬بعرض ‬المشروع ‬على محافظة ‬القاهرة ‬التى أبدت ‬اهتماما ‬بالغا ‬بالمشروع ‬ليتولى محافظ ‬القاهرة ‬الدكتور ‬عبدالقوى خليفة ‬بنفسه ‬دراسة ‬المشروع ‬وتشكيل ‬لجنة ‬فورية ‬مكونة ‬من ‬مستشار ‬المحافظ ‬للنقل ‬ورئيس ‬جهاز ‬شباب ‬الخريجين ‬ومدير ‬المكتب ‬الفنى للمحافظ ‬لدراسة ‬المشروع ‬لتخرج ‬اللجنة ‬بعد ‬أربعة ‬أشهر ‬من ‬الدارسة ‬والبحث ‬إلى أهمية ‬المشروع ‬وضرورة ‬تطبيقه ‬وتنفيذه ‬بالمشاركة ‬مع ‬المحافظة ‬على أرض ‬الواقع ‬،وتخصيص ‬أرض ‬له ‬فى مدينة ‬السلام.. ويوفر ‬دخلا ‬جديدا ‬للدولة ‬من ‬خلال ‬استغلال ‬الأراضى غير ‬المستخدمة ‬فى الدولة ‬سواء ‬الموجودة ‬تحت ‬الكبارى والأماكن ‬العامة ‬والاراضى المهملة ‬بمقابل ‬مادى للدولة، ‬مع ‬عدم ‬نزع ‬الملكية ‬منها ‬فضلا ‬عن ‬امتصاص ‬نسبة ‬كبيرة ‬من ‬حجم ‬البطالة ‬وتوفير ‬فرص ‬العمل ‬قبل ‬انتهاء ‬مرحلة ‬التدريب ‬خاصة ‬مع ‬وجود ‬نقص ‬كبير ‬فى عدد ‬المهنيين ‬والمحترفين ‬فى أعمال ‬صيانة ‬السيارات ‬فى مصر.‬
وتتركز فكرة المشروع على ‬إقامة ‬أول ‬مركز ‬تدريب ‬تقنى وفنى للتدريب ‬التفاعلى ثلاثى الأبعاد ‬لتصنيع ‬وصيانة ‬السيارات ‬وإعداد ‬القادة ‬مهنيا ‬وعلميا ‬وفنيا ‬على مهن ‬السيارات ‬الحديثة، ‬خاصة ‬أن ‬مصر ‬تفتقر ‬إلى المدربين ‬المهنيين ‬والفنيين ‬المحترفين، ‬ولذلك ‬أصبحت ‬هناك ‬حاجة ‬ملحة ‬لتأهيل ‬كوادر ‬بشرية ‬قادرة ‬على استمرار ‬عمليات ‬التحديث ‬والتطوير ‬وصناعة ‬مدربين ‬مؤهلين ‬عمليا ‬وفنيا ‬مزودين ‬بالمعرفة ‬والمهارات ‬اللازمتين ‬فى الأساليب ‬الحديثة ‬والابتكارات ‬الجديدة ‬فى طرق ‬التعليم ‬والتدريب ‬التفاعلى الاحترافى على صيانة ‬السيارات ‬الحديثة ‬لتوفير ‬آلاف ‬فرص ‬العمل ‬الحر ‬وتنمية ‬المشروعات ‬الصغيرة ‬والمتوسطة ‬والعمل ‬بالداخل ‬والخارج ‬بمستوى عال من ‬الخبرة .‬
وطالب ‬سيد ‬محمود ‬بضرورة إسراع ‬محافظة ‬القاهرة ‬وتدخل ‬المحافظ ‬لإنشاء ‬المشروع ‬خاصة ‬أن ‬هناك ‬مخاوف ‬من ‬إدراجه ‬فى المكاتب ‬وعدم ‬خروجه ‬للنور، ‬كما ‬طالب ‬بضرورة ‬تكاتف ‬كل ‬الوزارات ‬المعنية ‬وهى القوى العاملة ‬والتعاون ‬الدولى والإسكان ‬والتجارة ‬والصناعة ‬ومؤسسة ‬مصر ‬الخير ‬لإنجاح ‬المشروع ‬، ‬وتذليل ‬جميع ‬العقبات ‬وتوفير ‬وإعداد ‬خطة ‬طموح ،‬لنجاح ‬المشروع ‬على المستوى القومى داعيا ‬كل ‬الشركات ‬العاملة ‬فى مجال ‬السيارات ‬للمساهمة ‬فى المشروع ‬ولتوفير ‬العمالة ‬الماهرة ‬لهم ‬فضلا ‬عن ‬مساهمة ‬رجال ‬الأعمال ‬الشرفاء ‬لأنه ‬يعد ‬أحد ‬المشروعات ‬الاسترشادية ‬التى يتم ‬تعميمها ‬فيما ‬بعد ‬على نحو ‬موسع ‬لأنها ‬تحقق ‬الأهداف ‬الاجتماعية ‬والاقتصادية ‬والقومية.‬
