كان مشهدا جميلا عقب انتهاء أحداث ثورة52 يناير عندما رأينا شباب الثورة يحملون المقشات وأدوات النظافة لتنظيف الميادين والشوارع في مختلف المحافظات ولكن توقف الوضع عند هذا التاريخ, ولو أننا استلهمنا هذه الروح للقضاء علي مشكلة النظافة في مصر. لانتهت المشكلة, فما فعله الشباب بعد الثورة يجب أن يكون شعار كل إنسان مصري وهو أن يبادر كل في مكانه وشارعه بالحفاظ علي نظافته وحث الغير علي اتباع نفس السلوك لأن ذلك من شأنه منع المشكلة قبل حدوثها, فليس المطلوب أن يحمل كل مواطن مقشة في يده ولكن المطلوب أن يمتنع عن إلقاء المخلفات في الشارع ويضعها في الأماكن المخصصة لها وفي نفس الوقت مطلوب من الحكومة توفير هذه الأماكن, وعندما تتغير سلوكيات المجتمع ويلتزم الجميع بالقواعد العامة التي تضعها الحكومة سوف تصبح الشوارع نظيفة وخالية من المشاهد المقززة, وبدلا من إهدار هذه الثروة يمكن إعادة تدويرها ولا يحدث ذلك إلا بتعاون جميع أفراد الشعب خاصة ربة المنزل لأنها هي المسئول الأول عن إنتاج القمامة اليومية, فتضع الدولة قواعد وقوانين لتطبيق فكرة فرز القمامة من المنزل حتي يسهل فصل كل نوع علي حدة من البداية ولا يصعب ذلك فيما بعد وهو ما يعمل علي تسهيل المهمة وتقليل الفاقد والاستغلال الأمثل للمخلفات, ويمكن تطبيق الفكرة كالآتي: توزيع أكياس ملونة( أحمر أخضر أصفر أزرق) من خلال الجهات الحكومية المعنية علي أن تكون بصفة شهرية. تضع ربة المنزل كل نوع قمامة في الكيس المخصص لذلك فمثلا الأكياس الحمراء يوضع بها المخلفات الطبية( الحقن والأدوية والفوط الصحية والكادليز وأكياس الدم وخلافه), والأكياس الخضراء يوضع بها المخلفات العضوية( بواقي الخضراوات والمأكولات), والأكياس الصفراء المخلفات الزجاجية والبلاستيكية, والأكياس الزرقاء المخلفات الورقية والكارتون. يوضع كل كيس في صندوق القمامة من نفس اللون. تأتي عربات القمامة وكل عربة تجمع لونا معينا من الأكياس تتجه به للأماكن المخصصة له, فمثلا العربات التي تجمع الأكياس الحمراء تتجه إلي محرقة المخلفات الطبية بالمحافظة والعربات التي تجمع الأكياس الخضراء تتجه إلي مجمع تصنيع الكومبست, والعربات التي تجمع الأكياس الصفراء تتجه إلي أماكن إعادة تدوير المخلفات الزجاجية والبلاستيكية والعربات التي تجمع الأكياس الزرقاء تتجه إلي أماكن إعادة تدوير المخلفات الورقية. بعد مدة محددة من بداية تطبيق الفكرة علي الدولة أن تضع قواعد وقوانين لضبط هذه العملية وتفرض غرامات علي من يخالف هذه التعليمات. ويطبق ذلك علي المصانع والمحلات التجارية والأفراد في الشارع, وبذلك نجعل الشوارع نظيفة ونمنع انتشار الأمراض التي تنقل عن طريق الحشرات, ونستطيع استغلال الثروة الهائلة التي تهدر يوميا بدلا من إحراقها الذي ينتج عنه تلوث البيئة, ولا نقول لا يمكن تطبيق هذا في بلدنا لأنه لو بدأ كل واحد بنفسه نستطيع تغيير سلوك المجتمع بدون وضع قوانين وفرض عقوبات وغرامات لماذا لا نعمل بدون كرباج؟. ولماذا لا يبدأ التغيير من داخلنا؟. مهندسة شيرين دياب الإسكندرية {{ محرر بريد الأهرام: لقد انسدت جميع الشوارع بالمخلفات.. ولا أحد يتحرك ولا ندري إلي أين نسير!