أصدرت حركة حماس بيانا اليوم الخميس، نعت فيه أحمد الجعبري القيادي البارز بالحركة الذي اغتالته إسرائيل أمس، وتوعدت برد قوي، مطالبة بإطلاق يد المقاومة في الضفة، مشيدة بقرارات الرئيس محمد مرسي. واستهلت حماس بيانها مستشهدة بالآية الكريمة: (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ). وقالت حماس في بيانها "نقف اليوم في ظلال محطة تاريخية هامة، وأمام ملحمة جهادية مباركة، وشعبنا العظيم يلتف حول مقاومته الباسلة وهي تسجل أروع الملاحم والبطولات وتخوض حربًا حقيقية بكل ثبات وصمود وتحدي لترسم معالم مرحلة جديدة لصالح شعبنا المجاهد ومقاومته العنيدة وقضيته العادلة". وأضافت حماس "نقف اليوم أمام هذه الحرب المفتوحة التي شنها العدو الصهيوني باستهدافه لكوكبة مجاهدة من الشهداء وفي مقدمتهم رجل من رجالات الأمة وقائد فلسطيني كبير القائد القسامي الشهيد/ أحمد سعيد الجعبري " أبو محمد"، الذي أمضى سني حياته أسيرًا ومطاردًا ومجاهدًا مغوارًا، فهو الذي وضع مع إخوانه القادة اللبنات الأولى لكتائب القسام في انتفاضة الأقصى، وأشرف مع إخوانه على تغيير معادلة المقاومة بتطوير تكتيكاتها العسكرية المتصاعدة. وخاض المفاوضات العنيدة في صفقة وفاء الأحرار وأنجزها جميعًا بنجاح كبير". واستطردت حماس في بيانها قائلة "قد ارتقى معه الشهيد القسامي/ محمد حامد الهمص. والذي أبت روحه الطاهرة إلا أن تحلق مع القائد في الشهادة بعد أن أصيبا معًا قبل سنوات في محاولة الاغتيال الأولى" وأكدت حماس على عدة نقاط هي: أولاً: ننعى إلى شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية كوكبة الشهداء الربانيين الذين ارتقوا في هذه الحرب المفتوحة وفي مقدمتهم القائد الكبير/ أحمد الجعبري "أبو محمد". ثانيًا: إن معركة "حجارة السجيل" التي تحملها الطير الأبابيل من جنود القسام والمقاومة وهم يخوضون حربًا حقيقية بكل تفاصيلها ووقائعها على الأرض وبكل حكمة ووحدة ستحدد معالم جديدة في طبيعة الصراع مع الاحتلال وسترسم نهايات هذا العدوان ضمن معركة متدرجة ومتطورة ومتصاعدة وستثبت مدى وهم العدو بالنيل من إرادة شعبنا ومقاومته الباسلة، والاحتلال وحده من يتحمل المسئولية الكاملة عن هذه الحرب المفتوحة التي بدأها والذي لا يملك قرار إنهائها لأنه مرهون بالثمن الذي سيتكبده على يد المقاومة بإذن الله. ثالثًا: إن المقاومة اليوم تدير المعركة بكل حكمة ووحدة، ونحن على ثقة بأن المقاومة التي دحرت الاحتلال من غزة عام 2005، وصدت العدوان الكبير في معركة الفرقان، وأرغمت العدو للخضوع لشروط صفقة وفاء الأحرار سترد اليوم كيد الاحتلال إلى نحره وستفشل أهدافه كما أفشلتها في كل المحطات الجهادية، بل إن هذا العدوان سيقصر من أمد الاحتلال بإذن الله. رابعًا: نحيي شعبنا الفلسطيني العظيم الذي يلتف حول مقاومته الباسلة ويقف ثابتًا ومحتسبًا وهو يدفع ضريبة العدوان ويواجه خطر الاحتلال، وستبقى إرادة شعبنا أقوى من إرادة الاحتلال، الذي سيجر ذيول الخزي والعار أمام عظمة هذا الشعب الذي يخرج في كل مرة أصلب عودًا وأقوى شكيمةً وأمضى سيفًا وأكثر إصرارًا عل مواصلة طريق الجهاد والمقاومة، وإن دماء القادة تبقى وقودًا للشعب والمقاومة، والعدو الصهيوني واهم إذا ظن باغتياله للقائد الجعبري إضعاف حماس، فإن دماء الشيخ/ أحمد ياسين والدكتور/ عبد العزيز الرنتيسي، والمقادمة وأبو شنب وشحادة وصيام وريان زادت حماس قوةً وعنفوانًا. خامسًا: إن العدو الصهيوني الذي يحاول استخدام دماء شعبنا في معركته الانتخابية سيكلف ساسته مستقبلهم السياسي وعلى الصهاينة أن يدركوا بأن قادتهم يغامرون بهم ويجازفون بحياتهم لحسابات سياسية داخلية. سادسًا: إن التحدي الصهيوني يحتم تعزيز وحدة الموقف الفلسطيني ومن هنا فإننا ندعو إلى رفع اليد الثقيلة عن المقاومة في الضفة المحتلة ووقف التنسيق الأمني والإفراج عن المعتقلين السياسيين وندعو جماهير شعبنا في الضفة إلى الانتفاض من أجل غزة والتأكيد على وحدة الدم والمصير. سابعًا: تشيد حركة حماس بالموقف المصري الشجاع وبالإجراءات السياسية التي اتخذها الرئيس المصري محمد مرسي، ونطالب القيادة المصرية بالمزيد من الإجراءات، وندعو الدول العربية والإسلامية أن تحذوا حذوها ونؤكد بأن الزعماء العرب والمسلمين مطالبون اليوم بوضع إستراتيجية جديدة لدعم شعبنا ونصرة المقاومة وصولاً إلى إنهاء الاحتلال وتحرير فلسطين. كما وندعو الشعوب العربية والإسلامية إلى النفير العام لنصرة غزة ورفع سقوفها تجاه شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة.