اليوم بدأت اثيوبيا الاحتفال بتدشين مشروع سد النهضة الكارثي علي مصر لم بكن يخطر ببال أحد أن مصر ستحرم من مياه النيل و قد كتبت فيها القصائد علي أنها هبه النيل كما لم يدر بخلد المصريين أن الرئيس الذي يمثلهم ستتم اهانتة في الاستقبال الرسمي وقطع الصوت أثناء كلمته في المنظمة التي أسستها مصر وأن يوضع وقت التقاط الصور لقادة افريقيا في الصف الخامس وأنه عقب عودته الي مصر تتخذ اثيوبيا قرارا بتحويل مجري نهر النيل الي ممر آخر لحين الانتهاء من أعمال السد وبالتالي لن تصل الكميات السابقة الي كل من مصر والسودان، وذلك لآن مسألة تحويل المياه يحتاج الي سد ترابي كبير لمنع المياه من المرور في الممر الرئيسي وانشاء منشآت لتحويل المجري المؤقت وحسب المعلومات المتوفرة فان اثيوبيا أنجزت 18 % من أعمال السد. اثيوبيا بدأت بالتفكير في عمل سد في البداية أطلقت عليه سد الحدود ثم سد الألفية بقدرة استيعابية وقدرها 14 مليار متر مكعب ثم وصل الأمر حتي وصل الي سد النهضة بقدرة استيعابية قدرها 74 مليار متر مكعب من المياه. الخطورة هنا ان هذا السد سيقام في منطقة صخرية و له عده مخاطر: 1 يحتاج تخزين هذه الكمية ما بين 3 الي 6 سنوات لكي يتم تجميع 74 مليار متر مكعب خلفه وهذا يعني انخفاض كمات المياه الواردة إلي مصر والسودان بما يعني بوار الآلاف من الأفدنة الزراعية التي تعاني من الأساس من شح المياه بما يعني مزيد من فقدان فرص العمل ومزيد من الفقر والجوع وارتفاع نسبة الملوحة في أراضي الدلتا بما يعني استحالة زراعتها. 2 معامل الأمان به 1,5 فقط اذا قورن بمعدل أمان السد العالي الذي يصل إلي 8 في حالة الانهيار ستغرق السودان تحت 6 إلي 18 متر، كما غرق جنوب مصر بالكامل. المشكلة الكبري التي لايعلمها الكثيرين لماذا المشكلة مباشرة مع اثيوبيا وأقول لهم إن 85 % من المياه تأتي من هضبة الحبشة الي كل من مصر والسودان . هنا يقول الأستاذ الدكتور / نادر نورالدين عالم الزراعة وخبير المياه العالمي: إن الخطورة من بناء سد النهضة تكمن في أن سعة بحيرة هذا السد 74 مليار متر مكعب من المياه و لكي يولد كهرباء لابد أن تمتلئ البحيرة بالمياه مثلا في ثلاث سنوات بحساب بسيط 74÷3 25 مليارا كل عام خصما من مصر و السودان يعني بوار 5 مليون فدان في مصر و لو امتلأ في 5 سنوات = 15 مليار كل سنة و يعني هذا بوار 3 مليون فدان و توقف توربينات السد العالي عن العمل و عدم قدرتها علي توريد الكهرباء بما يعني أن 3 محافظات في مصر ستظلم تماما .. اذن هذا السد كارثي. كم تجب الاشارة هنا الي بناء هذا السد يستوجب بناء 3 سدود خلفه قبل عام 2020 بسعة 200 مليار مترا مكعبا و هذا يعني ببساطة أنه لن يصل الي مصر كوب مياه من اثيوبيا و ستتحول مصر الي بلد صحراوي ... الي هنا انتهي رأي العالم الكبيرالأستاذ الدكتور / نادر نورالدين كما يأخذ الموضوع منحي آخر بأن اثيوبيا طرحت 5 مليون فدان للاستثمار الزراعي في المرحلة ألآولي بتعاون كامل مع أمريكا فرنساهولنداالسويد اسرائيل و العديد من دول الخليج التي تبحث عن استثمار في هذا القطاع وذلك لارتفاع تكلفه انتاج الغذاء علي أراضيها . المرحلة الثانية ستضيف 7 مليون فدان في الفترة القادمة ليصبح الاجمالي 12 مليون فدان تجتاج الي مياه الري عوضا عن الاعتماد علي مياه الأمطار. كما تجدر الاشارة الي أن تنزانيا بها 10 مليون فدان جاهزة للاستصلاح والاستثمار الزراعي اعتمادا علي الري عوضا عن الأمطار أيضا. من السابق يتضح أن هناك خريطة جديدة تتشكل في منطقة شرق إفريقيا ويجب علينا أن نكون اكثر احترافا في التعامل مع هذه الملفات ببدائل متعددة ومتطورة. كما يجب ان نشير الي الدراسات السابقة منذ عقود والتي أشارت الي أن الحروب القادمة في المنطقة هي حروب المياه و ها نحن نقترب منها و اذكر أيضا انه كان لتدخل البنك الدولي سابقا باعتبار المياه سلعه قابلة للتسعير دفع بنا الي هذه المرحلة حيث أنه توجد دول خليجية تتفاوض مع اثيوبيا بتبادل المياه مع النفط أو التقييم فيما بين السعرين و التفاوض علي اساسه. عندما نناقش الأمن القومي المصري يجب أن ننظر الي هذا الأمر بعيون لاتغفل و عقول نشيطة جدا حيث أن التصور بنقل المواجهات العسكرية الي مناطق أخري بسبب المياه يدفع هذا باخلاء جزء كبير من اراضينا الشرقية أمام من يطمع في الأراضي التي لم يتم تعميرها بعد في سيناء. النهاية تقول أن المستقبل مخيف جدا جدا حيث سيجف النهر و ستتصحر الأراضي و سيصبح وادي النيل هو وادي الجفاف و الفقر و المرض و الأوبئة و سيصبح أكبر مكان للمعوزين في العالم . السؤال المهم هنا هو هل سننتظر حتي نصل الي هذه المرحلة ؟ أتصور الاجابة ببساطة أن مصر في حاجة الي قيادة جديدة فورا حيث لاتوجد ادارة للبلاد نهائيا ونحن أمام حالة من الهزل في التصريحات و الخنوع الغريب لكل مايتعلق بمستقبل مصر و شعبها. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد