قام الشاعر العراقي محمد الأمين الكرخي بترجمة ديوان "أخضر أحمر" إلى اللغة االعربية وتقديمه، والذي صدر مؤخرا في طهران بالفارسية للشاعر الإيراني صادق رحماني، ، وحمل تصميم الغلاف توقيع الفنانة التشكيلية الهولندية لوس بوتمان، نشرت الترجمة عربية على 84 صفحة عن دار نشر""الجار- همسايه". في هذه المجموعة الشعرية وهي الثانية بالعربية للشاعر نفسه بعد "كل شيء أزرق" تضرب القصائد جذورها في أكثر شكل من أشكال الشعر الفارسي الكلاسيكي مثل قصيدة البيت الواحد والرباعية، وهي دعوة لإعادة التفكير بموضوعات كبرى عبر تفاصيل هامشية من خلال لغة بسيطة مَبنية على مفردات مألوفة، ونبرة غنائية خافتة، وبنية شعرية تأمّلية، تحرص على البوح تارة، وعلى الحفاظ على جانب من السّرّ، مونولوغ مجزّأ أو حبّات عقد ثمين، انتشرت على بياض صفحات هذا الديوان الذي عَدّه النقّاد الإيرانيون إضافة بالغة الأهمّيّة في القصيدة الفارسية المعاصرة، تضاهي تجارب لشعراء معاصرين كبار. كما وُصفت بعض القصائد بقصائد الهايكو الأكثر نضجاً في الشعر الفارسي المعاصر.
وتضمن الكتاب قراءة نقدية بقلم الشاعر السوري عماد الدين موسى جاء فيها:" تشبه قصيدة الشاعر الإيراني صادق رحماني تغريدة الدوريّ عند الفجر، تلك التنهيدة الساحرة في اختزالها لبراءة وجماليّة الطبيعة الصرفة؛ فيما التكثيف اللغوي الشديد باستخدام أقلّ قدر من المفردات، إلى جانب العمق في التعبير من أبرز سمات قصيدته."
وديوان "أخضر أحمر" هو ثاني اصدار بالعربية لمنشورات الجار "دار نشر مستقلة” ضمن سلسلة لترجمة الشعر الفارسي الى العربية بموازاة سلسلة أخرى خصصتها الدار لترجمة دواوين الشعراء العرب المعاصرين الى الفارسية. غلاف ديوان أخضر أحمر ترجمة محمد الأمين الكرخي
من أجواء المجموعة :
على السطيحة ، ايقاع المطر على كف الزقاق منزل الأب. أمي غارقة في النوم، أمي تحت اثرى.
خلف النافذة، ثمة الظلام الدامس، أثناء هطول الأمطار، كانت النوافذ تبكي ذكرياتكِ، كنتِِ الصمت المطبق وكانت شجرة النارنج تتكلم، والريح تمسح دموعك حين تهب، كنت تحبين رائحة النعناع وتصحبين رائحة الليمون في أسفارك، رائحة الليمون هي استمرار لذراعي الأم ، لكن الأمهات يربين أولادا يركلونهن في بطونهن قبل الولادة، هكذا كان دائما. غائبة أنت والأمطار تهطل على نافذة صارت ترابا، لكن التراب يفوح برائحة النعناع .
الشاعر صادق رحماني واسمه الحقيقي محمد صادق رحمانيان، ولد في 1964 بمدينة كراش التابعة لمحافظة فارس، ومركزها شيراز.وحصل على الماجستير في الأدب الفارسي. يكتب القصيدة والبحوث التاريخية والمقالة الصحفية والبرامج الإذاعية.ويعمل موظّفاً في مؤسّسة الإذاعة والتلفزيون، وله دار نشر خاصّة به. نشر خمس مجاميع شعرية، وعناوينها:
الرمّان وكوّة الهواء 1994 بهذه المفردات المألوفة 1996 كل شيء أزرق 1996 أخضر، أحمر 2006
وله كُتُب أخرى مثل "تاريخ مدينة لارستان" و"لغة المذياع".
أما المترجم محمد الأمين الكرخي فهو شاعر من العراق مقيم في هولندا وهو من مواليد بغداد عام 1971.وعمل في الصحافة الأدبية منذ مطلع التسعينيات، وساهم في إصدار عدد من المجلات الثقافية مثل "الهامشيون" و"مجلة شيراز" .كما أشرف على القسم العربي في قناة ”زوم ان تيفي”الهولندية.وترجم إلى الفارسية الكثير من الشعر العربي المعاصر، ونقل إلى اللغة العربية قصائد لرواد الحداثة الشعرية الإيرانية. مما صدر له: "سهراب سبهري: الأبدية في الأغصان- مختارات شعرية 2005" فروغ فرخزاد - مختارات شعرية 2005" "مختارات من الشعر الفارسي المعاصر بشقيه الإيراني والأفغاني/2005"
وعن منشورات المتوسط صدر مؤخرا له ترجمة ديوان :”ريح وأوراق” للشاعر والمخرج السينمائي عباس كيارستمي.