ويؤكد ‬أن ‬المشروع ‬يواكب ‬المشاريع ‬الطامحة ‬لبناء ‬الفرد ‬والمجتمع ‬وتطوير ‬عشوائيات ‬المهن ‬بإنشاء ‬الأكاديمية ‬المصرية ‬لصيانة ‬السيارات ‬ومركز ‬إعداد ‬القادة ‬والمتدربين ‬المحترفيين ‬وبمزايا ‬غير ‬مسبوقة ‬وبتصميم ‬عصرى يعتمد ‬على الإتقان ‬والتقنية ‬والإعداد ‬والتدريب ‬والتهيئة ‬لتنمية ‬شاملة ‬لنهضة ‬صناعة ‬السيارات ‬فى مصر ‬والوطن ‬العربى وتصدير ‬العمالة ‬الفنية ‬الماهرة ‬للخارج ‬بمستوى عال من ‬الخبرة.‬
وأوضح ‬أن ‬المشروع ‬يهدف ‬إلى إعداد ‬القادة ‬والمدربين ‬الفنيين ‬المحترفين ‬لمهن ‬صناعة ‬وصيانة ‬السيارات ‬وتطوير ‬وتحديث ‬الورش ‬القائمة ‬وبداية ‬لإنشاء ‬مشروعات ‬جديدة ‬صغيرة ‬ومتوسطة ‬والقضاء ‬على البطالة ‬وتوفير ‬فرص ‬عمل ‬بالداخل ‬والخارج ‬والقضاء ‬على ظاهرة ‬أطفال ‬الشوراع .‬
وذكر ‬أن ‬الدكتور ‬عبدالقوى خليفة ‬أكد ‬له ‬أن ‬مصر ‬تنقصها ‬مثل ‬هذه ‬المشروعات ‬لتطوير ‬العشوائيات، ‬كما ‬رحب ‬اللواء ‬محمود ‬الميهى نائب ‬المحافظ ‬للمنطقة ‬الشرقية ‬بتنفيذ ‬المشروع ‬على عشرة ‬آلاف ‬متر ‬بالمنطقة ‬الصناعية ‬الجديدة ‬بمدينة ‬السلام ،‬لأنه ‬سيفتح ‬مشاريع ‬جديدة ‬للشباب ‬ويخدم ‬قطاعا ‬كبيرا ... ‬موضحا ‬أن ‬الدكتور ‬جميل ‬جورجى رئيس ‬جهاز ‬تشغيل ‬شباب ‬الخريجين ‬بمحافظة ‬القاهرة ‬وهى الجهة ‬المشاركة ‬والمشرفة ‬على المشروع ‬بالمحافظة، ‬أكد ‬أن ‬المشروع ‬له ‬أهداف ‬اجتماعية ‬واقتصادية ‬وقومية ‬ويصلح ‬أن ‬يكون ‬استرشادياً لمشروعات ‬تنموية ‬ويسهم ‬فى بناء ‬قوة ‬عاملة ‬ماهرة ‬تقوم ‬على تغذية ‬قاعدة ‬صناعية ‬وإنتاجية ‬من ‬شأنها ‬زيادة ‬كفاءة ‬الاقتصاد ‬القومى وتحقيق ‬التنمية ‬الاقتصادية ‬لأنه ‬يسهم ‬فى تحقيق ‬العديد ‬من ‬الأهداف ‬الرئيسية ‬والفرعية ‬مثل ‬توفير ‬فرص ‬العمل ‬الحقيقية ‬ورفع ‬معدل ‬الصيانة ‬والإصلاح ‬مما ‬يزيد ‬من ‬العمر ‬الافتراضى للسيارات ‬وعملها ‬بكفاءة ‬أكبر ‬وتوفير ‬الوقت ‬والجهد ‬والمال ‬أيضا ‬وهو ‬ما ‬يكلف ‬الاقتصاد ‬القومى كثيرا .‬