أ ش أ قال رئيس مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية وقناة نايل سينما السيناريست سيد فؤاد، إنه سيتم إعلان مدينة الأقصر عاصمة للثقافة العربية لمدة عام، يوم افتتاح فعاليات الدورة السادسة للمهرجان في 16 مارس المقبل، وإن الشعلة العربية سوف تتوجه من تونس إلى صفاقس لتصل معبد الكرنك للاحتفال بهذا الحدث الكبير. وأضاف فؤاد -في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط بالخرطوم اليوم الأربعاء خلال تواجده بالسودان لرئاسة لجنة تحكيم النسخة الرابعة من مهرجان السودان للسينما المستقلة- أن المسابقة الرسمية لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية في دورته السادسة تتضمن 45 فيلما من مختلف دول القارة، إلى جانب أفلام التكريم، ولفت إلى اختيار المملكة المغربية كضيف شرف المهرجان، وعقد ورشة في فنون الإخراج للمخرج الإثيوبي العالمي هايلي جريما. وأكد أن الدورة المقبلة لمهرجان الأقصر لها أهمية خاصة، وتدور حول فكرة "المهرجان المدينة"، لتوضيح ماذا يمثل المهرجان للأقصر والعكس، وإظهار الترابط ببنهما، لتكثيف الدعاية للمهرجان لدى الجمهور الأقصري واجتذابه للاحتفاء بالمدينة والمهرجان، وأنه سيتم خلال هذه الدورة تكريم المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو، والمخرج المصري يسري نصر الله. وقال فؤاد إن مهرجان الأقصر يعتبر مهرجانا سينمائيا وثقافيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا، ويتمتع بشهرة واسعة في أوروبا وإفريقيا، وهذا هو الهدف منه، لأن القضية ليست الاهتمام بالداخل فقط، مبرزا أن معظم نجوم مصر يشهدون فعالياته، كما يحظى بتغطية إعلامية فريدة من قنوات ووكالات أنباء وصحف عالمية، ومؤكدا أن المهرجان لديه أرشيف سينمائي ليس له شبيه في مصر. وأضاف أن إدارة المهرجان تتلقى نحو 600 فيلم في كل دورة، يرغب صانعوها في عرضها، يتم اختيار 120 فيلما منها بحد أقصى، لعرضها سواء في المسابقة الرسمية أو خارجها، منوها إلى أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون يترجم أفلام المسابقة للغة العربية، وهو ما يعد أكبر إنجاز لمهرجان الأقصر، بأن تكون لدينا أفلام إفريقية مترجمة للعربية، ما يحقق تواصلا فعليا مع دول وشعوب القارة. وحول تطور المهرجان ومستقبله، قال فؤاد "وصلنا لمرحلة لم نكن نتخيلها، حيث تم بناء قاعدة بيانات كاملة عن السينما الإفريقية، وأصبح كل السينمائيين في القارة يعرفون المهرجان، بل ويحلم كل منهم بأن يزور مصر ويعرض أحد أعماله في الأقصر". وأضاف أن جزءا من المستقبل وهو نادي السينما الإفريقية بمصر، بدأنا تحقيقه منذ الشهر الماضي، بأن يكون هناك مكان يعرض فيلما إفريقيا أسبوعيا على مدار العام، وتم اختيار دار الأوبرا المصرية، لافتا إلى حصوله على موافقة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، بعرض أفلاما إفريقية في مصر عبر شاشة قناة "نايل سينما" كانطلاقة مستقبلية لم تحدث من قبل وميزات حقيقية لمهرجان الأقصر. وتابع فؤاد "نحاول الحصول على عدد كبير من الأفلام المصرية، لإهدائها للتليفزيونات المحلية بالقارة الإفريقية، ويحدث هذا التبادل، لبناء قاعدة جماهيرية للفيلم المصري في مختلف دول القارة. وحول ما إذا كان هناك عقبات تواجه تنظيم الدورة السادسة للمهرجان، أكد فؤاد أن الدولة تدعم المهرجان في حدود ما تستطيع، وهذا لا يؤدي لتحقيق خطوات متقدمة بشكل سريع، موضحا أن الموازنة الإجمالية تبلغ 4 ملايين جنيه، تقدمها وزارات الثقافة والسياحة والشباب والرياضة، بجانب 80 ألف جنيه دعم من وزارة الخارجية، وهذا لا يكفي احتياجات المهرجان في ظل تغير سعر الصرف. وكشف فؤاد أن المخرج خالد يوسف بصفته رئيس اللجنة العليا للمهرجانات وانطلاقا من موقعه البرلماني، بحانب عدد من السينمائيين وأعضاء اللجنة الإفريقية بمجلس النواب، يسعون لدى الوزارات المعنية لصرف بقية موازنة المهرجان نظرا لضيق الوقت المتبقي لانطلاقه، حيث لم يصلنا سوى النصف فقط ، مطالبا بألا تطال إجراءات تخفيض الإنفاق الحكومي، المهرجان نظرا لأهميته. وقال فؤاد إن إدارة المهرجان حاولت إيجاد قنوات جديدة لتنمية الموارد والحصول على دعم من القطاع الخاص، داعيا رجال الأعمال والبنوك العاملة داخل إفريقيا لمساندة المهرجان، منوها بأن السينما سفير مهم جدا، وتخلق تواصلا غير عادي مع القارة. وحول مهرجان السودان للسينما المستقلة، أوضح أن فكرته نبعت أساسا من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، عبر مجموعة زملاء سودانيين فكروا في إيجاد مكان لتدريب الشباب على السينما، للعودة للصناعة مرة أخرى، وكشف أن الجانب المصري قدم لهم الدعم اللوجستي والخبرة والتجربة السابقة، حتى حقق المهرجان نجاحات، وأصبح الأكبر في السودان، حيث يعرض هذا العام أكثر من 80 فيلما من 50 دولة ، وتحظى مصر بأكبر عدد من الأفلام المعروضة. وأكد فؤاد أن لدينا تواصلا غير مسبوق مع الجانب السوداني في قطاع السينما، موضحا أن رئيس اتحاد السينمائيين السودانيين، لديه مشروع سينمائي كبير، يتضمن تنظيم مهرجان الخرطوم للفيلم القصير، وورش لتدريب الشباب على المهن السينمائية، ومبرزا أنه طلب دعم مصر اللوجستي والفكري. وأكد فؤاد أن مصر ليس لديها مانع من تقديم كل ما تستطيع انطلاقا من الشراكة الكبرى بين الدولتين والشعبين الشقيقين، وكشف عن تنظيم أسبوع للفيلم المصري بالسودان، في أبريل المقبل، بعد حل بعض المشكلات التقنية التي كانت تواجهه، ولفت إلى أن جميع الأفلام المقرر عرضها خلال الأسبوع جاهزة، معربا عن تطلعه لأن يتم تنفيذ هذا الأسبوع مرة كل ثلاثة أشهر، بواقع 4 أسابيع كل عام، لأن شعب السودان يعشق السينما والثقافة المصرية.