رويترز قالت وزيرة السياحة التونسية اليوم الأربعاء لرويترز ان بلادها تأمل في استقبال 7 ملايين سائح لأول مرة هذا العام ودعت الى استثمار التقدم السياسي في تونس التي وصفتها بانها "أول ديمقراطية في العالم العربي" قصد الترويج للوجهة التونسية واستقطاب مزيد من السياح الغربيين. وبعد الأزمة التي شهدتها البلاد العام الماضي عقب اغتيال اثنين من زعماء المعارضة أقرت تونس الدستور الجديد الشهر الماضي وتنحت الحكومة الإسلامية لتسلم الحكم إلى حكومة مؤقتة تدير شؤون البلاد إلى حين اجراء الانتخابات وحظي الدستور الجديد وخطوات التحول الكامل نحو الديمقراطية بالإشادة كنموذج في منطقة لا تزال غير مستقرة إلى حد كبير منذ الانتفاضات الشعبية في عام 2011 التي أطاحت بالحكام الذين استمروا لفترات طويلة في مصر واليمن وليبيا وقالت امال كربول وزيرة السياحة في مقابلة مع رويترز بمكتبها "اقول للسياح الغربيين تعالوا الى تونس اول ديمقراطية في العالم العربي وعيشوا لحظات تاريخية وادعموا الانتقال الديمقراطي في تونس وتعالوا ايضا للاستمتاع بجمال شمس تونس وشواطئها وصحرائها." وتوقعت الوزيرة ان تستقبل تونس لأول مرة 7 ملايين سائح في العام 2014. ومضت تقول "اذا استمر كل شيء على أحسن ما يرام فإن توقعاتنا تشير الى اننا قد نستقبل 7 ملايين سائح في 2014." وبلغ عدد السياح في نهاية عام 2010 اي قبل شهر من الانتفاضة التي اطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي حوالي 6.9 مليون سائح وهو رقم قياسي ولكن تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية دفع السياح الى العزوف ليصل العدد في عام 2012 الى 6 ملايين سائح و6.2 مليون سائح في عام 2013. وعقب ثورة تونس انتشرت أعمال شغب وعدم الاستقرار مما تسبب في إلغاء الحجوزات وعدول أعداد كبيرة من السياح عن القدوم إلى تونس لكن مع الانتقال الديمقراطي السلس نسبيا في البلاد بدأ السياح في العودة بدرجة أكبر إلى منتجعات تونس السياحية. لكن كربول الوزيرة الشابة التي عملت بشركات دولية في برلين ولندن وجنوب افريقيا قالت انها تخشى أن تعصف أي هجمات لمتشددين إسلاميين بآمال إنقاذ الموسم السياحي الحالي وتعيد الأوضاع الى نقطة الصفر. والعام الماضي فجر متشدد إسلامي نفسه قرب فندق بمنتجع سوسة السياحي في حادث هو الأول من نوعه منذ اكثر من عقد مما عزز المخاوف على صناعة السياحة في تونس التي تشغل اكثر من 500 ألف تونسي وهي أول مصدر للعملة الأجنبية. وتنطوي هذه الهجمات على خطر على صناعة السياحة في تونس التي تستقبل ملايين السياح سنويا وتساهم بحوالي 8 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي . ولاتزال تونس تواجه تحديات كثيرة من بينها أعمال العنف المستمرة من جانب متشددين إسلاميين أعلن زعيمهم الولاء لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وتتصدى قوات الأمن التونسية لمتشددين من جماعة أنصار الشريعة المحظورة وهي من الجماعات المتشددة التي ظهرت بعد سقوط بن علي وألقي اللوم على أنصار الشريعة في التحريض على اقتحام السفارة الأمريكية في تونس في 14 من سبتمبر أيلول عام 2012 وأدرجتها واشنطن على قائمة التنظيمات الإرهابية التي تربطها صلات بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وشددت الوزيرة على ان تونس تضع نصب عينيها اجتذاب مزيد من السياح من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وروسيا قائلة انه يتعين تنويع المنتوج السياحي بدعم السياحة الصحراوية والثقافية. وقالت ان وزارتي السياحة والثقافة تنسقان لدعم السياحة الثقافية في عدة مواقع اثرية مثل الجم وقرطاج والحمامات. وقالت كربول ان برنامج مهرجان قرطاج هذا العام سيكون استثنائيا. وكشفت ان نجوما عالمية من بينها المغنية شاكيرا ستشارك في الدورة الخمسين للمهرجان التي تفتتح الصيف المقبل. واشارت الوزيرة ان حوالي 12 الف سائح تدفقوا على الصحراء التونسية الأسبوع الماضي للمشاركة في مهرجان موسيقي في واحة توزر مضيفة ان الفنادق امتلأت هناك.