«بالأسماء» قادة الميليشيات المشاركة فى الهجوم مدعومة من تنظيم القاعدة ومن المعارضة التشادية الجيش الليبى يستعيد مينائى رأس لانوف والسدرة وسلاح الجو يكبد الميليشيات خسائر كبيرة
مع بداية الأسبوع الماضى تعرضت الموانئ الليبية التى تمتد من غرب مدينة بنغازى إلى شرق مدينة مدينة سرت على الساحل الليبى، لهجوم من تحالف عدد من الميليشيات التى انطلقت من قاعدة الجفرة بالجنوب التى تسيطر عليها ميليشيا "سرايا الدفاع عن بنغازى"، واستطاعت أن تسيطر على مدينة وميناء رأس لانوف وميناء السدرة والمنطقة غرب الميناء، حتى حدود مدينة سرت بجانب عدد من البلدات الصغيرة، ليتمكن الجيش فى اليوم الثانى من تنظيم صفوفه وامتصاص عنصر المفاجأة ، وتصدر الأوامر من القيادة العامة للجيش الليبي ببدء عملية تحرير الموانىء ويستطيع أن يحرر مطار رأس لانوف وأعلن الناطق الرسمى للجيش الليبى العقيد أحمد المسمارى تحرير مينائى رأس لاف والسدرة بالكامل، بمشاركة القوات الجوية والبرية الليبية ، وتم الإعلان عن أسر وقتل المئات من الميليشيات. حصلت "الأهرام العربى" من مصدر عسكرى ليبى رفيع على خطة الميليشيات التى هاجمت على الموانئ النفطية، وأعدادها من آليات عسكرية وأفراد وأسماء الميليشيات المشاركة فى الهجوم. وصرح المصدر العسكرية أن الميليشيات التى هاجمت الموانئ النفطية تتكون من 30 آلية عسكرية تابعة للمتطرف "الساعدى النوفلى"، و 60 سيارة دفع رباعى محملة بمدافع تابعة لميليشيا من المعارضة التشادية "القرعان" و40 سيارة بقيادة أسامة الجضران شقيق إبراهيم الجضران قائد الميليشيا التى كانت تسيطر على حرس المنشأة النفطية خلال الثلاث سنوات الماضية قبل تحرير الموانئ من قبل قوات الجيش فى نوفمبر من العام الماضى. كما شارك الضابط السابق مصطفى الشركسى عضو المجلس العسكرى لمدينة مصراتة بعدد من الأفراد 40 سيارة عسكرية، وشارك القيادى بتنظيم القاعدة بالجنوب الليبى أحمد الحسناوى ب 50 آلية عسكرية، ومن مصراتة قاد أحمد التاجورى 15 سيارة عسكرية تابعة لكتيبة الفاروق المحسوبة على تنظيم أنصار الشريعة، بالتقدم اتجاه منطقة النوفلية غرب ميناء السدرة، غير المتمركز بها الجيش الليبى وقاموا بالسيطرة عليها واتخاذها كنقطة انطلاق لاحتلال الهلال النفطى، وبرغم أنها بلدة صغيرة فإنها تعتبر حاضنة اجتماعية للفكر المتطرف. وأضاف المصدر العسكرى ل«الأهرام العربى»، أنه تم التحرك منها فى عدة محاور: المحور الأول: التحرك لمدينة بن جواد بواسطة رتل عسكرى من عناصر ميليشيا "االقرعان" التشادية، وميليشيا "الجضران" وميليشيا "الحسناوى" حوالى 50 سيارة حيث قاموا بالسيطرة دون مقاومة على المدينة. المحور الثانى اتجه تحرك حوالى 40 سيارة تابعة للمعارضة التشادية ومعهم ميليشيا "الفاروق" للسيطرة على ميناء السدرة بعد انسحاب الجيش منها دون مقاومة. المحور الثالث ميناء ومدينة رأس لانوف والتى تعتبر محورا رئيسيا للهجوم وذلك لمنع استغلال مطار رأس لانوف من قبل طائرات الجيش الليبى، حيث تم تحرك 110 سيارات بقيادة أسامة الجضران ومصطفى الشركسي وعدد من أفراد وآليات ميليشيات القرعان والقاعدة وتم الهجوم على المطار واستطاع الطيارون إجلاء طائرتين حربيتين من طراز ميج 23. وتم الانتشار للعناصر الإرهابية داخل الأهداف الحيوية