في 25 يناير 2011 فجر شباب مصر الثورة والتف شعب مصر حولها.. وأمنتها وضمنت نجاحها قواتنا المسلحة العظيمة.. وأصبح شعب مصر.. الذي تحمس للثورة وأيدها. .. يتطلع إلي الأمن والأمان الذي يعيد استقرار مصر ويحقق الإصلاح والتغيير الذي ينشده الشعب وتعهدت به القوات المسلحة وجميع القوي الوطنية إيمانا منها بأن مصر في حاجة إلي برامج عمل حقيقية وإدارة عجلة الإنتاج بجهود مخلصة لعبور المرحلة الانتقالية. إلا أن القلة القليلة من أعداء مصر وذوي الاجندات الخاصة الداخلية أو الخارجية أو المغرر بهم تعمل علي هز استقرار مصر ونشر الفوضي سواء تعطيل مصالح المواطنين (غلق مجمع التحرير).. أو التأثير علي مراكز إنتاج مصر (قطع الطرق- تعطيل السكك الحديدية- تدمير خطوط الغاز- ترويع الآمنين كما حدث في العريش..) وهي بالتأكيد ليست إجراءات وطنية تزعم أمن واستقرار الوطن بل هي تدفع المجتمع إلي الفوضي وعدم الاستقرار الذي ينعكس علي أداء قوي مصر الشاملة.. والتاريخ يؤكد أن الفوضي لم تكن أبدا من سمات مصر الدولة أو الشعب.. لأن ثقافة شعبها هي المجتمع المتماسك.. فهي صاحبة أول حكومة مركزية في التاريخ.. وهي أقدم دولة لها كيان مجتمعي واحد.. وهي من البلاد القلائل التي ظل اسمها علما عليها طوال التاريخ وهي من أوائل الدول التي عرفت القانون ومارست التشريع وهي التي لم تعرف التفرقة الدينية. لذا يلقي التاريخ مسئولية جسيمة علي شعب مصر في هذه المرحلة الفارقة كي تتيقظ مشاعره وتنفجر وطنيته وانتماؤه ليفرق بين الغث والسمين وبين الأصدقاء والأعداء- وبين ما يحقق مصالح مصر ونهضتها أو يهز استقرارها وأمنها وأن ننطلق جميعا بوعي وطني نحو العمل.. ومواجهة التحديات والتهديدات التي تحيق بنا حتي نتمكن جميعا من إعادة الأمن والأمان والاستقرار لمصر العظيمة التي ظلت دولة قوية عبر تاريخها ونعبر بها إلي مصر الديمقراطية المنشودة. وإن شعب مصر العظيم الذي يقف وراء حضارة آلاف السنين والذي لم يعرف الفرقة بين جنس أو دين هو نفسه شعب مصر الذي يجب أن يكون راعيا لأمن وطنه واستقراره وهو قادر بإيمانه ووحدة صفوفه وإرادته علي أن يحافظ علي وجه مصر المشرق الذي أبهر العالم بحضارته العظيمة وثورته النقية.