قلعت طائرة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل صباح اليوم الثلاثاء متجهة إلى اليونان، في زيارة تجري خلالها محادثات مع كبار المسؤولين في آثينا. وتسعى ميركل إلى تقديم مساعدتها لليونان حتى تتجنب البلاد خطر الإفلاس، وحتى تظل داخل منطقة اليورو في وقت يستعد فيه يونانيون غاضبون للاحتجاج ضد مسعاها التقشفي. وستجري ميركل محادثات مع رئيس الحكومة اليونانية أنطونيوس ساماراس والرئيس اليوناني كارولوس بابولياس في العاصمة أثينا. كما ستلتقي برجال أعمال من البلدين. واتخذت السلطات اليونانية إجراءات أمنية مشددة لتأمين زيارة المستشارة الالمانية التي تستمر ست ساعات، وهي الزيارة الأولى لميركل منذ اندلاع أزمة الديون قبل ثلاث سنوات. وجرى نشر أكثر من سبعة آلاف من رجال الشرطة، بينهم قناصة في أثينا لتأمين خط سير موكب ميركل. وتفرض الشرطة حظرا على المظاهرات في الكثير من المناطق وسط العاصمة. ولن يسري الحظر على مظاهرتين منفصلتين تنظمهما نقابات عمالية وأحزاب معارضة تزامنا مع وصول ميركل المقرر الساعة 30ر1 بالتوقيت المحلي (1030 بتوقيت جرينتش). وتريد الحكومة الائتلافية التي يتزعمها ساماراس المزيد من الوقت لتنفيذ استقطاعات الإنفاق التي يطالب بها الدائنون الدوليون مقابل الإفراج عن أموال إنقاذ. وقالت صحيفة "كاثيميريني" إن ساماراس يأمل في الحصول على موافقة ميركل على حزمة تقشف أقل صرامة، تتفاوض اليونان بشأنها مع "الترويكا" (الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي). وينظر إلى زيارة ميركل على أنها مؤشر على عزمها منع خروج اليونان من منطقة اليورو، كما أنها تظهر الدعم لبرنامج ساماراس الإصلاحي. وتلقي غالبية كبيرة من اليونانيين المسؤولية على المستشارة الالمانية في المطالبة باستقطاعات مؤلمة في مقابل حزمة الإنقاذ. وتعيش اليونان في ركود منذ خمسة أعوام وتطلب مزيدا من الوقت لتنفيذ إجراءات التقشف للسماح بالعودة لتحقيق نمو. ويريد ساماراس خفض حجم الاستقطاعات التي لا تحظى بشعبية والتي تصل الى 5ر13 مليار يورو (5ر17 مليار دولار) لتجنب الإضرار بالأجور والمعاشات. ويقول معارضون إن الاستقطاعات ستدفع باليونان نحو العام السادس للركود في 2013.