بعد رحيله ب 35 عاما.. الدورة 11 تعيد محمود دياب لساحة التكريم تعيش المسارح حالة من الانتعاش الفنى الكبير، بعد أن أضاءت 13 دار عرض مسرحى أنوارها لاستقبال الجمهور الذى يتردد عليها لمشاهدة عروض المهرجان القومى للمسرح فى دورته الحادية عشرة والتى تحمل اسم الكاتب الراحل محمود دياب، خلال الفترة من 20 يوليو حتى 2 أغسطس، وتنظمه وزارة الثقافة، حيث يبلغ عدد العروض المشاركة 37 عرضا، تمثل أهم الأعمال التى تجسد حصاد الإبداع فى عام كامل، فمصر حسبما أكد مدير المهرجان إسماعيل مختار تنتج سنويا أكثر من 2500 عرض مسرحى سنويا خلاف الطاقات الموجودة بالجامعات، والأعمال المشاركة هذا العام من إنتاج البيت الفنى للمسرح، مسرح المعهد العالى للفنون المسرحية، هيئة قصور ثقافة، مسرح الهناجر، مركز الإبداع الفني، علاوة على فرق الجامعات، كما يشهد المهرجان العديد من الملتقيات التى تشهد ندوات وورشا فنية إبداعية. قامت بافتتاح المهرجان د. إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، بحضور قيادات وزارة الثقافة وكبار فنانى المسرح المصري، والذين شاهدوا عرض "أرض لا تنبت الزهور" للكاتب محمود دياب رؤية وتصميم وإخراج سالى أحمد، أعقبه عرض فيلم تسجيلى عن الكاتب الكبير محمود دياب بعنوان (الباحث عن الحقيقة)، من إنتاج المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية برئاسة المخرج محمد الخولى ، وقد تناول الفيلم شهادات من أسرته وبعض النقاد، علاوة على أبرز القضايا التى طرحها من خلال أعماله. كرم المهرجان فى دورته هذا العام، المخرج جلال الشرقاوي، والكاتب المسرحى محمد أبو العلا السلاموني، ومؤسس فرقة الغد للعروض التجريبية المخرج حسين عبد القادر، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، وأستاذة التمثيل والإخراج بالمعهد العالى للفنون المسرحية د. سميرة محسن، وفنان السينوجرافيا حسين العزبي، والناقد الراحل محمد الرفاعى . ومن أهم ما شهده المهرجان فى افتتاحه مشاركة النجوم فى تكريم زملائهم وأساتذتهم من النجوم، كما حدث مع الفنانة سميحة أيوب التى قامت بتسليم درع التكريم للمخرج جلال الشرقاوى والفنان سيد رجب الذى سلم درع التكريم للدكتور حسين العزبى مصمم السينوغرافيا، وسلم الفنان حسن الرداد درع التكريم للفنانة سميرة محسن. كوميديا البؤساء يشارك البيت الفنى للمسرح هذا العام ضمن فاعليات المهرجان ب 11 عرضا منها 8 عروض مسرحية داخل المسابقة الرسمية، من إنتاج فرق الكوميدى والغد والطليعة والشباب والقومى للأطفال، يعرض كل عرض منهم يومين بالمجان وذلك طبقا للائحة المهرجان وهذه العروض هي" الساعة الأخيرة" إخراج ناصر عبد المنعم، "كوميديا البؤساء" إخراج مروة رضوان، "الثامنة مساء" إخراج هشام على " السيرة الهلامية" إخراج محمد الصغير، "أنا كارمن" إخراج سما إبراهيم، "يوم معتدل جدا" إخراج سامح بسيونى،"سنووايت" إخراج محسن رزق،" يوتيرن " إخراج السعيد المنسي. كما تشارك الهيئة العامة لقصور الثقافة بخمسة عروض مسرحية، وتضم العروض الحاصلة على المراكز الثلاثة الأولى فى المهرجان الختامى لفرق الأقاليم المسرحية فى دورته الثالثة والأربعين، وهى على الترتيب "هاملت" تأليف وليم شكسبير وإخراج سامح بسيونى لفرقة قصر ثقافة الجيزة، "ساحرات سالم" تأليف آرثر ميلر وإخراج محمد مكى لفرقة قصر ثقافة الأنفوشى المسرحية، "محاكمة واد من جنوة" عن نص إيزابيلا وثلاث سفن ومشعوذ للمؤلف داريو فو وإخراج أحمد عبد الجليل، كذلك يشارك بالمهرجان عرض "قابل للاشتعال" تأليف وإخراج أشرف على الفائز بالمركز