الشارقة.. لماذا الشارقة؟ ليس لأنها تلك العذراء التى تتثنى بقوامها الرشيق على ساحل الخليج العربى وخليج عمان، التى رسمها اليونانى بطليموس فى القرن الثانى قبل الميلاد، وفى يوم ما من العام 1490 كتبها ووثقها البحار أحمد بن ماجد عروساً تهيم فى مياه الخليج لتعزف سيمفونية التناغم والتمازج ما بين أجوائها الاجتماعية وعناصرها الثقافية والترفيهية، لتضرب مثلاً فريداً فى الحفاظ على تراثها القديم. وليس لأنها تلك التى نجحت باقتدار فى أن تمزج الحضارة المعاصرة بعبق الماضى البعيد فقط، وليس لأنها حاصدة الألقاب بداية من عاصمة للثقافة الإسلامية عام 1998، وعاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014، وعاصمة للسياحة العربية لعام 2015، حتى توجتها منظمة اليونسكو عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019.
ليس لكل ماسبق فقط نقرر أن نفتح ملف صفحاتها، لنقلب ما بين أوراقها، نقرأ ونتصفح ونرصد ونحلل كيف أصبحت تلك الإمارة التى تُعد ثالث أكبر إمارة فى دولة الإمارات العربية المتحدة، وطناً للثقافة والفكر والنهضة وللحضارة والمعمار.
نحاول أن نجيب عن الكثير من علامات الاستفهام لعلنا نعرف كيف استطاع الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، أن يجعل من جوهرته ومكنونته قبلة لكل قارئ ومثقف وناشر فتصبح القراءة أسلوب حياة؟ حكايات ما بين الدفاتر والأوراق نتأملها، ونقرأها عبر سطور الملف المقبلة فى محاولة للإقتراب من بعض من ملامح وتفاصيل مشروع الثقافة العربية الذى تقوده برؤاها إمارة الشارقة لتشرع نوافذ الحوار الإنسانى مع العالم، وتكرّس مفاهيم أصيلة للتواصل والمحبة والسلام.