بالمدينة لمنع استهدافهم من الطيران الليبى، وتمركزوا لانتظار وصول الدعم لهم، وقاموا بتشغيل محطة ردار المطار وقاعدة الصواريخ التابعة للجيش ، لكن تم استهدافها بطيران الجيش الليبى. كما أكد المصدر العسكرى الليبى، أن هناك بعض الكتائب العسكرية تحركت من مدينة مصراتة لتدعم الميليشيات التى سيطرت على بعض مدن وموانئ الهلال النفطى، وبالفعل هناك معلومات استخباراتية عن تحرك كتيبة "حطين" ب 35 سيارة عسكرية ووصولها إلى ميناء السدرة، وهناك 30 سيارة أخرى من ميليشيا الفاروق تحركت من مدينة مصراتة ووصلت لمدينة بن جواد، 25 سيارة عسكرية لكتيبة البركى وصلت رأس لانوف، وبرغم استمرار الدعم والحشد للميليشيات لتمركزاتهم فى مينائى رأس لانوف والسدرة لتدعيم صفوفهم، فإن سلاح الجو الليبى استطاع أن يكبدهم خسائر كبيرة بميناء رأس لانوف وتتم الآن الاشتباكات بين القوات البرية للجيش. وأفاد المصدر العسكرى أن الجيش الليبى استطاع تجميع وحشد قواته غرب ميناء البريقة بحوالى 10 كم، حيث تم وصول وحدات 106 مشاة وكتيبة 309 مشاة وكتيبة 176 مشاة وكتيبة 298 دبابات إلى البريقة وانضمامها لقوات الجيش. ومن جانب آخر تحركت قوات الجيش الليبى (كتائب 152 مشاة و 153 مشاه و 21 حرس حدود و 302 مشاه وغرفة عمليات أجدابيا وعدد من المتطوعيين من شباب المناطق) وتمكنت قوات الجيش من التقدم إلى ميناء رأس لانوف غربا وقامت بالسيطرة على مطار رأس لانوف ومنطقة العقيلة بالمدينة، حيث تم الوصول لمصنع الكيماويات والاشتباك مع ميليشا "سرايا الدفاع عن بنغازى" وما زالت المعارك مستمرة. ومن جهة أخرى قامت الميليشيات المهاجمة بسحب القوارب من ميناء رأس لانوف إلى ميناء السدرة. وذكر المصدر العسكرى أنه من المرجح استخدام القوارب التى تم السيطرة عليها من ميناء رأس لانوف فى عملية إنزال خلف خطوط الجيش الليبى. وأكد أن قوات البنيان المرصوص التابعة للمجلس الرئاسى تحشد عددا كبيرا من الآليات العسكرية بمدينة مصراتة للتقدم فى اتجاه الموانئ النفطية. إلا أن غرفة عمليات سرت الكبرى وغرفة تحرير الموانىء النفطية وغرفة عمليات أجدابيا ، استطاعت تحرير رأس لانوف بالكامل وتتقدم قوات الجيش الليبي لتحرير ميناء السدة خلال مثولنا للطبع. وعلى الصعيد السياسى، أصدر فايز السراج رئيس المجلس الرئاسى الليبى بيانا بأنه ليس له علاقة بالهجوم إلا أنه طالب بتشكيل قوة محايدة لفصل الاشتباكات وتأمين الهلال النفطى، فإنه من جانب آخر قرر أن يستلم الموانئ مما يؤكد تفاهمه وتعاونه مع التنظيمات التى قامت بالهجوم على الموانئ، مما جعل مجلس النواب الليبى يجتمع ويجمد الاتفاق السياسى الذى وقع بمدينة الصخيرات المغربية فى ديسمبر 2015، ويلغى المادة الأولى بتسمية رئيس وأعضاء المجلس الرئاسى بالكامل. أما خليفة الغويل رئيس حكومة الإنقاذ فى طرابلس التابعة لجماعة الإخوان أصدر بيانا طالب فيه مصطفى صنع الله رئيس المؤسسة الليبية للنفط بعدم إصدار أى بيانات وعدم تسييس معركة الهلال النفطى، وإلا اعتبر ذلك خيانة عظمى. فى حين أعلن محمد العمارى عضو المجلس الرئاسى المحسوب على تيار الإسلام المتشدد، مباركته لاحتلال الهلال النفطى ووصفه بالتحرير. كما أعلنت ميليشيا "سرايا الدفاع عن بنغازى" بأنها على استعداد لتسليم الموانئ النفطية للمجلس الرئاسى.