تلعب الأخلاق والسلوك الاجتماعي دورا بارزا في التمكين للنظام الاجتماعي واستقراره, أو في إضعافه واندثاره فكلما روعيت الأخلاق فيما يتعلق بالدماء والأعراض والأموال باعتبارها جوهر حقوق الإنسان, رسخت أقدام النظام الاجتماعي وتمكن في الأرض, فاستشعر الناس في ظله الأمن والطمأنينة, أما إذا أهمل الناس تلك الأخلاق, فمالوا مع كل ريح, وسارت بهم الأهواء والأغراض والشهوات الي حيث الأثرة والأنانية التي تمليها المصالح الجامحة مادية كانت أو معنوية فسيهتز النظام الاجتماعي وينفرط عقده بسبب ما يتحكم في البشر من أغراض وأهواء وضعفهم في حمل النفس علي خلاف هواها وتطلعاتها إلي ما ليس من حقها وغاية ما أنشده أن أشير إلي ما أشار اليه ابن خلدون في مقدمته إلي أن الاجتماع للبشر ضروري وأنه لابد لهم من وازع حاكم يرجعون اليه.ولذلك فإن الإنسان دائما في خطر عظيم من أن تتعطل صفات الخير فيه فيظهر الي الوجود صفات الشر فيتخذها مستوي لسلوكه وتصرفاته فتسوء علاقاته بنفسه وبالمجتمع الذي يعيش فيه ويعتبر قدوة سيئة لغيره ويفوز من الدنيا بالخسران وفي الآخرة عذاب شديد. والسؤال الذي يطرح نفسه علينا هو لماذا لا نقوم بتفعيل الأخلاق والقيم والسلوكيات المأخوذة من الأديان السماوية والتي أمر بها جميع الرسل؟ حتي نسعد ونرتقي الي مصاف الدول العظام ونكون جديرين بالرسول الكريم, وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا جئتم أنتم بالنية وجاء الأعاجم بالعمل, لهم أحق برسول الله منا.وكما يقول الحكماء: الخلق لا العقل هو الذي يقوم عليه المجتمع البشري وبه تؤسس الديانات وتبني الممالك وهو الذي يجعل الأمم تحس وتعمل. فلتكن عنايتنا بالأخلاق والقيم فوق عنايتنا بالعلوم ولتتضافر علي هذا كل أجهزة الدولة من مدارس ومحاكم وكتب, ولابد من قادة, من عظماء الأخلاق والنفوس يقفون في وجه الفساد, ولتبدأ الدولة في سن قانون للأخلاق والسلوك حتي يكون هناك وازع حاكم تستقيم به أمور الناس والدولة.