المستشار القانونى أحمد محمود سلام أبدأ من نهاية عام 2013 حيث قرار مجلس الوزراء باعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، وهو قرار تأخر دهرا ويا ليته قد صدر منذ فجر النشأة، يوم أن أعلن حسن البنا تأسيس جماعة الإخوان عام 1928 لتكون ببعض أفكارها وأساليبها مبعث تضليل لكل من انتمى إليها!!.. أجدنى أعود إلى بداية عام 2013 لتأريخ أحداث العام وقد وقر يقينا أنه «عام الألغام» حيث تغولت جماعة الإخوان بعدما ولى حكم مصر رئيس إخوانى أتت تصرفاته الكارثية على نحو يجعل الحصر عسيرا !!.. فى مجال سرد خطاياه نجده لم يرق إلى مستوى مقام رئيس جمهورية مصر العربية، وأضحى عارا على المنصب!.. كانت زياراته الخارجية كارثية أيضا سواء فى ألمانيا أو روسيا أوإثيوبيا.. وتمضى يوميات عام 2013 راصدة الغضب الشعبى العارم ضد الإخوان وقد توحشت الجماعة وتمادى الرئيس فى الغرور والصلف، وإذا بمصر بأسرها تتألم جراء وضعه على سدة الحكم ليتخبط ويكذب وينافق.. لذا كان لزاما على المصريين تصحيح المسار، ولأجل هذا كان خيار التمرد مقبولا عندما ظهرت فى شهر إبريل سنة 2013 حركة تطلق على نفسها اسم «تمرد» قامت بجمع توقيعات المصريين لأجل الدعوة للتظاهر فى 30 يونيو،وهو تاريخ مرور عام على تولى «مرسى» حكم البلاد تمهيدا لعزله، وقد صار بأفعاله وبالا على وطن بأسره، وتبقى حقيقة عدم احترام معظم المصريين لمحمد مرسى لأنه لم يكن على مستوى حكم مصر، والعجيب أنه فتح قصر الحكم على مصراعيه للقتلة، ويكفى أنه أصدر عفوا رئاسيا عن عشرات القتلة من تنظيم الجهاد وهم فصيل الأفغان العرب وقد اتخذهم ظهيرا لتنفيذ خطط الإخوان!!.. ويمضى عام 2013 مليئا بخطايا الإخوان وليسجل التاريخ فى شهر يونيو أنه بحق شهر الخلاص، وقد كانت تصرفات مرسى طوال ذلك الشهر فى صالح حتمية التخلص منه شعبيا تلبية لدعوة تمرد!!.. يكفى أنه قد فضح مصر أمام العالم فى الاجتماع الشهير فى 3 يونيو لبحث أزمة سد النهضة على الهواء مباشرة !!.. وفى ذلك الشهر دعت جماعة الإخوان إلى مليونية باستاد القاهرة لدعم الثورة السورية أوما يعرف بالجيش السورى الحر، وأعلن عن قطع العلاقات مع سوريا!! وفى نهاية يونيو كان خطاب محمد مرسى الكارثى فى قاعة المؤتمرات حيث صب غضبه على الجميع مهددا ومتوعداً لينال من كل أطياف العمل السياسى فى مصر بألفاظ لا تليق برئيس جمهورية!، وقتها زاد الغليان الشعبى على نحو تطلب أن يوجه الجيش المصرى إنذارا لأجل الاتفاق بين القوى السياسية وإمهالهم 48 ساعة للاستجابة لمطالب الشعب، وبالطبع لم يستجب محمد مرسى، وكان لزاما أن يرحل وفى 30 يونيو خرجت الملايين لميدان التحرير وجميع ميادين مصر للثورة ضد مرسى ونظام حكم الإخوان، وصار لزاما أن يتدخل الجيش منحازا للشعب ليأتى يوم 3 يوليو وقد تم الإعلان رسميا عن عزل الرئيس الإخوانى استجابة لأمر الشعب، والإعلان عن خارطة طريق بموجبها يتولى رئيس المحكمة الدستورية حكم البلاد بصفة مؤقتة، وكان رد فعل جماعة الإخوان متفقا مع منهجها حيث اعتصامات رابعة والنهضة وتجييش المأجورين لسب الشرفاء، والتجرؤ على وطن بأسره فى مشاهد مصورة بثت للعالم على نحو يؤكد أن مصر الشعبية كانت على حق عندما قالت لا للإخوان.. ويستمر إجرام الإخوان طوال النصف الثانى من عام 2013 ويستمر الصبر المرير من الجيش والحكومة، وتأتى أحداث الحرس الجمهورى، مؤكدة حتمية وضع حد لكارثة استمرار تواجد الإخوان فى رابعة العدوية بمدينة نصر، والنهضة بالجيزة، وتم بعدها فض اعتصامى رابعة والنهضة، وتستمر جرائم الإخوان فى كل موضع بمصر.. فى كرداسة تم قتل المأمور وضباط قسم الشرطة والتمثيل بجثثهم !!.. فى سيناء يستمر قتل جنود الشرطة والجيش، وكان مشهد قتل الجنود المصريين الخمسة والعشرين فى سيناء أليما على شعب بأسره، وتبقى صورة النعوش مؤثرة، وتبقى صورة مقتل شهيد كرداسة اللواء نبيل فراج مؤلمة ولكنها بحق «صورة العام».. عام كابدت فيه مصر كثيرا من الألم فى نصفه الأول فى زمن حكم الإخوان، وفى نصفه الأخير فى سبيل تطهير مصر من إرهاب الإخوان، ومبعث السرور فى نهاية العام الإعلان عن الانتهاء من وضع دستور مصر الجديد حيث ترنو مصر إلى الأمن والأمان والاستقرار، واختتم بإعلان جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، ولا جدال سيبقى عام 2013 هو الأهم فى تاريخ مصر المعاصر.. تلك كانت إطلالة عابرة على عام الألغام على أمل أن ترحل العتمة ويفارق الظلام، ويبقى الدعاء موصولا لمصر أن تنهض وتستقر وتمضى نحو الأمام.