حالة من الحزن تخيم علي الأوساط السياحية والثقافية بالاقصر بعد أن فقد معظمهم الامل في عودة الحياة مرة أخري إلي مشروع طريق الكباش الذي يهدف إلي تحويل الاقصر إلي أكبر متحف عالمي مفتوح عن طريق إعادة اكتشاف الطريق الذي كان يربط بين معبدي الاقصر والكرنك, وكانت تسير به المواكب الملكية في عصر قدماء المصريين. فمنذ قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير والعمل متوقف تماما في المشروع, وعلي الرغم من وعود الدكتور عصام شرف بإعادة العمل في المشروع مرة أخري خلال الزيارة التي قام بها للاقصر في شهر مايو الماضي, وأن يتم افتتاح المشروع في شهر اكتوبر مع بداية الموسم السياحي الشتوي بالأقصر فإن الوضع مازال كما هو لم يتغير. يقول الدكتور منصور بريك المشرف العام علي آثار الاقصر إن سبب توقف المشروع نقص الاعتمادات المالية اللازمة, والتي تصل إلي20 مليون جنيه, فيما يتعلق بعمليات الكشف والترميم للطريق الذي يبلغ طوله2 كيلو و700 متر حيث إنه تم الانتهاء من تنفيذ80% من أعمال الكشف والترميم الخاصة بالمشروع تم خلالها صرف ما يصل إلي80 مليون جنيه, وإزالة أكثر من424 منزلا ومدرسة و6 جوامع ومقابر الكومنولث, ومازالنا في انتظار استكمال اعمال الإزالة التي تم تنفيذ60% فقط منها لتتبقي إزالة التعديات الحالية من أصحاب التعويضات الذين عادوا مرة أخري إلي الطريق بعد قيام الثورة, وكذلك إزالة منطقة نجع أبو عصبة وإزالة كنيستين كانت إحداهما قد تم بالفعل الاتفاق بين قيادات المحافظة والطائفة الانجيلية علي نقلها وبناء مبني جديد للكنيسة, وسكن لراعي الكنيسة, وتم اختيار المكان الجديد. أما أحمد نوبي المستشار الإعلامي ومدير عام المركز الصحفي فيقول إننا أبناء الأقصر نحزن كلما مررنا أمام الطريق الذي ماازال قلبه مفتوحا, ونشعر بأننا وصلنا إلي طريق مسدود, فالعمل به متوقف منذ أكثر من6 أشهر, ولا يوجد به أي عمال, والموجودون هم فقط حراس المكان بعد أن كنا سابقا نري ورديات العمال في المشروع تبدأ من السابعة صباحا وتمتد حتي السادسة مساء, هذا بالإضافة إلي المشكلة المرورية التي تسبب فيها ترك الطريق مفتوحا بهذا الشكل في منطقة حيوية من المدينة, والتي لن تحل إلا بانتهاء العمل في الطريق, حيث إن المشروع به مخطط لمحاور مرورية جديدة. وأضاف أن أهالي الأقصر يطالبون المجلس العسكري والدكتور عصام شرف وكل المسئولين في وزارة السياحة والمجلس الأعلي للآثار ووزارة التعاون الدولي ومحافظة الأقصر بالانتهاء من المشروع ووضعه علي أولويات الاجندة الحكومية لما له من أهمية كبيرة, فاكتشاف الطريق, وإعادة فتحه مرة أخري, وإقامة احتفالات الاوبت التي كان يقيمها قدماء المصريين أحد أهم الأحداث الثقافية العالمية التي شهدها القرن الحادي والعشرون.