تصاعدت حدة الانتقادات بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما وخصومه الجمهوريين حول الاقتصاد الأمريكي المأزوم, ففي الوقت الذي استهل فيه أوباما حملته الانتخابية بجولة لولايات الغرب الأوسط دعا فيها الجمهوريين بوقف ألاعيبهم, سخر الجمهوريون مما وصفوه بجولة البؤس السحري. وفي محاولة منه لإنقاذ شعبيته المتدهورة, بدأ أوباما رحلته في الحافلة التي تبلغ قيمتها1,1 مليون دولار والتي تستغرق ثلاثة أيام إلي ولايات مينسوتا وايوا والينوي. وتعهد الرئيس الأمريكي بتقديم خطة لتعزيز الاقتصاد الأمريكي عندما يعود الكونجرس للانعقاد في سبتمبر القادم. وحذر أوباما خلال زيارة لولاية أيوا الجمهوريين من دفع الثمن في صناديق الاقتراع إذا أعاقوا خطته لزيادة عدد الوظائف. وأضاف أنه أرسل رسالة إلي واشنطن أن الوقت حان لوقف الألعاب ووضع أمريكا أولا. يأتي ذلك في الوقت الذي يعتزم نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال زيارة للصين اليوم توضيح الخطوط العريضة لخطة بلاده لخفض العجز. ومن المرجح أن تتصدر حالة الاقتصاد العالمي كذلك مباحثات بايدن أثناء توقفه في منغوليا واليابان بعد ختام زيارته للصين. وفي سياق متصل, يسابق القادة الأوروبيون الزمن لاحتواء أزمة الديون التي تهدد منطقة اليورو وبحث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل القضايا الملحة لضمان الاستقرار المالي في منطقة اليورو وما يثار عن طرح سندات باليورو ذلك برغم ما روج عن موقف المستشارة الالمانية غير المؤيد لاستصدار مثل هذه السندات الخاصة باليورو كما تناول الزعيمان القضايا الرئيسية علي الساحة الدولية والأوروبية بدءا من الوضع في الشرق الاوسط بما فيها الأزمة الليبية وما يحدث في سوريا من انتهاكات النظام ضد المتظاهرين. وتوقع المحللون أن يخرج المحور الفرنسي الألماني القوي بخطة لإنقاذ منطقة اليورو خلال اجتماع ساركوزي وميركل في الاليزيه. لكن فكرة طرح سندات مشتركة لمنطقة اليورو تلقي معارضة شرسة من برلين التي تخشي من أن تدفع مثل هذه الخطوة تكاليف الاقتراض الألمانية للارتفاع وتقلل الحافز لدي الدول الضعيفة في منطقة اليورو مثل اليونان لإصلاح اقتصاداتها. وأظهرت بيانات حكومية تراجع وتيرة نمو الاقتصاد الألماني خلال الربع الثاني من العام الحالي بصورة حادة في ظل مؤشرات بفقدان الاقتصاد العالمي قوة الدفع. وذكر مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني أن إجمالي الناتج المحلي لألمانيا قد زاد خلال الربع الثاني من العام الحالي بمعدل1,0% فقط وهو ما يقل كثيرا عن التوقعات. وخفض المكتب معدل النمو المعلن للربع الأول من العام الحالي إلي3,1% من إجمالي الناتج المحلي.وواصلت الأسهم الأوروبية خسائرها بعد بيانات تباطؤ النمو الاقتصادي الألماني. وهبط مؤشر داكس الألماني8,2% بينما تراجع مؤشر يوروفرست لأسهم الشركات الأوروبية الكبري6,1%. وهبط مؤشر فايننشال تايمز في بورصة لندن2,1% في حين فقد مؤشر كاك في بورصة باريس2%. وأظهرت بيانات مكتب احصاءات الاتحاد الاوروبي( يوروستات) أن اقتصاد منطقة اليورو نما بمعدل أقل من المتوقع في الربع الثاني من العام متأثرا بتباطؤ في ألمانيا وأسبانيا وجمود في فرنسا. وقال يوروستات إن الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو التي تضم71 دولة ارتفع2,0% في ثلاثة أشهر حتي نهاية يونيو مقارنة بمستواه في الربع السابق بينما كان خبراء اقتصاديون يتوقعون نموه3,0%. وأظهرت البيانات الفرنسية الأسبوع الماضي أن الاقتصاد لم يسجل نموا في الربع الثاني. وفي هذه الأثناء, قال اركي ليكانين عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي إن الاقتصاد العالمي تحرك في اتجاه مقلق وضبابي في الأسابيع الأخيرة. وقال ليكانين إن البنك المركزي الأوروبي اتخذ إجراءات حاسمة لضمان تغيير السياسة النقدية. لكنه أضاف السياسة النقدية وحدها لا يمكن أن تعالج التوتر في الأسواق المالية لأن الخلفية هي ديون زائدة في الماليات العامة. يتطلب الأمر تحركا من الحكومات والبرلمانات.