حسن عصفور: «الجزيرة» أدخلت الآراء الإسرائيلية إلى البيوت العربية ولا نستبعد البديل الإيرانى عودة بشارات: ما يجري في العالم العربي بمثابة زلزال لم نشهد مثله
إذا كان قرار عدد من الدول مقاطعة قطر له تأثيره الكبير والضار على قطر، فمن المؤكد أن عددا من التنظيمات التى ترعاها قطر ستتأثر بشكل أكبر، وعلى رأسها حركة حماس التى تتلقى تمويلا مباشرا من قطر «الأهرام العربي» استطلعت آراء عدد من كبار المفكرين والساسة من عرب الداخل في فلسطين ، لتتعرف على رؤيتهم لهذه التطورات التي يمكن وصفها بالدراماتيكية. الكاتب الصحفي حسن عصفور المشرف العام على موقع «أمد» الفلسطيني: توقع أن يكون لهذا القرار انعكاسه على حركة حماس تحديدا، والتى قد تتوجه إلى إيران لنيل الدعم اللازم لها على كثير من الأصعدة.
واستشهد عصفور باللقاءات الأخيرة التي قامت بها عناصر من حركة حماس بمسئولين إيرانيين، وهي اللقاءات التي احتضنها لبنان أخيرا فضلا عن إدلاء بعض من مسئولي الحركة بتصريحات، يؤكدون فيها أن علاقتهم طيبة بإيران ولا ضرر منها.
وأشار عصفور إلى حساسية ما قامت به قطر إعلاميا، حيث كانت الجزيرة من أبرز الفضائيات العربية التي أدخلت الآراء الإسرائيلية إلى المنازل العربية بدعوى الرأي الآخر. وقال عصفور: إن هذا الرأي كان مرتعا للكثير من الإسرائيليين ممن وجدناهم ضيوفا رئيسيين في برامج القناة يعلقون فيها على الأحداث بحرية كاملة.
وأشار عصفور إلى أن العلاقة القطرية الإسرائيلية هي علاقة معروفة منذ عام 1995 ، وتحديدا منذ تولى الأمير حمد السلطة، حيث لعب الإسرائيليون دورا بارزا في تولي حمد للسلطة، وزيارات «ديفيد كمحي» وهو واحد من أهم القيادات الإسرائيلية الأمنية السابقة إلى الدوحة والتعاون مع مسئوليها في أكثر من ملف، يبرز حجم العلاقة بين الدوحة وتل أبيب. وأوضح عصفور أن قطر الآن بعد 5 يونيو بالتأكيد ستكون غير قطر قبلها، مشيرا إلى أن التطورات الحالية بالتأكيد ستحمل تغيرات كبيرة.
زلزال سياسي
بدوره يقول الكاتب الصحفي والأديب عودة بشارات: إن ما يجري الآن في العالم العربي هو بمثابة زلزال، لم نشهد مثله منذ زمن طويل، وسياسة التصعيد إلى جانب سباق التسلح، لا يبشران بالخير للمنطقة والقضية الفلسطينية.
وعن موقف إسرائيل مما يجري قال بشارات: إن القيادة الإسرائيلية وأوساط في المعارضة، تتحدث حول حلف ما يسمى الدول السنية المعتدلة. وهي تريد الآن تعميق هذا الحلف باعتبار، أن الخطر الذي يهدد المنطقة هو التحالف الإيراني السوري وحزب الله، بينما الاحتلال الإسرائيلي هو «أمر جانبي».
من جانبه يقول الإعلامي جاكي خوري رئيس قسم الأخبار في إذاعة الشمس العربية في إسرائيل: إن قرار قطع العلاقات مع قطر من قبل دول مؤثرة في العالم العربي كالسعودية ومصر والإمارات، سيلزم حركة حماس باتخاذ خطوات لمواجهة هذا التصعيد، فحماس التى اتخذت من الدوحة مقرا لقيادتها السياسية واستفادت ماليا وإعلاميا، قد يلزمها الموقف إلى اتخاذ خطوة أو موقف أو محاولة النأى بنفسها عن الخلافات.
وأوضح خوري، أنه في ظل الوضع الراهن سيكون الثقل السياسي والعسكري لحماس بالكامل في قطاع غزة، من خلال إسماعيل هنية كرئيس للمكتب السياسي ويحيى السنوار كرئيس الحركة في القطاع بمعنى أن الدور القطري قد يتقلص، ولكن لن يختفي تماما في المرحلة الراهنة، بحسب خوري.
أزمة صعبة
بدوره يقول الكاتب الصحفي والإعلامي وديع عواودة: إن قطر تغرد خارج السرب الخليجي منذ عدة سنوات، وطالما سجلت مواقف تستفز السعودية لاعتبارات وحسابات وتطلعات عربية وإقليمية. أما عن موقف إسرائيل من الأزمة، فيقول عواودة: إن هناك حالة ترقب واهتمام كبيرين، لاسيما في ظل أحاديث عن طلب الدوحة من قادة حماس مغادرتها وتقديرات بأن الدائرة تضيق عليها.
قادة حماس
غير أن الكثير من الدوائر الفلسطينية أيضا، تساءلت عن مصير قادة حركة حماس، خصوصا عقب الأنباء التي تحدثت عن طلب السلطات القطرية لعدد من مسئولي حركة حماس مغادرة أراضيها، وهو القرار الذي يأتي بعد نشر عدد من المصادر الإعلامية أنباء تشير إلى أن صالح العارورى القيادي في حركة حماس، توجه من العاصمة القطريةالدوحة باتجاه ماليزيا.
ولكن مصادر إعلامية تشير إلى أنه نتيجة لبعد ماليزيا الجغرافي عن فلسطين وعن دائرة صنع القرارات في الحركة، من المستبعد استقرار العاروري فيها. وأضافت هذه المصادر أنه لا يتوقع أن يعود الأخير إلى تركيا أو قطر التي كانت قد طالبته بأن يغادر ساحاتها، كما ولا يحتمل أنه سيستقر في إحدى الدول العربية المعتدلة.
وتشير المصادر إلى أن العاروري الآن بات أمام خيارين: إما أن يستقر في إيران أو في لبنان، حيث يحتمل أنه سيفضل الاستقرار في الجمهورية الإسلامية، إلا أن الخيار الأرجح من ناحيته وغيره من الكوادر التي قد تتبعه هو لبنان، وذلك لأنها أقرب إلى فلسطين جغرافيا وأنسب إليه أيضا عائليا.
وقالت المصادر، إن انتقال العاروري «المحتمل» إلى لبنان وتوثيق التعاون بين حماس وحزب الله اللبناني يعكس ما تشهده علاقات الحركة هذه الأيام مع إيران من زيادة الدعم وتوطيد التنسيق والتعاون بينهما.