محمد رمضان داود: كفالة تعليمية لأيتام مركز النوبة من رياض الأطفال حتى الصف الثالث الثانوى نسبة طلاب التعليم الخاص فى القبول بكليات القمة أعلى وملحوظ
ريهام إسماعيل: الأم النوبية تقوم بخطوات مهمة لمساعدة أبنائها فى التعليم
عندما تساءلت «الأهرام العربى» عن مسيرة التعليم الخاص والجهود التعليمية بصفة عامة فى بلاد النوبة، وفى محافظة أسوان بصفة خاصة، وعما إذا كانت هناك معوقات أمام المسيرة التعليمية؟ وعن النماذج المضيئة والمشرفة فى هذا الإطار كان على أن أتوجه بالسؤال أولا إلى الرجل الحكيم عبد الراضى جوزولى، مدير عام إدارة نصر النوبة التعليمية، الذى يعد الأب الروحى للتعليم فى هذه البقعة من أسوان.
قال الأستاذ جوزولى: هل تريد أن ترى نماذج تعليمية خاصة واعدة وناجحة وغير متوقعة، إذن عليك أن تذهب منطقة «الجنينة والشباك» بنصر النوبة.
عندما وصلنا الجنينة والشباك بنصر النوبة، أبلغنى مدير عام إدارة المنطقة التعليمية أننى سأرى نموذجا مفاجأة للتعليم الأجنبى الخاص فى وسط هذه الصحراء القاحلة والمنطقة غير مأهولة. على مرمى البصر ظهر مبنى حديث مشيد على أحدث الطرق الهندسية على بابه وقف لاستقبالنا رئيس مجلس إدارة مدارس نوبة المستقبل الخاصة للغات الأستاذ محمد رمضان داود. إذن بدأت الجولة فى أحدث مدارس أسوان الخاصة، الملاحظة الرئيسية هى هذا الكم من المعامل الخاصة بتعليم اللغة الأجنبية على أحدث مستوى، وغرف النشاط والفصول التى تستوعب أطفال منطقة نصر النوبة على اختلاف مستوياتهم المادية، فالكل هنا مستوى واحد، والأطفال الذين يمارسون أنشطتهم يتمتعون بحرية تامة تحت إشراف إدارة مؤهلة على أحدث مستوى، كما يقول رئيس مجلس الإدارة، الذى يؤكد أن الوصول إلى تنشئة جيل جديد مؤهل على أحدث المستويات العلمية.
بادرته بالسؤال عن شكوى أولياء الأمور من جميع أنحاء البلاد، من أن هناك مبالغة فى تقدير المدارس الخاصة؟ يقول محمد رمضان داود: نحن فى نصر النوبة نؤيد تماما وندعم بكل يقين دور الوزارة فى تسديد المصروفات المدرسية الخاصة عن طريق البنك، حيث لن يجرؤ أحد على المبالغة فى تحصيل الرسوم أو زيادة المصاريف، لكن هناك خلطا يحدث من جانب ولى الأمر، وهو يدور حول التكلفة الإجمالية، حيث إن هناك المصروفات المقررة رسميا من الوزارة، لكن المدارس تضيف إليها مصروفات اختيارية مثل توفير أتوبيس المدرسة، أيضا هناك الزى الموحد.
