سلط عدد من كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة في مقالاتهم، اليوم الخميس، الضوء على القمة (المصرية- السودانية)، المقرر عقدها اليوم في الخرطوم بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير، والنقلة النوعية الاستراتيجية في العلاقات المصرية السودانية. ففي عموده "نقطة نور" بصحيفة (الأهرام)، وتحت عنوان "قفزة فى علاقات مصر والسودان"، قال الكاتب مكرم محمد أحمد: لعل ما يُدهش بالفعل أن تكون العلاقات المصرية السودانية هى نقطة الضوء الساطع الوحيد فى عالمنا العربى المُفعم، بأحداث مؤلمة جسام تدعو إلى القلق والحذر من أيام صعبة مقبلة. وأوضح مكرم أن العلاقات المصرية السودانية تشهد هذه الأيام نقلة نوعية استراتيجية يتوجها اجتماع اللجنة العليا المشتركة برئاسة الرئيسين عبدالفتاح السيسى وعُمر البشير في الخرطوم اليوم الخميس، التي يشهدها 20 من وزراء البلدين يوقعون عشر اتفاقيات تغطى 6 مجالات للتعاون الاقتصادي والسياسي والبنية الأساسية والنقل والتعليم والإعلام والزراعة. ولفت الكاتب إلى أن من أهم المشروعات بين البلدين، مشروع الربط الكهربائي بين البلدين، الذي يصل شبكة الكهرباء الإفريقية بشبكتي مصر وأوروبا عبر شمال إفريقيا والبحر الأبيض، ومشروع ربط سكك حديد مصر بسكك حديد السودان بما يساعد على ربط جنوب أفريقيا بشمالها، بحيث يصبح للقارة الأفريقية امتدادها المُطل على البحر الأبيض، والمشروع الثالث فيتعلق بتحديث هيئة الملاحة النيلية التي تربط بين أسوان و وادى حلفا عبر خطوط ملاحية يجرى تعزيزها وتحديثها بما يجعل نهر النيل شريان تواصل حيويا يربط إفريقيا الجنوبية والوسطى بشمال القارة عند شواطىء المتوسط. ورأى الكاتب أن لقاء السيسى والبشير اليوم الخميس، في الخرطوم يُشكل الزيارة السادسة للرئيس عبدالفتاح السيسى للخرطوم، كما يُشكل اللقاء الرابع والعشرين بينهما في عدد من المحافل الدولية، مؤكدا أنها المرة الأولي في تاريخ البلدين على أزلية علاقاتهما التي تنشط فيها مصر والسودان في تنفيذ برنامج عملي متكامل، يركز على التعاون فى مساحة واسعة من المصالح المشتركة وصولاً إلى التنسيق والتكامل والتخطيط المشترك لعدد من المشروعات الجديدة أهمها، إنشاء منطقة صناعية مصرية على مساحة 2 مليون متر مربع قريباً من الخرطوم، وإعادة تأهيل عدد من المشروعات الزراعية المشتركة لتحقيق متطلبات الأمن الغذائى للبلدين. واختتم مكرم محمد أحمد مقاله قائلا: "إن ثوابت علاقات السودان بمصر تُشكل أحد أهم عناصر استقراره التي تجعل من السودان عمقاً استراتيجياً لمصر يزيد من خصوصية العلاقات بين الشعبين التي لا يمكن مقارنتها بأى دولة أخرى، لا تستطيع أى متغيرات سياسية أن تفصل أو توقف التدفق الإنساني بين الشعبين، أو تقطع أيا من الوشائج المتعددة التي تربط بينهما". وتحت عنوان "مصر.. والسودان"، قال الكاتب محمد بركات، في عموده "بدون تردد" بصحيفة (الأخبار)، إن مصر والسودان بلد واحد وشعب واحد، ولسنا على الإطلاق شعبين لدولتين متجاورتين، وهكذا كنا عبر التاريخ وعلي طول الزمن وسنظل كذلك بإذن الله في القادم من الزمان. وأكد الكاتب أن من هنا يأتي الاقتناع الدائم والإيمان المستمر لدي شعبي وادي النيل، بأن ما بينهما أقوي وأشد صلابة مما يتخيله أو يظنه البعض من أصحاب القلوب المريضة والنوايا السيئة، ممن يسعون للتفريق بين الشعبين والدولتين، قائلا "من هنا يأتي التأكيد علي الأهمية البالغة للزيارة التي يقوم بها الرئيس السيسي للسودان الشقيق اليوم، ولقاءاته ومباحثاته المتوقعة مع أخيه الرئيس عمر البشير، والتي تركز في أساسها وجوهرها علي دعم وتقوية أواصر المحبة والتعاون المشترك والود القائم والدائم بين الأسرة المصرية السودانية الواحدة". وشدد بركات على أن اللقاء بين الرئيسين السيسي والبشير يأتي تأكيدا للرغبة الصادقة لدي القاهرةوالخرطوم، علي الانطلاق بالعلاقات الأخوية إلي آفاق أرحب وأقوى للتعاون المكثف والدائم في جميع المجالات، حتي تكون هذه العلاقات تعبيرا صادقا ومثالا جيدا للأخوة والمحبة القائمة بين أبناء الوطن الواحد في مصر والسودان أما الكاتب فهمي عنبه فأشار، في عموده "كلام بحب" بصحيفة (الجمهورية) تحت عنوان "الحلم العربي يبدأ بقطار مصر والسودان"، إلى أن قمة وادي النيل التي تعقد اليوم في الخرطوم بين الرئيسين عبدالفتاح السيسي والسوداني عمر البشير من المقرر أن تشهد التوقيع علي اتفاقية لإنشاء شبكة سكك حديدية تربط البلدين كما أكد ذلك وزير النقل السوداني وهي خطوة بالتأكيد ستزيد من ارتباط الشعبين وتؤدي لزيادة العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري بين مصر والسودان. وأوضح الكاتب أن الشبكة تبدأ بخط مباشر بين سيدي جابر بالإسكندرية والمحطة الرئيسية للقطارات بالعاصمة السودانية لتحقيق الحلم الذي طال انتظاره منذ القرن التاسع عشر حينما كانت هناك فكرة لربط شمال أفريقيا بجنوبها بالسكك الحديدية علي أن تكون البداية بخط القاهرةالخرطوم ثم يمتد إلي كيب تاون. وأكد عنبه أن حرص القيادتين في مصر والسودان على توثيق أواصر العلاقات في مختلف المجالات، واللقاءات المستمرة التي تؤدي لإزالة الخلافات قبل أن تتفاقم ودحر الشائعات في مهدها، يعد ضربة قوية لمن يحاولون إشعال الفتن أو اللعب علي أوتار العصبية لخلق الأزمات.. مشيرا إلى أن الضربة الأكبر هي التصميم علي ربط الشعبين والدولتين ومد جسور التفاهم عبر خط السكة الحديد المباشر بين الإسكندريةوالخرطوم. واختتم فهمي عنبه مقاله قائلا: كما تسهم الطرق البرية والقطارات في نقل الركاب فإنها تزيد من التبادل التجاري ودخول وخروج السلع والبضائع إلى جانب توفير تكاليف أنوال الشحن الجوي أو البحري ويكون هناك أمل في إقامة السوق العربية المشتركة تمهيداً للوصول إلي "الحلم العربي" لشعوب المنطقة بتحقيق الوحدة ولو علي غرار الاتحاد الأوروبي بإزالة الجمارك والوصول إلي عملة موحدة مع حرية انتقال المواطنين.