الأول فى مهرجان نوادى المسرح فى دورته السادسة والعشرين، بالإضافة لعرض "ستديو" تأليف وإخراج علاء الكاشف الفائز بالمركز الأول فى مهرجان نوادى المسرح فى دورته السابعة والعشرين. ومن أهم العروض المشاركة فى المهرجان "سلم نفسك" للمخرج خالد جلال، هذا العرض الذى نال شهرة واسعة عند عرضه فى مركز الإبداع الفني، وزادت شهرته عندما اختاره الرئيس السيسى لمشاهدته ودعا معه ولى العهد السعودى محمد بن سلمان، ويدخل فى المنافسة معها من مركز الإبداع أيضا العرض المسرحى "مركب بلا صياد " إخراج عمرو قابيل، " مسافر ليل " إخراج محمود فؤاد ، "لسه بسأل" إخراج محمد مرسى إبراهيم، " كلهم ابنائى " إخراج نور محمد عبد الله. فيما تشارك دار الأوبرا بعرض "قلعة الموت" إخراج مناضل عنتر ، ويشارك المعهد العالى للفنون المسرحية بعرضى "دراما الشحاتين"، "أنهم يعزفون" علاوة على مشاركات الجامعات والفرق المستقلة. نظرة خاصة من أهم ما يشهده المهرجان هذا العام دعم الألوان المسرحية المهجورة من خلال قسم "نظرة خاصة" مثلما حدث فى العام الماضى بالاهتمام بعروض مسرح الشارع، بجانب الاهتمام الكبير بمسرح الطفل والعرائس،حيث ضم المهرجان هذا العام محورا خاصا بالطفل ولأول مرة يتم تقديم 7 عروض للأطفال، ضمن ملتقى مسرح الطفل، وهي: "سنو وايت" ،"حنان فى بحر المرجان" ، "رحلة فى أعماق البحار"، "غابة الأذكياء"، "لعبة الحب"، "رحلة الزمن الجميل" و"صائد العفاريت" . يوم سوداني اختار المهرجان هذا العام دولة السودان لتكون ضيف الشرف، حيث تشارك ب 8 عروض تمثل مسرح الدولة و5 عروض للهيئة العامة للثقافة، منها العرض المسرحى "كتمت" الذى تقدمه فرقة المسرح القومى السوداني، من إخراج حاتم محمد على وتأليف وتمثيل نصر الدين عبد الله ويشارك فيها محمد صالحين، أمنية فتحي، إبراهيم شنتو، أمل محجوب، موسيقى عاطف صالح وديكور محمد صديق ومخرج مساعد عادل فطر، وستعرض خارج المسابقة الرسمية، كما يخصص المهرجان يوما خاصا بالمسرح السودانى، وندوة يشارك فيها كبار الفنانين والنقاد من مصر والسودان للحديث عن المسرح السودانى وتاريخه وعلاقته بالمسرح المصرى وأشهر الفنانين وأهم المسرحيات. الباحث عن الحقيقية يعد الكاتب محمود دياب والذى تم اختياره هذا العام لتحمل الدورة الحادية عشرة من مهرجان المسرح القومى اسمه، وتم تخصيص أولى ندوات المهرجان للتحدث عنه، من رواد المسرح والأدب العربى فى الستينيات، وصاحب تجربة يراها المتخصصون استثنائية وفريدة فى المسرح، لما كان يمتلكه من إدراك للواقع وتحولاته واستشراف للمستقبل. كما تميز دياب والذى رحل عن عالمنا سنة 1983بأنه حمل على عاتقه هموم المواطن العربى البسيط فى كتاباته. جوائز عديدة فيما يتعلق بجوائز المهرجان التى تتنافس عليها العروض المشاركة فتبلغ قيمتها 375 ألف جنيه، مقسمة على 19 جائزة هى جائزة أفضل عرض مسرحي، جائزة أفضل عرض مسرحى ثان، جائزة أفضل نص درامى كتب خصيصا للمسرح، جائزة أفضل نص درامى معد، جائزة أفضل مؤلف صاعد، جائزة أفضل إخراج مسرحي، جائزة أفضل مخرج صاعد، جائزة أفضل أداء دور أول نساء، جائزة أفضل أداء دور أول رجال، جائزة أفضل أداء دور ثان نساء، جائزة أفضل أداء دور ثان رجال، جائزة أفضل أداء تمثيلى لممثلة صاعدة، جائزة أفضل أداء تمثيلى لممثل صاعد، جائزة أفضل تصميم ديكور، جائزة أفضل تصميم أزياء ، جائزة أفضل تصميم إضاءة ، جائزة أفضل تأليف موسيقي، جائزة أفضل مقال نقدى ، جائزة أفضل تعبير حركى واستعراضي، ويبقى السؤال ترى من سيفوز بهذه الجوائز فى ظل كل هذه العروض المسرحية المتنافسة.