كتب:عصام هاشم إن الواقع الذي نعيشه في الشرق والغرب قد يجر الإنسان إلي اليأس والقنوط, إذا قلب عينه وأصغي بسمعه إلي شاشات التلفاز أو الانترنت وصفحات الجرائد فسيجد ظلما عالميا, وتفسخا اجتماعيا, وتحللا أخلاقيا, وضعفا دينيا. سياسة بلا أخلاق, واقتصادا ربويا بلا بر, وعلاقات بلا ضوابط بين الرجال والنساء, والشباب في ضياع.لكن هذه التجارة الذائعة في الإعلام اليوم لا تعكس كل الحقيقة بل تنحو نحو التزييف لدفع المؤمنين إلي ترك عقيدتهم, وإهمال شريعتهم والتخلي عن مكارم أخلاقهم. والحق كما يشير الدكتور صلاح سلطان أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم أن هناك أمرين يجب علي كل مسلم التمسك بهما, هما الأمل والعمل, يعصمان المسلم من هذا اليأس والكسل.لذا فإننا بحاجة ماسة إلي تغذية الإيمان بالله تعالي علي أساس واضح من الثقة الكاملة في قوة الله التي لا تقهر.فالله وحده هو الخالق وهو المالك لهذا الكون.. وهنا نتساءل: هل قرأنا القرآن حقا وأيقنا بأن الماء الذي هو سر الحياة هو الذي أغرق فرعون وقوم نوح, وأن الرياح اللواقح تحولت مع قوم عاد إلي لوافح ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم, وأن الحجارة التي تبني البيوت والعمارات تحولت إلي هلاك لقوم لوط, هل كان يتصور أحد أن يزول ملك فرعون علي يد رجل تربي في بيته ؟ وأن يتحول المستضعفون في مكة إلي ملوك الأرض في المدينة والشام ومصر والهند والسند والمغرب العربي ؟..إن قوة المنهج جزء من قوة الملك الذي أنزل الكتاب وأجري السحاب وهزم الأحزاب. إنه القرآن العظيم والسنة المطهرة ولذا حاول أعداء الإسلام أن يحرفوا القرآن ويهاجموا السنة, ورغم ذلك ظل الملايين في العالم يحفظون القرآن ويقرئونه وبقي الكتاب الأول المحفوظ في الصدور المتلو في المساجد والبيوت, المقروء من المؤمنين وغيرهم في المدن والقري والكفور, هل تري كتابات في العالم يحفظه الشيب والشباب, الرجال والنساء, الكبار والصغار, العرب والعجم, الأبيض والأسود, المسلم وغير المسلم إلا القرآن ؟ لقد حفظ ثلاثة آلاف القرآن في طشقند وحدها في خنادق تحت الأرض عندما منع الشيوعيون في روسيا حفظ القرآن وقراءته وتداوله في البلاد الإسلامية التي قهرت تحت حكم الاتحاد السوفيتي, إن الشعب التركي رغم كل محاولات التضليل والتذويب يبقي من الملايين يحفظون القرآن, وكذا الشعوب الهندية والباكستانية والبنجلادشية والخليجيون والمصريون والشوام والمغاربة. لقد سبقت بريطانيا وفرنسا إلي الحرب علي القرآن والسنة وقال اللورد كرومر عندما جاء إلي مصر جئت لأهدم ثلاثة: القرآن والكعبة والأزهر وهلك دون مراده ووقف الحاكم العسكري للجزائر بعد مجازر جاوزت المليون وبقي الشعب الجزائري متمسكا بأصالته متحركا بقرآنه وسنته حتي قال الحاكم العسكري الفرنسي ماذا أفعل إذا كان القرآن أقوي من فرنسا. فهل بعد هذا نيأس؟ هل يتضاءل الأمل أم يتضاعف؟ هل تنهار أمام الباطل نوازعنا أو تقوي في الحق عزائمنا؟ هل نذوب مع العهر والتحلل والإسفاف؟ أم نتحلي بالطهر والتصون والعفاف؟ هل نخاف من ظلم العباد وننسي انتقام رب الأرض والسموات؟.