رغم تأخر وزارة السياحة وهيئة التنشيط السياحي في التحرك لإنقاذ مدينة شرم الشيخ بعد الشلل الذي أصاب القطاع السياحي بالمدينة منذ عام 2015 جراء حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء وعلي إثرها توقفت السياحة الروسية والبريطانية للمدينة حتي الآن والتي تمثل النسبة الأكبر من السياحة الوافدة للمدينة إلا أنه تم الاتفاق بين وزارة السياحة و مستثمري السياحة بجنوب سيناء على بدء حملة الترويج والتسويق لمدينة شرم الشيخ في عدة أسواق أوروبية وعربية وإن كان متأخرا إلا أنه أفضل مما لا يأتي ومن المتوقع أنه سيعمل علي استعادة المدينة لجزء من السياحة التي فقدتها الأعوام الماضية . وكان هشام الدميري رئيس هيئة تنشيط السياحة قد أعلن أمس الجمعة أنه تم الاتفاق مع مستثمري السياحة بجنوب سيناء على بدء حملة الترويج و التسويق لمدينة شرم الشيخ في عدة أسواق أوروبية منها ألمانيا و إيطاليا وهولندا وأوكرانيا و بولندا والتشيك، بالإضافة إلى عدد من الأسواق العربية والتي سوف تقوم بها شركة الترويج المتعاقدة معها وزارة السياحة خلال الفترة القادمة بعد أن اعتمد مجلس إدارة هيئة التنشيط السياحي تخصيص مبلغ 10 ملايين جنيه لتنفيذ الحملة، وهو ما تم تخصيصه من المبلغ الإجمالي للحملة الترويجية للمقصد السياحي المصري. محمد عثمان الخبير السياحي يؤكد أن تخصيص مبلغ عشرة ملايين دولار لشرم الشيخ كفكرة جيدة و لكن لابد أن نتفق أن لكل مقصد سياحي له اتجاه في التسويق بمعني ضرورة مشاركه المجتمع المدني و شركات السياحة في كل مقصد لوضع أجنده تسويقية تناسب هذا المقصد و تناسب طبيعة السائح الذي ننتوي أن نسوق لزيارته لمصر حتي لا تفشل هذه الحملة . محمد عثمان الخبير السياحي وأوضح عثمان ل «الأهرام العربي» أن الترويج لشرم الشيخ جزء من الترويج للمقصد السياحي المصري وأن تقسيم مصر إلي عدة مقاصد سياحية متنوعة سيساعد علي خطط منفصلة منه لكل مقصد مشيرا إلي أنه حتي و إن استفادت السياحة الترفيهية بنسب بسيطة للغاية من الأسواق العربية إلا أن السياحة التراثية الثقافية تكاد لا تكون مستفيدة بالمرة من أي تدفق عربي ويرجع هذا إلي الأسباب متعددة منها أنه لم يتم التسويق أبدا لفكرة أن يزور السائح العربي المقاصد الأثرية وهذا خطأ من جانبنا لأننا ركزنا فقط علي المفهوم القديم أن السائح العربي في مصر أما للتسوق أو السهر وهذا مفهوم خاطئ جدا إذ أن الأجيال الجديدة من الإخوة العرب اهتماماتها بالتاريخ لا تقل عن الغربيين كما أنه لم توضع خطه للاستفادة من بعض الأمور السياسية التي تحدث فجأة و الاستفادة منها سياحيا و من المعروف أنه لا سياحة بلا سياسة و بناء عليه لم نكن مستعدين أبدا للاستفادة من مشاكل تركيا لا علي الصعيد العربي أو الغربي لأن هذا يستلزم خطط تسويقية قصيرة ألمدي و طويلة ألمدي و مرونتها شرط أساسي لنجاحها. وأشار عثمان إلى أنه من الأسباب أيضا إلى أن هيئه التنشيط أو مكاتبنا في الخارج ما زالت تعرض المنتج المصري بطريقه قديمه جدا و فجأة و خاصة في الأسواق العربية وأكاد أجزم أنها وسائل فجائية منفره تظهر السائح العربي بالطفل المبهر برؤية فنان أو غمزه عين ممثله مما جعلها حملات تنفير و ليس حملات تسويق و أتت بنتائج كارثية موضحا أن للسوق العربي متطلبات خاصة في الفنادق أو التسوق لم تستعد له سواق القاهرة و الإسكندرية و لكن ماذا تم بالأقصر أو أسوان ليكون لها نصيب من السياحة العربية.