قبل أيام كنت خارجا من الأهرام متوجها لمدينة السادس من أكتوبر، لتقديم برنامجى اليومى، وقابلت بعض الزملاء، وفجأة تحول السلام ولطف الكلام إلى انتقادات لى بأنى لا أستحق كتابة عمود فى مجلة «الأهرام العربى»، لأن تاريخى الصحفى لا يشفع، ودار نقاش سريع بين الزملاء دون مشاركة فاعلة منى، فى كيفية اختيار من يكتب المقالات فى الصحافة المصرية، واعتبر زملاء أن المجاملة سيد الموقف وليس الموهبة أو التاريخ المعروف للصحفى، لدرجة أن بعض الصحفيين الذين يدعون أنهم «كبار» لا يكتبون مقالاتهم بأنفسهم، بل يتولى الأمر صحفيون موهوبون، لكنهم مغمورون فى مقابل مكافأة مالية على حساب المؤسسة، أحد الزملاء اتهمنى صراحة بأننى أستغل برنامجى التليفزيونى والترويج للمجلة مقابل كتابة المقال، أى أن هناك مقايضة تمت بينى وبين رئيس تحرير المجلة، هنا تدخلت سائلا: مقايضة؟ على إيه وإزاى وليه خلط الأوراق ونهش السيرة الشخصية لزميل لمجرد أنه يكتب مقالا أو لأنه جاد فى عمله أو يحظى باحترام زملائه أو نجح فى منصب تولاه فى إدارة مجلة أو صحيفة كانت غائبة لفترة عن ساحة المنافسة أو حتى الوجود، وأسفت جدا أن الاتهامات وصلت لدرجة الفتن والمؤامرات وتقسيم الغنائم وتبادل مصالح هنا وهناك، وكأننا فى حرب.. أقسم بالله العظيم الموضوع أبسط مما يتصور زملاء، وكنت أتمنى أن نرشد الحديث عن الآخر وننمى أنفسنا لتجاوزه أو على الأقل تحقيق الأفضل، لكن أن نسمح لأنفسنا نسج الخيال بشأن مناورات وفتن واجتماعات وعمل انقلابات وأخد ورد واستبعاد زملاء وتقريب آخرين من أجل أن يكتب صاحب الفتنة والمؤامرة مقالا فى مجلة أو صحيفة على حساب زميل يستحق، فذلك أمر يتمتع ب « الخسة « ولا علاقة له بالإبداع حتى لو كان ما يكتبه تأريخا جديدا لعالم نعيشه .. بنهاية الدردشة السريعة استأذنت الزملاء الانصراف، وإذا بأحد الزملاء يقول ..يا عم احترمنا واقف معانا شوية، إيه يعنى لما تتأخر عشان خاطرنا؟ قلت فى سرى يبدو أن الزميل فاكر إنى باشتغل عند دادى القرموطى... سترك يارب.