نحو مليون انسان مسلم فى ميانمار غابت عنهم رحمة النظام العالمى فتحولوا الى يتامى هذا النظام وامثولة المستضعفين فى الآرض الذين ينتظرون العدالة فهل يطول الانتظار؟! ومشكلة المسلمين فى ميانمار أو "الروهينجا" انهم يواجهون حالة انكار رسمى لوجودهم فى بلادهم وهذه الاشكالية الوجودية تتجلى على مستوى الأقوال والأفعال معا حيث لا تتورع حتى قيادات روحية بوذية عن تأجيج ثقافة الانكار لأى وجود للروهينجا بين الأقليات فى هذا البلد ليصل عدد المشردين منهم حسب احصاءات معلنة الى 700 الف شخص. وبقدر ما تعبر أحوال المسلمين فى ميانمار عن مآساة من العيار الثقيل تشكل اختبارا لمصداقية النظام العالمى وصدقية شعارات حقوق الانسان فانها تكشف عن ثقافة تسود على المستوى الرسمى فى هذا البلد ترفض التنوع وتنكفىء على نظريات للنقاء العرقى المزعوم بما يعيد للأذهان نظريات عرفتها دول مثل المانيا واليابان فى ايام كالحة افضت لحرب عالمية ازهقت ارواح ملايين البشر وانتهت بهزيمة النخب العنصرية التى تبنت هذه النظريات المشؤومة. فالدم الذى يدق النوافذ ويصفع العيون فى ميانمار يعبر بلغة الموت عن اشكالية ثقافية ترتبط بطبائع الاستبداد وقبح الانظمة الاستبدادية المستعدة دوما لمحاربة شعوبها من اجل البقاء فى الحكم. وفيما يقدر عدد القتلى من المسلمين فى غمار المذابح المستمرة منذ شهر يونيو المنصرم بنحو 20 الف شخص وفى ظل حالة التعتيم والغموض بهذه الدولة الآسيوية التى كانت تحمل من قبل اسم "بورما" ارتفعت تقديرات اخرى بعدد الضحايا ل70 الف شخص.