أصدرت حركة حماس ظهر اليوم الأحد بيانا حول هجوم رفح الإرهابي المصرية، أدانت فيه الحادث وشجبت محاولات الهجوم الاعلامي ضد الفلسطينيين، مشيرة إلى تعاونها مع الجهات المصرية في تحقيق الأمن والاستقرار لمصر. وقالت حماس أنها تقف على رأس القوى الوطنية الفلسطينية التي اعتقدت بان العلاقة مع مصر ومع شعبها أكبر من كونها علاقة جوار، بل تجاوزت ذلك إلى علاقة تاريخية وجغرافية واجتماعية وعلاقة مصالح مشتركة على المستوى الأمني والاقتصادي، وفوق ذلك علاقة إخوة في العقيدة والانتماء الديني والقومي. وأضافت حماس قائلة "ومن هذا المنطلق كان حرصنا على استقرار وثبات هذه العلاقة وتطويرها أولوية من أهم الأولويات، وربما فرضت التغييرات الثورية في مصر على حماس أن تعطيها أهمية خاصة نظرا للعلاقات المتميزة مع القيادة المصرية الجديدة والتي قدمت فلسطين على رأس أولويات خطابها السياسي ومن قبيل الوفاء لهذا الشعب تاريخا وحاضرا أن تعمل حماس على استقرار مصر وعلى أمن شعبها، وعلى ثبات قيادتها". واستطردت حماس في بيانها قائلة "هذا ما يجعل الحملة الإعلامية التي تحاول الوقيعة بين مصر وبين الشعب الفلسطيني وحماس حملة مصيرها أن تتحطم على صخرة الحقيقة الدامغة التي ستعري من ورائها وستخرجنا أكثر قوة وصلابة مما نحن عليه الآن". وركزت حماس في بيانها على عدة أمور هي: 1- إن صاحب المصلحة والمتورط في هذه القضية هو العدو الصهيوني وهناك أدلة نظرية وعملية كثيرة في هذا الإطار فالعدو الصهيوني يسعى إلى زعزعة أمن مصر و احراج القيادة المصرية التي يعتبرها معادية لمشروعه العدواني ويسعى لإيجاد شرخ بين حركة حماس ومصر بعد التحسن الملحوظ في العلاقات الذي ارتقى إلى درجة استقبال رئيس الحركة ورئيس الحكومة الفلسطينية الشرعية، وشهدت خطابا مصريا قوميا راقيا يدافع عن الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية. 2- على الصعيد العملي فإن التحذيرات الصهيونية من وقوع هذه العملية قبل حدوثها بأسبوع، والسيناريو المكشوف للتغطية على تفاصيلها من خلال قصف الدبابة التي نفذ راكبوها الجريمة، بل وحرق جثثهم وإخفاء معالمهم تماما، والطلب من جميع الاسرائيليين مغادرة سيناء قبل أيام من الجريمة. 3- وقام الاحتلال بضخ كم كبير من الاشاعات الكاذبة التي تستهدف قطاع غزة التي تلقفتها ألسنة المغرضين من بعض الوسائل الاعلامية وكذلك بعض الشخصيات الفلسطينية لأهداف سياسية وحزبية تستهدف تشويه قطاع غزة وضرب سمعة حركة حماس والوقيعة بينها وبين مصر وإعادة سيناريو المفاوضات الهزيلة ومشروع التسوية الساقط في المنطقة والتحريض على حصار قطاع غزة. 4- إن حركة حماس والحكومة الفلسطينية ومنذ اللحظة الأولى التقطت أهداف الرسالة الإجرامية الصهيونية وتابعت تداعياتها، وتوابعها وتعاملت معها من خلال سلسلة من الاجراءات والمواقف السياسية والعملية بدءا من استنكار الجريمة والاشارة الى مرتكبيها وتقديم العزاء للقيادة والشعب المصري وأهالي الشهداء الأبرار، واتخاذ سلسلة من المواقف والاجراءات منها إغلاق الأنفاق تحسبا لتسلل أي من المجرمين الذين نفذوا الجريمة إلى قطاع غزة. 5- من خلال الاتصال بالقيادة المصرية أبدت قيادة حركة حماس والحكومة استعدادا كاملا للتعاون المشترك لكشف خيوط الجريمة وإلقاء القبض على المجرمين ومهما كانت هويتهم ، وبادرت حركة حماس بالاشتراك مع الفصائل إلى فتح بيت عزاء للتعبير عن حالة الحزن والغضب اضافة الى إمامة رئيس أبو العبد هنية ذلك بإمامة الناس أمام السفارة المصرية في غزة في صلاة الغائب على أرواح الشهداء المصريين الأبرار. 6- لم تتقدم مصر إلى الحكومة في غزة بأي اتهام منذ الجريمة الى هذه اللحظة، ولم تقدم أية معلومات عن تورط الفلسطينيين في قطاع غزة بهذه الجريمة ولم تطلب من الحكومة أو الحركة أية طلبات محددة في هذا الإطار. 7- لقد تعرضت الحركة والحكومة منذ الجريمة الى الان الى حملة اعلامية للتشويه جميعها محض افتراءات وتسريبات صهيونية كاذبة لتسميم العلاقة مع مصر الشقيقة بشكل يكشف حقيقة المنظومة المتآمرة على مصر وفلسطين ونحذر من الانجرار وراء هذه الفبركات والدعاية السوداء. 8- نؤكد على ثقتنا وتقديرنا العالي للقيادة المصرية ووعيها وقدرتها على تمييز الغث من السمين عبر اتخاذها موقفا عقلانيا في التعاطي مع الحادثة ومنع تداعياتها مما يؤكد حرصها وتأنيها وتقصيها للحقائق واتباع الوسائل والطرق المهنية في المعالجة و بقائها على وعودها بإنهاء حصار غزة وعدم العودة للعقوبة الجماعية لأهالي القطاع غزة المحاصر بقرار صهيوني. 9- إن الأنفاق هي وسيلة شعبية اضطرارية لإحداث ثقب في جدار الحصار الاجرامي على قطاع غزة، ولتثبيت صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته ضد الاحتلال الذي يسعى لتهويد المقدسات ويقتل الأطفال والنساء والمرضى، وإن البديل الحضاري عن الانفاق هو فتح معبر رفح وبطريقة ورسمية امام البضائع والافراد، ونحن على ثقة بأن القيادة المصرية ستعمل على إيجاد هذا البديل ونرجو أن لا يطول إغلاق معبر رفح ، ولا سيما نحن في شهر رمضان المبارك وعلى أبواب عيد الفطر المبارك وقطاع غزة يعيش حركة إعادة بناء للبيوت التي دمرها الاحتلال لإيواء المشردين بلا بيت ولا مأوى. 10- إن الشعب الفلسطيني كله ضد مشروع الوطن البديل والتوسع نحو سيناء، ونذكر الجميع بأن حركة الإخوان في القطاع والتي هي عمق حركة حماس هي من قادت المظاهرات عام 1954 م ضد مشروع التوطين في سيناء وكذلك نؤكد رفضنا لإلحاق قطاع غزة بمصر باعتباره جزء لا يتجزأ من فلسطين من بحرها إلى نهرها وعلاقتنا مع مصر علاقة أخوة وجوار وليس علاقة احتواء. 11- وإننا إذ نستنكر الحملة الاعلامية المسمومة والمغرضة ضد شعبنا الفلسطيني وخاصة ابناء قطاع غزة فإننا نثمن دور وسائل الاعلام المصرية والخبراء الاعلاميين الذين اتبعوا المنهج العلمي السليم في التعاطي مع الحدث وشكلت رافعة للموقف القومي المصري المعروف ونقدر الشعب المصري الأصيل الذي بفطرته اكتشف خيوط الحقيقة.