انسحب بعض النواب المعارضة التونسية اليوم -السبت- من الجلسة العامة للمجلس الوطني التأسيسي على خلفية تغيب رئيس الحكومة حمادي الجبالي عن جلسة المساءلة بشأن أحداث سليانة فيما اندلعت مواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين في مدينة الكاف الواقعة في شمال غربي البلاد. وقاطع نواب الكتلة الديمقراطية ونواب حركة الشعب والعريضة الشعبية وعدد من النواب المستقلين مداولات الجلسة العامة بالمجلس التأسيسي بسبب غياب رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي لمناقشة أطوار الأحداث التي شهدتها محافظة سليانة مؤخرا. وقال النواب إن "رئيس الحكومة غير مبال بالظروف التي تمر بها محافظة سليانة رغم حالة الاحتقان الاجتماعي الذي يسود الجهة والإضراب العام لليوم الرابع على التوالي". وأكد قيادي الحزب الجمهوري عصام الشابي في تصريح لوكالة أنباء فارس أن الجبالي "قد أغلق باب الحوار مع نواب الشعب وتحدى بذلك كل التونسيين رغم الإجماع الحاصل على ضرورة إقالة محافظ سليانة بسبب ما ءالت عليه الأوضاع من احتقان اجتماعي. وحمل الشابي رئيس الحكومة ما سماها بالمسؤولية السياسية في وضع حد للقمع "البوليسي" لأبناء سليانة، مضيفا أن المعارضة قد شكلت لجنة تضم ستين نائبا من مختلف الكتل قصد اتخاذ تدابير وإجراءات عاجلة قد تصل حد تمرير لائحة لوم لسحب الثقة من الحكومة التونسية الحالية. وفي سياق متصل اتسعت رقعة الاحتجاجات في تونس شمال غربي البلاد لتشمل ولاية الكاف تضامنا مع أهالي سليانة واندلعت مناوشات بين محتجين وقوات الأمن وسط مدينة الكاف. وقال شهود عيان إن مجهولين رشقوا منطقة الأمن الوطني ومركز وحدات التدخل ومركز الديوانة بالحجارة وأحرقوا سيارتين تابعتين للديوانة بالجهة. في المقابل فرقت قوات الأمن المحتجين بواسطة الغاز المسيل للدموع. إلى ذلك شهدت العاصمة تونس مسيرات حاشدة نظمها اتحاد عام طلبة تونس وشباب الجبهة الشعبية المعارضة واتحاد أصحاب الشّهادات المعطلين عن العمل، وانطلقت المسيرة من ساحة محمد علي الحامي امام الاتحاد العام التّونسي للشغل وصولا الى شارع الحبيب بورقيبة قبالَة وزارة الدّاخليّة ورفعوا فيها شعارات منددة بالتصعيد الامني والتعامل العنيف مع المحتجين في عدد من محافظات البلاد داعين ايضا الى اسقاط حكومة حركة النهضة.