لقى 30 شخصا حتفهم، في صدامات وقعت اليوم، في تظاهرات في العاصمة البنجلاديشية دكا، احتجاجا على حكم بالإعدام على قيادي إسلامي معارض لاتهامه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وجرائم إبادة خلال حرب الاستقلال عن باكستان. وأعلنت الشرطة البنجلاديشية أن صدامات أدت اليوم في العاصمة دكا الى سقوط 30 قتيلا؛ من بينهم 4 من رجال الشرطة، وذلك في تظاهرات ضد حكم بالإعدام على القيادي الإسلامي "دَولر حسين سعيدي" معارض لاتهامه بالقتل والاغتصاب والاضطهاد الديني، خلال حرب الاستقلال عن باكستان. وأضافت المصادر أن تلك الصدامات التي وقعت في عدة مناطق شمال عاصمة البلاد، أدت كذلك إلى إصابة عدد كبير من المواطنين، مشيرة إلى أن السلطات في البلاد ارسلت حوالي 10 ألاف جندي إلى مكان التظاهر كقوات إضافية لدعم القوات الموجودة. ووقعت تلك الأحداث بعد أن حكمت محكمة جرائم الحرب البنغالية بالإعدام على الزعيم الإسلامي دلوار حسين سعيدي بعد إدانته بارتكاب جرائم خلال حرب الاستقلال عام 1971. وكان سعيدي قد اعتقل في يونيو عام 2010، وأدانته المحكمة بارتكاب جرائم قتل جماعي والاغتصاب وجرائم أخرى خلال الصراع من أجل الاستقلال عام 1971، وهو يعد زعيم حزب الجماعة الإسلامية، أرفع شخصية تدينها المحكمة حتى الآن. لكن الحزب رفض حكم المحكمة وبدأ ينظم إضرابات احتجاجا عليه. ويقول منتقدو سعيدي إنه شكل خلال حرب الاستقلال مجموعة صغيرة للنهب والاستيلاء على أملاك البنغاليين الهندوس، ومن كانوا يؤيدون الاستقلال، بينما ينفي سعيدي كل التهم الموجهة إليه والتي تتضمن جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة. وكانت المحكمة قد حكمت مطلع الشهر الجاري على زعيم آخر من زعماء الجماعة الإسلامية، هو عبد القادر ملا، بالسجن مدى الحياة بعد إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وكانت الحكومة البنغالية الحالية قد شكلت المحكمة الخاصة في عام 2010 للتعامل مع البنغاليين الذين تعاملوا مع القوات الباكستانية، والذين حاولوا أن يعيقوا نيل (باكستانالشرقية، كما كانت تعرف آنذاك) الاستقلال عن باكستان.