كان الرسول عليه الصلاة والسلام دائما يحب أن يكون عبدا شكورا, فعن عائشة رضي الله عنها أن نبي الله محمد كان يقوم من الليل حتي تتفطر قدماه . لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا قال تعالي ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر أن الله تعالي اصطفي من الناس رسوله محمد فقالت عائشة:وأرسله رحمة للعالمين وجعله سيد الأولين والآخرين, وخاتم الانبياء والمرسلين, ومع أن الله عزوجل قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر إلا أنه إلي جانب أدائه للصلوات المفروضة وسننها القبلية والبعدية وصلاة الضحي وغير ذلك من الصلوات يقوم الليل طويلا حتي تتشقق قدماه من القيام في الصلاة وذلك ليكون عبدا شكورا, يشكر الله تعالي علي نعمه عليه, وفي المقابل نجد شخصا لم يبلغه أنه مغفور له ما تقدم من ذنبه أو ما تأخر, يترك الصلوات حتي المفروضة منها وربما يرتكب المعاصي ما ظهر منها وما بطن, ومع ذلك لسانه يردد: إن الله غفور رحيم. ونحن نقول له نعم إن الكيس من حاسب نفسه في الدنيا قبل أن يحاسب يوم القيامه والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمني علي الله الاماني. والسؤال: كيف يصل المؤمن إلي مرتبة الشاكرين؟ والجواب: الاكثار من العبادة والتنفل وصلاة التطوع من الأمور المحمودة وهو أمر مطلوب لمن يريد شكر الله علي نعمه والتقرب اليه ورجاء نيل رحمة الله في الآخرة, وبلوغ الدرجات العليا في الجنة وفي الحديث القدسي وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتي أحبه, فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به, وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها, ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه, ولئن استعاذ بي لأعيذنه ولكن علي الا يفضي ذلك إلي الملل أو الي ترك الافضل والاقامة أحب الاعمال إلي الله تعالي أدومها وإن قل فعمل قليل دائم خير من كثير منقطع غالبا وخير من ترك العمل مطلقا لأن حال النبي كانت اكمل الأحوال فكان لا يمل من عبادة ربه وإن أضر ذلك ببدنه وجعلت قرة عيني في الصلاة.