في جرائم القتل... القاتل يرتكب جريمته ويلوذ بالفرار أما في هذه الجريمة فإن القتلة كثيرون ويعلنون عن أنفسهم بصراحة, ولكن بلا مجيب... إنها جريمة قتل المزروعات والمحاصيل في مزارع الوداي الجديد التي تعد أمل مصر في زراعة الصحراء. فكيف يمكن للزرع الحياة بدون ماء؟ لقد تحالف الفساد والإهمال في تعطيل طلمبات الري لفترات تصل إلي60 يوما بينما نشط البلطجية في أجواء الانفلات الأمني وراحوا يسرقون كابلات وبطاريات الكابلات الأمر الذي دعا طارق مهدي محافظ الوادي الجديد لعقد اجتماع عاجل لمواجهة مشكلة أعطال الطلمبات. المحافظ شدد خلال استماعه لمشكلات المواطنين علي الحلول الفورية لأن الزراعة تشكل أحد أهم العناصر الرئيسية لاقتصاديات المحافظة. المهندس السيد عطية المدير العام للقطاع الزراعي بالوادي الجديد أكد أن الوادي الجديد يعتمد علي زراعته وحياته بصفة عامة علي المياه الجوفية واستخراج المياه من الخزان الجوفي بباطن الأرض يحتاج إلي تكاليف كبيرة, ويصل عدد الآبار الحكومية في الوادي الجديد بمختلف الزمامات إلي نحو594 بئرا خلاف الآبار الاستثمارية التي يتم اصلاحها علي نفقة المستثمر ولا دور للحكومة فيها. واضاف مطالبا بسرعة وصول كهرباء الشبكة الموحدة للآبار لكهربتها لأنها اقتصادية وموفرة في المال والجهد, والوقت, ويمكن التغلب علي أعطالها في الحال. ودعا إلي النظر في طلبات مزارعي الوادي الجديد حتي يكتمل نجاح التعمير في الصحراء واهمها العجز الشديد في المقنن المائي للفدان, والذي لا يتعدي22 مترا مكعبا في يوم, وهو ما لا يتناسب مع طبيعة اراضي الوادي في ظل المتغيرات المناخية المهندس أحمد مبارك رئيس الإدارة المركزية للميكانيكا والكهرباء بالوادي الجديد أكد أن الاعطال غالبيتها بفعل فاعل لأن اعمال البلطجة زادت, وهي سبب رئيسي في الأعطال لقيام هؤلاء بتشغيل الطلمبات الخاصة برفع المياه من الآبار في الفترات المسائية دون علم أحد من المسئولين ودون خبرة مما يتسبب في الأعطال خصوصا عددا من زراع الأرز, وأن قطع الغيار تأخر وصولها هذا العام للظروف التي تمر بها البلاد, وستصل آخر الشهر الحالي علي أقصي تقدير, وقال إنهم تقدموا ببلاغات بأقسام الشرطة للسرقات التي تعرضت لها الطلمبات من سرقات للكابلات والبطاريات وطالب بدور أكبر للمزارعين في حراسة هذه الطلمبات لان المصلحة تعود عليهم وحدهم والتأثير السلبي سيكون مباشرا لأن مياه الآبار ليس لها بديل, وأن يكون لهم دور كذلك في الحفاظ علي كل نقطة مياه.. وأشار رئيس الإدارة المركزية إلي أن مصروفات الهيئة علي الطلمبات وتشغيلها بالوادي تتكلف الملايين من الجنيهات سنويا, ولابد أن يعلم المزارع ذلك حتي يكون مشاركا في الحفاظ علي هذه المرافق المهمة لحياته المعيشية, ويقول إن المصروفات الشهرية للسولار تتعدي مليونا و500الف جنيه كحد أدني بما يعادل50 ألف جنيه يوميا خلاف المرتبات والزيوت والاعطال والكهرباء.