شهدت العلاقات المصرية – القطرية تطورات ملموسة خلال الأشهر الماضية، وتجلي ذلك خلال القمة العربية ال24 التي أقيمت في الدوحة واختتمت أعمالها أمس الأربعاء. ويفسر خبراء مصريون لوكالة أنباء الأناضول هذا التقارب القطري تجاه مصر بسعي الدوحة إلى "اكساب دورها الإقليمي المتنامي شرعية بالتعاون مع القاهرة باعتبارها قوة إقليمية بارزة". وبدا انعكاس هذا التغير في العلاقة واضحا، في كلمة حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر، أمام الجلسة الافتتاحية للقمة العربية، التي شدد خلالها علي أهمية الدور المصري في المنطقة، موجها الدعوة للدول العربية لدعم مصر للخروج من أزمتها الاقتصادية الراهنة. كما أكد علي مكانة مصر الاقليمية ودورها المحوري في المنطقة، بدعوته إلى عقد قمة عربية مصغرة في القاهرة لإتمام المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس. وواجهت قطر اتهامات بالسعي للعب دور محوري في المنطقة عبر إضعاف النظام المصري السابق ما تسبب في توتر العلاقات بين البلدين قبل أن تتحسن بعد اندلاع ثورة 25 يناير 2011، وزادت قوة العلاقات بانتخاب محمد مرسي رئيسا للبلاد، حيث قدمت قطر حزمة مساعدات مالية لدعم الاقتصاد المصري المتأزم. بدوره يقول المحلل السياسي والكاتب اللبناني بعدد من الصحف العربية عبد الوهاب بدرخان إن "العلاقات المصرية - القطرية بعد الثورة تغيرت وعادت لعلاقة الصداقة، وتبادل الطرفان الزيارات سواء علي مستوي الحكومة أو المسئولين وكذلك علي مستوي رجال الأعمال". وأرجع السبب في ذلك إلى "إدراك جميع الأطراف العربية عدم إمكانية التحرك دون الدعم المصري لأن مصر صاحبة دور مؤثر في الملفات المختلفة ومنها الملف الفلسطيني على سبيل المثال". ورأى بدرخان أن ما تردد قبل الثورة بأن قطر تسعي للحصول علي مكانة مصر الإقليمية "كانت فرضية خاطئة هدفها تعكير الأجواء بين الطرفين". من جانبه قال الخبير السياسي والكاتب بجريدة الأهرام المصرية أشرف أبو الهول أن العلاقة بين البلدين قبل الثورة كانت قائمة علي "الندية"، لكن بعد الثورة حدث "تقارب أكبر بين الطرفين وتبادلا رسائل الطمأنة". وأرجع أبو الهول دعوة أمير قطر إلى إقامة القمة المصغرة في القاهرة الي "إدراك الدوحة تأثير مصر المباشر علي مختلف الملفات في المنطقة لا سيما القضية الفلسطينية". وأوضح أن "قطر كانت تسعى إلى توسيع أدوارها في المنطقة لكنها أدركت أنه ليس بإمكان أي دولة في المنطقة أن تملأ فراغ مصر في العمل بمختلف الملفات". واعتبر أن "التعاون مع مصر يمنح قطر غطاء مهما لأي خطوة سياسية تقوم بها"، مضيفا أن "غياب الغطاء المصري عن الدور السياسي لأي دولة يجعل هناك حالة من شبهة عدم الشرعية"، على حد قوله.