وأسأله، مع هذا هل تفرز المدارس الخاصة طالبا متفوقا وواعدا وأفضل من طالب التعليم العادى؟ بسرعة يجيب: هناك فرق ملحوظ وتم رصده فعليا عن طريق المجتمع، أن نسبة طلاب التعليم الخاص فى القبول بكليات القمة أعلى وملحوظ، لذلك أدرك الناس ذلك وبدأوا يوجهون أبناءهم إلى الجامعات عبر التعليم الخاص، ما فسر هذا الإقبال المتزايد على المدارس الخاصة أكثر من الحكومية مع الفرق فى التكاليف المادية بين النظامين. وهنا يتدخل مدير إدارة نصر النوبة التعليمية عبد الراضى جوزولى قائلا: إن التجربة ربما تختلف فى بلاد النوبة عن باقى أنحاء مصر، فقد أسهم التعليم الخاص فى زيادة التكافل الاجتماعى بين الناس هنا، الأمر الذى انعكس برمته على المستوى العلمى للنشء. ويواصل محمد رمضان داود معلقا: برغم أن التخفيف المبالغ فيه فى المصروفات على الأهالى لا يفرز مستويات علمية متطورة، فإننا فى نصر النوبة نجحنا فى الوصول إلى صيغ تخفف تلك المصاريف على الأولياء الأمور، ونقدم تسهيلات واقعية وعملية فى دفع أقساط المصروفات. كما أن المقارنة بين المدارس الخاصة والحكومية يجب أن تأخذ فى الاعتبار أن نوعية التعليم مختلفة، وإستراتيجية التعليم مختلفة، والإمكانات اللوجستية محتلفة أيضا، خصوصا إذا أخذنا فى الاعتبار أحدث المعامل وتقنيات التعليم الحديثة التى توجد هنا، لكنها لا توجد هناك، وإستراتيجيا تنعكس مباشرة على مستوى الطالب العلمى والفكرى، فى الطريق لإعداد طالب مبدع، من خلال اتباع أساليب وطرق وأنشطة تعليمية متطورة، بهدف إعداد جيل متطور ومطلع ويعمل بأحدث التقنيات العلمية الحديثة. وللوصول إلى جميع القرى والنجوع بالمنطقة نقدم تخفيضات قد تصل إلى 2500 جنيه مصرى، مساهمة مجتمعية لأكثر من 54 قرية بالمنطقة. من جهة أخرى قالت ريهام إسماعيل عبدالله، مديرة المدرسة: إن الفتاة الأسوانية تقوم بدور مهم فى دعم المسيرة التعليمية الخاصة والحكومية، كما أن الأم النوبية تقوم بخطوات مهمة لمساعدة أبنائها وتجاوبهم مع المدرسة، كما أنها تسهم بفاعلية فى دعم مسيرة المجتمع، وأرجعت ريهام إسماعيل جزءا كبيرا من تقدم الطلاب علميا إلى مدرسة الأم. وكان محافظ أسوان اللواء مجدى حجازى، أشاد فى حديث خاص ل «الأهرام العربى» بالدور الذى وصفه بالمهم فى دفع مسيرة المجتمع النوبى العلمى والتنموى، ووصفها ب «الست الجدعة» حسب قول اللواء مجدى حجازى. وتشير ريهام إلى أن المدارس الخاصة أسهمت فى الحد من ظاهرة البطالة، حيث يعمل بالمدرسة الواحدة أكثر من 80 موظفا يرعون أسرا ويفتحون بيوت أمام الرزق. ويفاجئنى محمد رمضان داود، ويقول: لقد أطلقنا كفالة تعليمية لأيتام مركز النوبة، تبدأ من مراحل المستوى الأول لرياض الأطفال، حتى الصف الثالث الثانوى على مشارف الدخول الجامعى، وتشمل الكفالة دفع جميع المصروفات المقررة من مديرية التعليم، إضافة لمصاريف الأنشطة والرحلات المدرسية والزى الرسمى للمدرسة، ووسيلة النقل من وإلى المدرسة، ويتم ذلك وفق معايير خاصة بالشفافية والسرية التامة، حيث إنه حتى هيئة التدريس والموظفون لا يعلمون شيئا عن سرية تلك الكفالات. ويصل المبلغ الإجمالى لتلك العملية حتى بداية دخول الجامعة إلى مبلغ يصل إلى 150 ألف جنيه فى الحالة الواحدة لغير القادرين. من جهة أخرى قامت مدارس نوبة المستقبل الخاصة للغات بمركز نصر النوبة بالعديد من الأنشطة المشاركة فى العمل الجماعى بأسوان، ودفع العمل التطوعى الذي يبرهن على ضرورة التكاتف بين أبناء المجتمع المصرى بصفة عامة كالتواصل وزيادة وتوفير الدعم المعنوى لمركز الدكتور مجدى يعقوب لجراحة القلب بأسوان، وإعداد حملات تبرعات رمزية للمركز، ومشاركة الأطفال المرضى والتخفيف من معاناتهم، إضافة إلى زيارات لدار الأيتام بالمحافظة، وإعداد حفلات لتكريم الأمهات النوبيات المثاليات على مستوى 54 قرية، وتنظيم رحلات عمرة بنظام القرعة لأمهات المثاليات. ويختتم داود بتوجيه الشكر للدعم السخى الذى يقدمه السيد الواء مجدى حجازى محافظ أسوان الحالى، وكذلك اللواء مصطفى يسرى المحافظ السابق على الدعم المعنوى، والتشجيع اللازمين لإنجاح التجارب العلمية الواعدة على مستوى محافظة أسوان.