حذرت الشرطة البحرينية جميع المواطنين والمقيمين من العبث بأي أجسام غريبة والإبلاغ عن أي حالة اشتباه، لاتخاذ ما يلزم في هذا الشأن وذلك حرصا على سلامتهم، وتم إخطار النيابة العامة عن هذه الجرائم الإرهابية والبحث جار لتحديد هوية الجناة للقبض عليهم وتقديمهم للعدالة. وتأتي هذه التحذيرات في أعقاب مصرع عاملين آسيويين حيث قام أحدهما بركل إحدى القنابل ما أدى إلى انفجارها ووفاته في الحال، بينما توفي الآخر في المستشفى التي نقل إليها إثر تعرضه لانفجار قنبلة أخرى بالقرب من سينما أوال بالقضيبية، كما أصيب شخص ثالث (عامل نظافة) بإصابة بليغة جراء انفجار قنبلة محلية الصنع في منطقة العدلية. وعلى صعيد متصل، أدانت سميرة رجب وزيرة الدولة لشئون الإعلام والمتحدث الرسمي باسم الحكومة هذه العمليات الإرهابية التي من شأنها ترويع أمن المواطنين والمقيمين وزعزعة استقرار البلد، مشيرة إلى أن هذه العمليات الإرهابية هي نتاج طبيعي للفتاوي الصادرة عن بعض المنابر الدينية التي ما فتأت تحرّض على العنف ضدّ المدنيين ورجال الشرطة. وأكدّت الوزيرة أن القانون الدولي يفرض على الدول حماية أمن المواطنين والمقيمين المتواجدين على أراضيها، ودعت إلى عدم التهاون في تطبيق القانون وإلى ضبط المنابر الدينية وإلى محاسبة كل من له علاقة بهذا الإرهاب بشكل مباشر أو غير مباشر، مشيرة إلى أن هذا الأمر هو من صميم مهام وواجبات السلطات الحكومية في جميع دول العالم. وقالت الوزيرة إنه من المؤسف أن يُستهدف المقيمون في مملكة البحرين وهم الذين ساهموا منذ عقود ومازالوا في بنائها وازدهارها الاقتصادي. ودعت، من جانب آخر، الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون والمفوضية السامية لحقوق الإنسان وجميع المنظمات الدولية لإدانة العنف والإرهاب في البحرين، معبّرة عن أن ازدواجية مواقف المنظمات الدولية سوف يساهم في زيادة هذا الارهاب. من جانبه أكد النائب أحمد الساعاتي رئيس كتلة البحرين البرلمانية, أن هذه الانفجارات نتيجة طبيعية لتحويل الخلاف السياسي, إلى خلاف طائفي أهلي، واستخدام الاسلحة والمتفجرات ضد الوطن والمواطنين, والمقيمين، ولتكرار هذه الأحداث دون رادع, مضيفا أن الإرهابين تارة يقطعون الطرق, وتارة يستخدمون المولوتوف, ليسقط القتلى هنا وهناك. وطالب "الساعاتي" بفصل الخلاف السياسي عن العنف والإرهاب, باعتبارهما خطين لا يلتقيان, وأوضح أن من يريد مناقشة المسألة السياسية فهذا حقه الذي يكفله الدستور، ومن يريد استخدام العنف والإرهاب, فعلى الحكومة أن تضربه بيد من حديد, وأن على المجتمع بأسره أفرادا ومؤسسات دستورية, وجمعيات سياسية موالية ومعارضة أن تدعم الفصل بين الخلاف السياسي والإرهاب, وتنبذ العنف, وتدعم قوات الأمن من أجل استئصال الأرهاب وإخماد الشرارة التي بدأت تحرق الوطن. بينما أكد النائب عبد الرحمن بومجيد أنه يدين بعنف كافة الأعمال الإرهابية بكل أشكالها وأنواعها, والتي تستهدف أرواح المواطنين والمقيمين في البحرين, موضحا أن العالم كله يدين الإرهاب, وإنه لابد من واقفة رادعه, تجاه أعمال العنف التي تتنامى يوم بعد يوم, وان اختيار محافظة العاصمة لارتكاب هذه الحوادث يدل على مؤامرة ترويع المواطنين والمقيمين, نظرا للكثافة السكانية في هذه المحافظة, ولتمركز الشركات والمؤسسات بها, مؤكدا مطالبته بوقفة رادعة مع هؤلاء الجناة, حتى يعتبروا وينالوا الجزاء الذي يستحقونه.