وسط دقات طبول الحروب وتدافع الأساطيل ورسائل والتهديدات العسكرية والإعلامية وطلبات التفاوض والمصالحة، تتحرك العلاقات الإقليمية فى الشرق الأوسط بين العرب من جانب والإيرانيين فى الجانب الآخر، الذين لم يتورعوا عن إرسال تهديداتهم مباشرة، بإرسال إرهابيين إلى السعودية والإمارات عبر تهديد الملاحة فى ميناء الفجيرة الإماراتى، وعبر إشعال النيران فى درة التاج السعودى «شركة أرامكوا السعودية» بطائرات من غير طيار للحوثيين من تداعيات حرب اليمن الطويلة 4.5 سنوات حتى الآن، ولسان حالهم يقول للعرب: إن قطع صادراتنا البترولية سوف يطالكم، وإن الحصار الاقتصادى الأمريكى لإيران لن يتوقف عند حدودنا، بل يشمل صادرات الخليج السعودى والإماراتى. كان ظريف وزير الخارجية الإيرانى عجيبا، عندما طالب السعوديين بالتفاوض للوصول إلى معاهدة عدم اعتداء، وكان أجدى له أن يوقف حرب الوكالة المشتعلة فى اليمن عبر وكلائهم، أنصار الله الحوثيين ومعهم كل الميليشيات الإيرانية المزروعة فى كل بلدان الشرق الأوسط أو الشرق العربى، أو كان أصلح وأفضل له ولنا أن يرسل لنا فى شهر الصيام الفضيل رسالة، تجفف معركة الطحن الطائفى فى كل أرجاء سوريا! والطحن الطائفى فى منطقتنا، حيث الطوائف الصغيرة فى سوريا تستأسد على أغلبية الشعب الذى يعيش بلا جيش يحميه، وبلا سلطة تقف معه بشكل عادل، لا أعرف حتى الآن كيف تسببت فى تشريد أكثر من نصف مليون فرد، وأكثر من عشرة ملايين من أبناء الشعب فى بغداد جوعى واضهادها للعرب السنة هناك أو للأكراد الذين استباحوا حدودهم بالمخدرات؟ أو ماذا يفعل الإيرانيون وشركاؤهم الأتراك فى ليبيا؟ وماذا كانوا يخططون للسودان؟ وكيف يتلمظون للبحرين؟ كان أفضل من رسائل ظريف ذى اللسان والوجه الضاحك، أن تكون رسائله عملية على أرض الواقع، خصوصا أن المعتدى الإيرانى لا يتوقف عن التدخل وتجنيد العملاء والميليشيات فى كل بقاع المنطقة العربية، ومن خلفه التركى لسان حال أردوغان، يقول له إنه أولى من الإيرانى، لأن إمبراطورياتى العثمانية كانت الأخيرة، وكانت فى ظل الإسلام. أما إمبراطورية ولى الفقيه فهى حديثة وليس لها سوابق إلا عبر الدولة العباسية. حيث سيطروا على البلاد العباسية وساعدوهم للتخلص من الدولة الأموية أما دولته أو إمبراطوريته القديمة فهى أيام كسرى فى عهد ما قبل الإسلام، أى إنها إمبراطوريات تاريخية عفا عليها الزمن وماتت ولا تصلح للعودة فى عالم جديد ومتغيرات لا حصر لها فى منطقتنا وفى العالم، ولكن ماذا نفعل ونحن نعيش فى منطقتنا، بعقول استوردت أو استنطبت من بطون التاريخ أسوأها وأعادت بعثه حيا من فتن طائفية وأساطير دينية خالدة فى عقولهم المريضة، ووظفت الإعلام والميديا الجديدة، وأعلنت أنها أولى بالدفاع عن العرب وقضاياهم، وجندت - كما فعلت تلك الإمبراطوريات فى الماضى -مشايخ وظفوا الطوائف والجماعات الدينية، بعثوا فيهم أنهم أصحاب الحقوق للحكم والتحكم، فهم أصحاب الدفاع عن الإسلام ونحن لسنا مسلمين، ويجب أن يحكمونا أو يقتلونا، لا مناص من حكم الجماعات الإرهابية المتطرفة بمساعدة ولى الفقيه فى طهران والخليفة أردوغان العثمانى فى أسطنبول، هم أصحاب الراية والحكم والعرب كل العرب، بما تحت أيديهم من بترول ونفط ودول وإمارات، هم جميعا تحت وصايتهم، ماذا نفعل مع هذه المنطقة الأيديولوجية الجامدة المتصلبة؟ هل يصلح معها التفاوض؟ هل يصلح الانتظار؟ كل يوم يكسبون أرضا ويدخلون بلادا ولا يتوقفون؟ هل يعلن العرب رسميا موتهم واستسلامهم أمام هذه الأفكار والجماعات أم يقاومون ويرفضون ويعلنون المواجهة، حتى تنصلح هذه المعادلة المختلة، توضع هذه العقلية الجبانة والمتصلبة فى مكانها أعتقد أن قمم العرب سواء الخليجية أم العربية والإسلامية ليس أمامها إلا رسالة محددة للعالم ولشركاء الإقليم الإيرانيين والأتراك والإسرائيليين، أن العرب موجودون وفاعلون وقادرون على حماية بلادهم وثرواتهم وثقافاتهم، بل حماية دينهم من كل دخيل ومتطرف، يحاول أن يغير المعادلات بحجج وتبريرات مختلفة لم ينزل بها أى سلطان أو عقل رشيد، يجب أن تسمع المنطقة العربية بل كل الشرق الأوسط - تركياوإيران وإسرائيل - صوتا عربيا قويا لا يتردد فى الإعلان عن نفسه والرد على الاعتداء ووقف المعتدى عند حدوده، ووقف الموجة الاستعمارية الجديدةفهذه المنطقة العربية هى ملكنا ونحن أصحابها، لكن هناك مصالح لهذا العالم الذى نعيشه ونحن لا نهدد مصالح العالم، لذلك طلبنا من المجتمع الدولى لكى يقف معنا ضد هذه الهجمة الشرهة والأطماع العنصرية التى بعثت من بطون التاريخ، ومن فتاوى الفتن والإرهاب، وأن ندفع الأممالمتحدة بل أمريكا وأوروبا والصين واليابان وروسيا، لكى تتحمل مسئولياتها أمام هذا الإخطبوط الإرهابى، الذى ينبعث من إيرانوتركيا وإسرائيل، وأن تقف المنطقة العربية والإسلامية موحدة ضد موجات الإرهاب الدولى من الدواعش والقاعدة ومن إيرانوتركيا وإسرائيل، التى تحاول أن تصطاد فى هذا الماء العكر. قلوبنا مع الزعماء الذين توافدوا إلى مكة وننتظر رسالة قوة ووحدة لمواجهة الإرهاب المتوحش، والدول التى تريد بعث الاستعمار والاحتلالات القديمة بأساليب جديدة وملتوية.