بدأ الجيش الأسرائيلي في الآونة الأخيرة بالتعاون مع الصندوق القومي اليهودي زراعة صفوف من الأشجار على الحدود مع غزة في محاولة لإخفاء المناطق السكنية وحماية المركبات المارة على الطرق الحدودية من الصواريخ وقذائف المورتر التي تطلق من داخل القطاع. ولاقت الخطوة ترحيبا من أنصار البيئة الذين قالوا إن تلك الأشجار سوف تتيح الفرصة لتربية أعداد كبيرة من نحل العسل. وقال إليشا مزراحي المتحدث باسم الصندوق القومي اليهودي "بعض كبار السن في المستوطنات والمزارع الجماعية جاءتهم فكرة استخدام طريقة قديمة للتصدي لذلك. رجعنا إلى الكتب القديمة." وأضاف "نزرع أشجارا تنمو سريعا مثل أشجار يوكالبتوس بين التجمعات السكنية وبين الطرق والمناطق التي يأتي منها التهديد." يشمل المشروع زراعة أشجار بطول 12 كيلومترا لحماية 11 تجمع سكني إسرائيلي. واختيرت أشجار يوكاليبتوس لأتها تنمو إلى ارتفاع يصل إلى ثمانية أمتار خلال بضع سنوات. في مستوطنة ناحل عوز القريبة من حدود قطاع غزة عبر بيني سيلاه المسؤول عن الأمن عن ترحيبه بسياج الأشجار. وقال "عندما يطلقون قذائف علينا لن يعرفوا أين تسقط.. في مناطق سكنية أم مناطق مفتوحة مع وجود الأشجار. بصفتي رئيسا للأمن أرى أنها خطوة طيبة لأنهم لن يستطيعوا التصويب على المنازل التي يعيش فيها الناس بصفة رئيسية ولذا فلن يمكن إلحاق الضرر بهم." وكانت قذيفة مورتر استهدفت دورية لقوات الحدود الإسرائيلية في فبراير شباط 2011 قد انفجرت داخل المستوطنة اليهودية. ورغم عدم وقوع خسائر بشرية فقد زاد التوتر بين السكان. وتباينت آراء المستوطنين اليهود في الخطوة الخاصة بزرع الأشجار. قالت مستوطنة تدعى راشيل بالا "خطوة طيبة للطبيعة كما أنها قليلة الكلفة. لا أشعر معها بأمان كامل لكني أظن أنها خطوة طيبة وأوافق عليها." لكن مستوطنا آخر يدعى أفياد هارليف قال "زراعة الأشجار أمر طيب لكنه لا يقي إلا من نيران القناصة ولن يكون لها أي دور في الوقاية من الصواريخ. هنا كثير من الأطفال والسكان والطلاب الذين يحبون المكان وتعجبهم الإقامة فيه. في رأيي أن زرع الأشجار أمر طيب للبيئة فحسب." ولا يكتفي الجيش الإسرائيلي باستخدام سياج الأشجار لخماية سكان المناطق القريبة من حدود غزة بل يستخدم أيضا أحدث الوسائل الدفاعية ومنها منظومة القبة الحديدية للحماية من الصواريخ.