صرحت مصادر دبلوماسية مطلعة ل «الأهرام العربى»، أن اتصالات مكثفة تجرى خلال الأيام المقبلة للإعداد للقمة العربية التاسعة والعشرين، المنتظر عقدها نهاية مارس المقبل فى مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، ويسبقها اجتماع لوزراء الخارجية العرب وعدد من الاجتماعات العربية للإعداد للقمة، و كذلك سيقوم أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية بعدد من الزيارات للعواصم العربية فى الفترة المقبلة للإعداد للقمة، وكان أبو الغيط قد زار جيبوتى التى ترأس حاليا مجلس الجامعة، وهى الزيارة الأولى منذ عام 2002. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسى، قد تلقى اتصالا هاتفيا الأسبوع الماضى من العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حيث تم بحث القضايا العربية ومكافحة الإرهاب والإعداد للقمة العربية، ونفت المصادر المطلعة ما تردد عن تأجيل عقد القمة للصيف المقبل، مشيرا إلى أن هناك إعدادا يجرى حاليا لعقد القمة فى موعدها نهاية مارس المقبل، وأشارت المصادر أن موضوع القدس ونقل السفارة الأمريكية للقدس سيكون أحد الموضوعات الأساسية على جدول أعمال القمة العربية، بجانب الأوضاع فى سوريا واليمن وليبيا والقضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب، مضيفا أن مصر ستجرى فى الفترة المقبلة عددا من الزيارات الوزارية والاتصالات الرئاسية، فى إطار الإسهام لإنجاح القمة العربية المقبلة، وأوضحت المصادر أن الوضع فى سوريا سيكون على رأس الموضوعات، خصوصا بعد الصدام الدبلوماسى العربى - التركى فى مؤتمر ميونيخ للأمن.
وكان محمود عفيفى، المتحدث الرسمى باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، قد انتقد ما وصفه ب"رد الفعل العصبى غير المبرر" لوزير الخارجية التركى على كلمة أحمد أبو الغيط فى مؤتمر ميونيخ للأمن.
الشرارة التى أشعلت غضب الوزير التركى مولود جاويش أوغلو، صدرت بعد أن شدد أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط على ضرورة صياغة ترتيبات إقليمية جديدة تكون نواتها عربية، وانتقد "التدخل التركى فى الأراضى السورية، والتدخلات الإقليمية والدولية التى كانت على حساب الشعب السوري".
وطلب أوغلو الكلمة قبل ختام الجلسة بلحظات ليقول: "أيها الأمين العام نحن هناك فى سوريا لمكافحة منظمة إرهابية، ونستخدم حقنا المشروع فى الدفاع عن أنفسنا، استنادا للقانون الدولى والمادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة".
وقال عفيفى: إن "المداخلة الانفعالية للوزير التركى تعكس نوعا من المزايدة، وتنطوى على استعلاء ليس غريبا على تيار العثمانية الجديدة الذى نعرف جميعا ما يكنه للعالم العربى من مشاعر". ولفت عفيفى أيضا النظر إلى أن مداخلة أوغلو حول القضية الفلسطينية "لا تعكس سوى الرغبة فى المزايدة والاستعراض، فضلا عن الغمز فى المواقف العربية".