أ. ف. ب جدد الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الخميس التزام دمشق بتدمير أسلحتها الكيميائية، في وقت حقق الروس والغربيون تقدما في اتجاه قرار للأمم المتحدة حول هذه المسألة. وفي دمشق، غادر مفتشو الأممالمتحدة فندقهم بعد ظهر اليوم إلى جهة مجهولة، وذلك للمرة الأولى منذ عودتهم الى دمشق، بحسب ما افاد مصور وكالة فرانس برس. وقال المصور ان عددا من اعضاء الفريق الذي يرأسه السويدي آكي سلستروم، غادروا فندقهم الساعة 15,20 (12,20 تغ) على متن ثلاث سيارات، من دون ان يتمكن الصحافيون من توجيه اسئلة لهم. وكان الخبراء عادوا الاربعاء الى سوريا لاجراء تحقيقات جديدة حول مزاعم استخدام أسلحة كيميائية، بعد التحقيقات التي اجروها الشهر الماضي وخلصت الى استخدام غاز السارين على نطاق واسع في هجوم وقع في 21 اب/اغسطس في ريف دمشق. في غضون ذلك، اكد الأسد في مقابلة اجرتها معه شبكة تيليسور الفنزويلية أن "سوريا تلتزم عادة بكل الاتفاقيات التي توقعها"، في إشارة الى اتفاق روسي اميركي حول تدمير الترسانة الكيميائية السورية، وافقت عليه دمشق. وشدد الاسد الرئيس السوري انه "لا توجد لدينا عقبات حقيقية" في وجه عمل الخبراء. وكان الرئيس السوري اكد في 19 ايلول/سبتمبر ان بلاده ستدمر ترسانتها من هذه الاسلحة، وان العملية ستستغرق ما لا يقل عن سنة وستكلف مليار دولار. وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما دعا الثلاثاء امام الجمعية العامة للامم المتحدة الى قرار "حازم" من الاممالمتحدة ينص على "عواقب" في حال لم يلتزم نظام الاسد بتدمير اسلحته الكيميائية. وتاتي تصريحات الرئيس السوري في وقت تتواصل اعمال العنف اليومية في انحاء مختلفة من سوريا، حاصدة المزيد من الضحايا. وقتلت امرأة عراقية واصيب ثلاثة آخرون الخميس جراء سقوط قذيفة هاون على القنصلية العراقية في حي المالكي وسط دمشق، بحسب وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا). واوضح مصدر في السفارة لفرانس برس ان ايا من الموظفين لم يصب باذى. وتقع القنصلية في حرم السفارة الواقع في حي المالكي، وتبعد نحو 100 متر عن مبنى السفارة. ويأتي الهجوم بعد ايام من اصابة ثلاثة موظفين في السفارة الروسية بجروح جراء استهدافها بقذيفة مماثلة الاحد. وتشهد احياء من العاصمة سقوط قذائف هاون في شكل شبه يومي. ويتهم النظام مقاتلي المعارضة باطلاقها من معاقلهم في محيط دمشق. وفي حمص، تعرضت احياء حمص القديمة (وسط) التي تحاصرها القوات النظاميةمنذ اكثر من سنة، لقصف عنيف استخدمت فيه الدبابات وراجمات الصواريخ، بحسب ما افاد ناشطون فرانس برس عبر الانترنت، وذلك بعد نحو شهر من تراجع حدة اعمال العنف في هذه المناطق التي تعد آخر معاقل المعارضة في ثالث كبرى مدن سوريا. في غضون ذلك، تتركز المناقشات في الاممالمتحدة على مشروع قرار يحدد اطارا لعملية نزع الاسلحة الكيميائية السورية، اذ اكد دبلوماسيون ان الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين) اتفقت على "النقاط الرئيسية" للنص. الا ان دبلوماسيا روسيا قال لفرانس برس "ان المحادثات لم تنته حول بعض النقاط الاساسية"، من دون اعطاء تفاصيل. وتتعثر المفاوضات حتى الان حول مسألة تضمين القرار اشارة الى الفصل السابع من ميثاق الاممالمتحدة الذي ينص على سلسلة تدابير تتراوح من العقوبات الاقتصادية الى حد استخدام القوة. وتؤكد روسيا حليفة النظام الرئيسية التي استخدمت والصين حق النقض "الفيتو" في وجه كل المحاولات التي جرت في مجلس الامن لاصدار قرار يدين النظام السوري، انها لن توافق على صدور قرار يجيز تدخلا عسكريا، في حين يصر الغرب على "معاقبة" نظام الاسد ان اخل بالتزاماته. وكان الروس والاميركيون توصلوا الى اتفاق في 14 ايلول/سبتمبر في جنيف نص على وضع اسلحة سوريا الكيميائية تحت اشراف دولي وتدميرها، ما جنب دمشق ضربة اميركية بدت وشيكة. غير ان الرئيس السوري اكد رغم ذلك في مقابلته الصحافية اليوم ان "احتمالات العدوان دائما قائمة". وتراجع احتمال توجيه ضربة عسكرية الى نظام دمشق اثار "يأسا وفقدانا للامل" لدى المعارضة التي تعاني ضعف التجهيز والتسليح في مواجهة القوة النارية للقوات النظامية، بحسب ما قال المنسق الاعلامي والسياسي للجيش السوري الحر لؤي المقداد. وأعلنت 13 مجموعة ليل الثلاثاء، بينها جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة وحركة "أحرار الشام" الاسلامية ولواء التوحيد القريب من الاخوان المسلمين ولواء الاسلام المقرب من السعودية، عدم اعترافها بالائتلاف وحكومته الموقتة، داعية الى "التوحد" ضمن اطار اسلامي يحتكم للشريعة. وطرح هذا القرار المفاجىء شكوكا حول القدرة التمثيلية للائتلاف الوطني، المكون الابرز في المعارضة السورية والذي يحظى بدعم الدول الغربية. وقال المقداد ان اللواء سليم ادريس رئيس هيئة اركان الجيش الحر "سيتوجه فورا الى الداخل السوري لمحاولة رأب الصدع وجمع الصف". كما يضعف هذا الاعلان المعارضة في وجه النظام في محاولة السعي للتوصل الى حل سياسي للنزاع الذي أودى باكثر من 110 آلاف شخص. وشدد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ووزراء الدول الكبرى خلال اجتماع الاربعاء في نيويورك لمحاولة الخروج من المأزق في هذا الملف على "اهمية مضاعفة الجهود من اجل حل الازمة الانسانية في سوريا وفي الدول المجاورة ايضا". وبحسب ارقام الاممالمتحدة فان اكثر من مليوني سوري فروا الى الدول المجاورة فيما نزح اربعة ملايين اخرين داخل البلاد.