توقع الرئيس المؤقت الجديد للحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا، أولاف شولتس، أن يعود الحزب إلى سابق عهده كأقوى حزب في ألمانيا عقب تغيير قيادته. وقال شولتس في تصريحات للقناة الثانية في التليفزيون الألماني (زد دي إف) مساء أمس الثلاثاء: "لدينا هدف طموح بأن نصبح أقوى حزب في ألمانيا بحلول الانتخابات التشريعية المقبلة وبأن نتمكن من تقديم مستشار أو مستشارة لرئاسة الحكومة". وفي سياق متصل، أعرب شولتس عن تأكده من أن الحزب سيؤيد بأغلبية كبيرة اتفاقية الائتلاف الحاكم مع التحالف المسيحي خلال الاستفتاء المزمع إجراؤه على مستوى أعضاء الحزب، موضحا أن هذا هو الأمر الذي يركز عليه الحزب حاليا. تجدر الإشارة إلى أن التحالف المسيحي، المنتمية إليه المستشارة أنجيلا ميركل، توصل مؤخرا عقب مفاوضات شاقة إلى اتفاق مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي لتشكيل ائتلاف حاكم. إلا أن تشكيل الائتلاف يتوقف حاليا على موافقة أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي على الاتفاقية. وكانت الهيئة العليا للحزب الاشتراكي الديمقراطي قررت أمس الثلاثاء تفويض عمدة هامبورج ونائب رئيس الحزب أولاف شولتس لإدارة شؤون الحزب بعد استقالة رئيسه الحالي مارتن شولتس وحتى انتخاب أندريا ناليس رئيسة جديدة للحزب خلال مؤتمر الحزب المقرر في الثاني والعشرين من نيسان/أبريل المقبل في مدينة فيسبادن الألمانية. وذكر أولاف شولتس أنه لا يرى أن الخلافات الداخلية للحزب أضرت بالرئيسة الحالية للكتلة البرلمانية ناليس، وقال: "لا، فناليس رئيسة قوية للكتلة البرلمانية وستكون رئيسة قوية للحزب. التصويت الواضح المؤيد لمهمتها المستقبلية في الحزب من قبل قيادة الحزب يعتبر دعما لها". وفي الوقت نفسه، رفض شولتس انتخاب القيادة الجديدة للحزب من قبل كافة أعضاء الحزب، وقال: "هذا ليس مقترحا نلبيه. دعونا لعقد مؤتمر عام للحزب لاتخاذ القرار بشأن رئيسة الحزب المستقبلية... نريد أن نصبح أقوى حزب مجددا في ألمانيا". وكان استطلاع نشرته صحيفة "بيلد" الألمانية أول أمس الاثنين أظهر تراجع شعبية الحزب الاشتراكي الديمقراطي إلى 5ر16%، ليتقدم على حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي بفارق 5ر1% فقط، ليصبح الأخير ثالث أقوى حزب في ألمانيا بشعبية بلغت نسبتها 15%. يذكر أن الرئيس السابق للحزب الاشتراكي الديمقراطي مارتن شولتس أعلن يوم الأربعاء الماضي أنه سيسلم رئاسة الحزب إلى العضوة القيادية في الحزب أندريا ناليس، مشيرا إلى أنه سيتولى منصب وزير الخارجية في الائتلاف الجديد، وهو المنصب الذي يفضل البقاء فيه زميله في الحزب زيجمار جابريل، ذلك بالرغم أن شولتس صرح عقب الانتخابات التشريعية الماضية بأنه لن يشارك في حكومة ترأسها المستشارة أنجيلا ميركل. وعقب انتقادات كبيرة من الحزب أعلن شولتس يوم الجمعة الماضي تخليه عن تولي حقيبة الخارجية.