تسلم الرئيس القبرصى نيكوس اناستسيادس اليوم الإثنين أوراق اعتماد سفيرة مصر الجديدة لدى قبرص مي طه محمد خليل ، ورحب الرئيس القبرصى بسفيرة مصر في قبرص وتمنى لها كل النجاح. وفي كلمة بهذه المناسبة أشار الرئيس القبرصى إلى الرغبة المشتركة لقبرص ومصر في تعزيز السلام والاستقرار في شرق البحر الأبيض المتوسط من خلال التعاون الإقليمي، كما تجلى ذلك في القمم الثلاثية بين قبرص - مصر - اليونان، التي ستعقد الجولة الخامسة منها في قبرص في نوفمبر الجارى. وأكد الرئيس أناستسياديس في حديثه تقديره للدعم القوي الذي تقدمه مصر للجهود الرامية إلى إنهاء الوضع الراهن غير المقبول، من أجل إعادة توحيد قبرص وشعبها، تمشياً مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وقيم الاتحاد الأوروبي ومبادئه، والاتفاقات الرفيعة المستوى بين قادة الطائفتين، والإعلان المشترك الصادر في فبراير 2014. ووجه حديثة لسفيرة مصر قائلا "إن الموقف المبدئي لحكومتكم يؤيد بقوة جهودنا المتواصلة للتوصل الى تسوية عادلة وشاملة وقابلة للاستمرار للمشكلة القبرصية" ، وقال الرئيس اناستسيادس انه يتطلع الى الترحيب بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أرض قبرص خلال القمة الثلاثية الخامسة ، مشيراً إلى أن الزيارة "ستسمح لنا بتقييم وتعزيز تعاوننا الثنائي في المجالات القائمة والجديدة" وذكر الرئيس "إن قبرص كانت دائما مؤيدا شديداً للموقف القائل بأن مصر هي مصدراً للاستقرار وشريكاً هاماً للاتحاد الأوروبي" مشيراً إلى أن قبرص تبقى دوماً شريكا يمكن لمصر ان تعتمد عليه وأضاف "إننا على استعداد لمواصلة تعاوننا مع مصر لتكثيف الجهود لمواجهة التحديات الاقليمية ومحاربة الارهاب بكافة أشكاله ومظاهره، وزيادة تبادل المعلومات، وتعزيز الأمن الاقليمي" وقال الرئيس القبرصي أيضا إن مصر لا تزال شريكاً موثوقاً به لقبرص والاتحاد الأوروبي، مثمناً دور مصر في إبرام الاتفاق الأخير بين فتح وحماس في 12 أكتوبر في القاهرة في سياق المصالحة الفلسطينية ومن جانبها أكدت السفيرة مى خليل أن مصر تؤمن إيماناً راسخاً بإمكانية حل القضية القبرصية على أساس مبادئ القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة و على احترام سيادة قبرص واستقلالها وسلامتها الإقليمية وأضافت "إن مصر لا تدخر جهداً في كل منتدى للتعبير عن تضامنها مع الحكومة القبرصية في سعيها لإيجاد تسوية سلمية للمشكلة القبرصية"، وأعربت عن خالص تحيات الرئيس السيسي ، كما أشارت إلى الزيارة القادمة للرئيس السيسى ، وهي الزيارة الثنائية للرئيس السيسى لنيقوسيا ، وأضافت السفيرة أن هذه اللحظة التاريخية لا تبرز العلاقات التاريخية العميقة الجذور بين البلدين فحسب، بل إنها أيضاً تظهر تطورها والطبيعة التي تنطوي عليها هذه العلاقة ولفتت سفيرة مصر الجديدة إلى أن مصر تقدر الدعم والتفاهم من جانب الحكومة القبرصية وأشارت إلى أنه تم فتح آفاق جديدة من الفرص بين البلدين في كافة المجالات، وخاصة التعاون في مجالات الطاقة والتجارة والسياحة والبيئة والدفاع. وبشأن القضية القبرصية قال الرئيس نيكوس اناستسيادس بمناسبة إعتماد أوراق سفيرة مصر الجديدة أنه يأمل في أن تعيد تركيا النظر في مواقفها المتعنتة حول مسألة الأمن والضمانات وفيما يتعلق بالمطالب التي لا تتماشى مع قدرة قبرص كدولة عضو في الاتحاد الأوروبي من أجل خلق احتمالات ممكنة لتحقيق اتفاق شامل في الجزيرة. وقال"إنني أقول بأوضح العبارات أننا ملتزمون التزاما قوياً بالتفاوض على حل في إطار المعايير التي حددها الأمين العام من أجل التوصل إلى تسوية شاملة قابلة للاستمرار تتماشى تماماً مع القانون الأوروبي والقانون الدولي، الذي يعيد توحيد قبرص بصورة مستقلة حقاً وإلى دولة ذات سيادة، خالية من التبعيات لأطراف أخرى كي توفر آفاق الرخاء والتعايش السلمي لجميع مواطنيها". وفيما يتعلق بالجهود الأخيرة من أجل التوصل الى تسوية قبرصية، قال الرئيس اناستاسيادس أنه يأسف لعدم رغبة تركيا في التفاوض ضمن الإطار الذي حدده الأمين العام للأمم المتحدة. وأشار بصفة خاصة إلى موقف تركيا المتعنت بشأن الفصول الرئيسية وهي الأمن والضمانات وإصرارها على الحفاظ على وجود الضمانات والقوات وحقوق التدخل في قبرص الموحدة، مشيراً إلى أن هذه الشروط لم تؤدي إلى نتائج إيجابية أثناء مؤتمر قبرص في كران مونتان، بسويسرا في يوليو الماضي، و"إن الجانب القبرصي اليوناني قدم مقترحات شاملة" ضمن إطار الأمين العام للأمم المتحدة حول كافة المجالات الموضوعية التي تم تحديدها ، غير أنه أشار كذلك إلى أن تركيا والجانب القبرصي التركي قدما مقترحات لا تتعارض فقط مع الأفكار التي حددتها الأممالمتحدة، ولكنها تتعارض أيضاً مع قانون الاتحاد الأوروبي وميثاق الأممالمتحدة وقال الرئيس "إن ما حصل كان أمراً مخيباً للآمال للغاية، أنه في مرحلة حرجة من العملية، وكان المطلوب من تركيا اثبات ما تدعيه بشكل ملموس بأنها ملتزمة بالحل، فقد قامت بتكرير مواقفها المعروفة وغير المقبولة ". وأشار رئيس قبرص أيضاً إلى الأزمة المالية التي عصفت بقبرص، مضيفاً أنه يمكننا اليوم أن نفخر بكل بساطة – أننا مرة أخرى – أعدنا مسار قبرص بشكل أكبر نحو النمو والامكانيات. وقال "إن خطتنا تهدف إلى تحسين بيئة الأعمال في البلاد بشكل مستمر من أجل تعزيز موقف قبرص كوجهة تنافسية وابتكاريه مستقرة وشفافة تماماً للأعمال والاستثمار".