غريب أمر بعض الناس المتربصين لأى إيجابيات تحدث فى المجتمع، قبل أيام تم التحفظ على نائب محافظ الإسكندرية بدعوى فساد واستغلال نفوذ، وبات رجال الرقابة الإدارية يوميا يقبضون على مسئولين كبار فى قطاعات مهمة، وهو ما يشير بقوة إلى إرادة وإدارة لمواجهة هذا الفساد الذى ينخر فى جسد الدولة المصرية منذ مئات السنين، بعد التحفظ على نائب المحافظ وجدت من يتساءل ويشكك فى نية الدولة مكافحة الفساد. وكان السؤال.. طالما أن نائب محافظ الإسكندرية فاسدة لماذا تم اختيارها من البداية؟ الإجابة عن مثل هذه الأسئلة يدخل فى دائرة الاستفزاز، ويذكرنى ذلك بسياسة الباب المفتوح، إن تم فتح الباب يكون السؤال لماذا، وإن تم غلق الباب يكون السؤال أيضا لماذا؟ أعرف أحد المحافظين عام 2013 كان يفتتح أحد المشروعات الزراعية فى محافظته، بعد مراسم الافتتاح طلب منه مالك مزرعة حيوانات افتتاحها ضمن باقة المشاريع، بالفعل لبى المحافظ الطلب وبعدها بيومين أرسل مالك المزرعة إلى بيت المحافظ الريفى عجلين وجاموسة هدية، لأن المحافظ افتتح المزرعة، للأمانة انزعج المحافظ جدا ورد إلى مالك المزرعة هديته قائلا: أنا قمت بواجبى لتشجيع الاستثمار والإنتاج الحيوانى فى المحافظة وليس من أجل عجلين وجاموسة، وحكى لى المحافظ الحكاية وتأكدت بالفعل من صحتها، وتأكدت أيضا من النية الطيبة لصاحب المزرعة معتذرا عن الموقف الذى اعتبره غير مقصود بالمرة، لأنه قرر ذبح العجلين والجاموسة سرا للغلابة فى المحافظة ومن دون علم أحد حتى لا يثار كلام خارج السياق.. تخيلوا لو أن المحافظ قبل الهدية «العجلين والجاموسة» بنية طيبة وطلب ذبحها للغلابة مثلا.. هل يقال إنه شريف؟ أو يقال إنه يتعامل مع الفاسدين ويقبل الرشاوى وغيره؟ أعتقد أن المحافظ المشار إليه كان موفقا جدا فى رد فعله على العجلين والجاموسة، وعلى الرغم أنه تغير فى أول تعديل محافظين، فإنه رجل محترم حاول قدر الإمكان ضبط أداء محافظته التى تعج حاليا بقضايا فساد لا حصر لها فى ظل تصميم الدولة على محاربته.