مللت السياسة والعاملين فيها والمتاجرين بها والمتربصين من ورائها بأوطانهم وشعوبهم، كرهت عمى الطبّالين والمغردين مع السرب، كرهت جلف وصلافة المدافعين، عن فشل وفساد يحتاجان إلى مشرط أمين عادل، مللت التبرير لنفسى ولغيرى، وزهقت من قراءة مقالات الدجالين والمتلونين والمرتدين ثوب «الثورجية» وهم «عرايا» أمام الجميع، مللت الشرح المباشر والإطالة والحشو، وتكرار الأفكار ونسق الأخبار، وعدم موضوعية النقد ووقوف أنصاف الموهوبين فى أول الصفوف، وضجرت من منظرة النخبة ومعارضتها من أجل المعارضة. أعيش الآن وغيرى من الملايين فى مصر والعالم العربى حالة من الغضب المكتوم فى الصدر، والإحساس بالعجز والشعور بالملل والسأم واليأس، بسبب السموم التى نتنفسها يوميا من أبواق سياسيى الزفة ومدعى الليبرالية والتدين، وتواطؤ وفساد ذمم "الحكوميين والرسميين " التى أضاعت أرواح العشرات تحت عجلات القطارات فى مصر، والآلاف من مطالبى الحرية بسوريا!! أؤمن تماما بأن الأمل فى الله، والرجاء به قائم ومستمر، ولم ينزع من قلبى وقلوب الأمة الإسلامية والعربية، لعملنا وعلمنا بقوله تعالى:"وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ، وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ"، وأعلم أن لكل نصر أسبابه، ولكل أمل أبوابه وأن أول هذه الأسباب هى تزكية النفوس، وتصفية الأخلاق، وتعمير الظاهر والباطن، وقبل كل ذلك العودة إلى الله فقد ضللنا الطريق إليه فزادت شكوانا وتعالت صيحاتنا وسخطنا. إننى لا أجد إلا الرجاء والدعاء ليخرجنى وإياكم مما نحن فيه فأمِّنوا معى: اللهم إنى أستغفرك لكل ذنب يقطع الآمال ويشين الأعمال. اللهم إنى أستغفرك لكل ذنب يزيل النعم ويحل النقم ويهتك الحرم ويورث الندم ويطيل السقم ويعجل الألم. اللهم إنى أستغفرك لكل ذنب يكون فى اجترائه قطع الرجاء ورد الدعاء وتوارد البلاء وترادف الهموم وتضاعف الغموم. اللهم إنى أستغفرك من كل ذنب يدعو إلى الكفر ويورث الفقر ويجلب العسر ويصد عن الخير ويهتك الستر ويمنع الستر . رب أعنى ولا تعن علىَّ، وانصرنى ولا تنصر علىَّ، وامكر لى ولا تمكر علىَّ، واهدنى ويسر الهدى إلىَّ، وانصرنى على من بغى علىَّ، رب اجعلنى شكَّاراً لك رهَّاباً لك، رب تقبل توبتى واغسل حوبتى وأجب دعوتى، وثبت حجتى واهد قلبى وسدد لساني، واسلُلْ سخيمة قلبى. اللهم افتح لى أبواب الخير والتيسير، وسد عنى باب الشر والتعسير واكفنى بحلالك عن حرامك، واغننى بفضلك عن من سواك. اللهم لا تسلمنى إلى عدو يؤذينى ولا إلى صديق يردينى وارزقنى رزقا حلالا يغنينى ولا تشمت أعدائى بدائى، واجعل القرآن العظيم شفائى ودوائى، فأنا العليل وأنت المداوى، وأنت ثقتى ورجائى، فاجعل حسن ظنى بك شفائى. اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء، بيدك الخير، إنك على كل شىء قدير، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطيهما من تشاء وتمنع منهما من تشاء، ارحمنى رحمة تغنينى بها عن رحمة من سواك. وفى النهاية.. «لا تقل يا رب عندى هم عظيم.. ولكن قل يا هم عندى رب عظيم».