توهمنا والذنب على من أوهمنا (منه أو منهم لله)، كنا نأمل بثورة تأتى لنا بالعدالة والحرية والكرامة الإنسانية ..لكنها للأسف جاءت ب “ الحرية والعدالة “ كحزب للإخوان بديلا عن الحزب الوطنى الديمقراطى المنحل، ولم يكذبوا خبرا، فقد جسدوا لنا الحرية فى كيفية توزيع المناصب بالعدل على أنفسهم وعلى مؤيديهم من التيارات الأخرى ، لذلك لم يكن غريبا أن نجد التشكيل الجديد للمجلس القومى لحقوق الإنسان يضم أعضاءً بعضهم ليس له أى علاقة بحقوق الإنسان، ولعلى أتساءل مع الكثيرين أن بعضا ممن اختيروا لا يزال ضحاياهم الذين لم يأخذوا حقهم إلى الآن ويندهش معى البعض من اختيار شخص مثل صفوت حجازى ، فما يثار حوله من الأسئلة وعلامات الاستفهام، كان من المفروض أن يضع المسئولين عن هذه الاختيارات فى بعض ولا أقول كل الحرج !، لكن كما يقول المثل أين أنت يا حمرة الخجل؟ ألم يرد على بال هؤلاء الأفاضل كم الاتهامات التى وجهها للثوار دون أى دليل يذكر، وكيف إذن سيكون هذا الرجل ممن يعطون للإنسان حقه سواء بالسلب أم الإيجاب؟! ثم ألم يتذكر الذين أصبح بيدهم المن والمنع مجاهرة الرجل وتباهيه بأنه عذب أحد الخونة فى الميدان، وكتبوا على صدره كلب النظام ثم اكتشفنا واكتشف الجميع أن من تم تعذيبه لم يكن من الخونة ولا من النظام أصلا بل ضحية برىء اسمه المحامى أسامة كمال وهى الواقعة التى تقدم بصددها بعدة بلاغات واستغاثات للنائب العام دون جدوى رغم انتشار الفيديوهات التى تؤكد هذه الجريمة وإلى الآن لم يحرك فيها ساكنا برغم اعتراف صفوت حجازى فى برنامج شاهد على الثورة، مع المذيع أحمد منصور بقناة الجزيرة بتعذيبه واحتجاز ضابط أمن دولة الذى اتضح بعد ذلك أنه المحامى الأستاذ أسامة كمال صاحب أشهر واقعة تعذيب أثناء ثورة 25 وعلى المواقع الإلكترونية لا تزال صور التعذيب الوحشى الذى تعرض له تدمى القلوب، ولو افترضنا جدلا أنه ضابط أمن دولة أليس بإنسان كرمه الله كيف يهينها من يتكلمون أو يزعمون أنهم الأوصياء على كلمة الله فى الأرض وسيفه المسنون، ودعنى أسألك يا أخ صفوت وبصفتى الشخصية: ألم ينهنا رسولنا الكريم عن تعذيب الأسرى ؟! إلا أنه وبتأكيد يحسد عليه اتهم عددا من شباب الثورة بارتكاب الزنا فيما عرف وقتها بأزمة تصريحات شقة العجوزة، فمن أين له بالبينة فى قضية تمس الشرف والعرض والثرثرة فيها ماهى إلا انتهاك لحرمات الغير وإثم عظيم. سبق أن تعدى على عدد من الصحفيين بينهم مصريون وأجانب ولعل صفعته للمراسلة الأوروبية أساءت إلى مصر قبل أن تسىء إليه شخصيا ومن بين الصحفيين المصريين رامى نوار الصحفى باليوم السابع الذى حرر ضده محضرا حمل رقم 8040 إدارى مدينة نصر أول لسنة 2012، واتهمه فيه بالتعدى عليه ومنعه من تغطية فاعليات لقاء الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح مع خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وعندما ألقى كلمته فى المؤتمر الذى عقده لتأييد الرئيس مرسى بالمنزلة بمحافظة الدقهلية، وأكد أن انتخاب مرسى جهاد فى سبيل الله ومن يختار دونه فهو عدو للإسلام فهل هذه هى الديمقراطية والحرية. نعود إلى غرائب التشكيل الجديد الذى ضم أيضا الدكتور محمود غزلان عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامى باسم الجماعة، والذى أثارت تصريحاته موجات واسعة من الجدل حيث سبق أن طالب أهالى شهداء الثورة بقبول الدية ! ومنح أعضاء المجلس العسكرى حق الخروج الآمن من السلطة،كما طالب بتفعيل حبس الصحفيين وقال بالنص: “مفيش حصانة للصحفى.. واللى يغلط لازم يتحبس". وللمرة الأولى خرج التشكيل الجديد عن تقاليد المجلس القومى لحقوق الإنسان، حيث كانت أحد ثوابت تشكيل المجالس السابقة هى انضمام كل من نقيب المحامين ونقيب الصحفيين بصفتهما، لكن التشكيل الجديد أسفر عن استبعاد سامح عاشور نقيب المحامين وأحد أبرز خصوم الإخوان، كما تم استبعاد ممدوح الولى نقيب الصحفيين وكان أعجب العجائب استبعاد جورج إسحاق، مؤسس حركة كفاية والمناضل الحقوقى المعروف، فهكذا نرى أن الأغلبية المسيطرة داخل التشكيل من المنتمين لجماعة الإخوان أو المحبين لهم عن بعد أو من تظاهروا بذلك فى الفترة الأخيرة ، وبرغم أننى سوف أحاول أن أتوهم عدم القلق وأقول لكم ما يهمنا هو ما سوف يقدمه هذا التشكيل من إنجازات وأفكار جديدة تصب فى جوهرها لمصلحة حقوق الإنسان، بما يكفل حقوق جميع المواطنين فى الحرية والعدالة وليس المنتمون لأفكار الجماعة وحزبها ومحبيهم فقط !