المصرى القديم عرف ليلة القدر وكانت عيدًا يسمى «شيشلام ربه» أى السلام الكبير الذى تكون فيه ليلة القدر «وحوى يا وحوى.. إياحا» جملة فرعونية الأصل وتعنى «إظهر أيها الهلال فلك وحشة»
فى شهر رمضان نردد الأغنية الشهيرة "وحوى يا وحوى.. إياحا"، ومعظمنا لا يعرف أن أصل هذه الكلمات فرعونى، فكلمة "وحوى" فمكونة من مقطعين "واح" "الظهور رويدا رويدا"، و"وى"، وواح كلمة مصرية قديمة معناها ومنها لاح أى ظهر، وكلمة "وى" معناها "نداء"، فهذا النداء كان يستحث القمر أو الهلال للظهور، كما أن كلمة "إياحا" أصلها فرعونى، وتعنى "جاء القمر". وكان الملاك المسئول عن حركة القمر فى عهد الفراعنة اسمه "ياحا"، فأخذ القمر اسمه ياحا، وفى العصر الرومانى أصبح اسمه يوحا، أما كلمة «إى» فهى كلمة مصرية معناها جاء، فتكون كلمتا "إى" و"ياحا" معناهما "جاء القمر". ومن ثم فهذه الكلمات مصرية قديمة، والتقويم المصرى قديما كان قمرياً قبل أن يكون شمسياً فى سنة 4241 ق.م.، ولكنه ظل قمرياً فى الاحتفالات والأعياد الدينية. ونقول للغائب عند العودة وحشتنى، أو لك «واح شه» أى وحشة أى افتقاد له، فيكون معنى الجملة: وحوى يا وحوى.. إياحا"، اظهر أيها الهلال فلك وحشة. يقول الدكتور وسيم السيسى الباحث فى علم المصريات: كان أجدادنا المصريون يصومون، وكلمة صوم من كلمة "صاو" الفرعونية أى امتنع أو كبح ، أما حرف الميم فمعناه من أو عن... فتكون صاوم أو صوم معناهما امتنع عن الطعام أو الشراب أو الكلام، فكلمة صوم كلمة مصرية قديمة.. كان المصريون يصومون شهر رمضان ثلاثين يوماً، وقد ذكر ابن حزم فى كتابته «والصابئة يصومون شهر رمضان» و"الصابئة" هم حكماء مصر أتباع النبى إدريس المصرى، بل جاء فى الحديث الشريف: صيام «رمضان» كتبه: الله على الأمم قبلكم. وفى سورة البقرة :183 «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام، كما كتب على الذين من قبلكم». ويقول د. السيسى، عن توقيتات الصوم فى مصر الفرعونية وما قبلها، فقد كانت من الفجر حتى غروب الشمس، وكانوا يمتنعون عن الطعام والشراب والنساء طوال الشهر تماماً. كما أنهم عرفوا فوائد الصوم فى الحفاظ على الصحة، وعرفوه كعادة دينية للتقرب من الآلهة وأرواح الموتى وتهذيب الروح والجسد. كما صام المصريون القدماء فى عيد وفاء النيل الذى اعتبروه مصدرا للرزق والخير لهم، كما كانوا يصومون أيام الحصاد وجنى الثمار، وكان يعتقد المصريون أن صوم ثلاثة أيام فى الشهر يساعد على البقاء فى صحة جيدة، كما كانوا يتقربون لأمواتهم بالصيام اعتقاداً منهم أن الصيام يرضى الموتى لحرمانهم من طعام الدنيا. وكان أيضاً هناك صيام خاص بالكهنة أيام الفراعنة يختلف عن صيام الشعب، فعلى خادم المعبد أن يصوم سبعة أيام متتالية من غير ماء، قبل أن يلتحق بالمعبد، وقد تمتد فترة الصيام إلى اثنين وأربعين يومًا ويبدأ صيامهم من طلوع الشمس إلى غروبها. ويمر الكاهن فى صيامه بمراحل، أولها صيام عشرة أيام عن أكل اللحم، وشراب النبيذ، ثم يعقب ذلك تلقينه واجباته المتعلقة بالمسائل المقدسة، وذلك بعد صيام عشرة أيام أخرى . أما صيام الشعب فبخلاف صوم الأعياد، كانوا يصومون أربعة أيام من كل عام، تبدأ عندما يحل اليوم السابع عشر من الشهر الثالث من فصل الفيضان، وهناك نوع آخر من الصيام يحرّم فيه أكل كل شيء من الطعام، عدا الماء والخضر مدة سبعين يومًا . ويقول أيضاً د. وسيم إن المصرى القديم عرف ليلة القدر قبل الإسلام فى الأمم الماضية وكان عند الصابئة «حكماء مصر» عيد يسمى «يشيشلام ربه» وهذه الكلمات المصرية معناها عيد السلام الكبير، وكان هذا العيد، من أعياد الصابئة، مدته يومان، والليلة التى بينهما هى ليلة القدر، وكلمة «شى» بالمصرى معناها القدر، أى ما يناله كل إنسان من رزق وعمر، ومعناها حظ، أوقسمة أو نصيب، والمقطع الثانى «شى شلام ربه» معناها عيد السلام الكبير الذى تكون فيه ليلة القدر.
شلام كلمة «شلام» هى كلمة مصرية معناها سلام، أخذها اليهود من مصر، وقالوا: شالوم خليكم أى السلام عليكم، ثم أخذها السيد المسيح وقال: إذا دخلتم بيتا ألقوا سلاما على أهل هذا البيت، وأخيراً أخذها العرب واستبدلوا تحيتهم المعروفة «بحياك الله» إلى «السلام عليكم»، فهى تحية مصرية الأصل من كلمة «شلام»، ومعروف أن السين والشين حرفان تبادليان فى اللغات..أما كلمة ربه فمعناها الكبير.. ونقول رب البيت، وربة المنزل.