في وسط حالة القلق والترقب التي تعيشها المرأة المصرية اليوم في انتظار دستور جديد يضمن لها الحفاظ علي الحقوق التي اكتسبتها علي مدي سنين طويلة. تشغل حاليا منصب نائب مدير منظمة النساء الناخبات, وهي منظمة أهلية لا تهدف للربح, وتعمل علي تشجيع النساء في كل أنحاء العالم علي المشاركة السياسية, وتعريفهن بأهمية وقيمة أصواتهن في استضافت القاهرة زائرة أمريكية اسمها زايدة أرجو يداس, الانتخابات. التقت زايدة بمجموعة من الناشطات السياسات والإعلاميات في لقاء نظمته السفارة الأمريكية لتبعث في نفوسهن إحساسا بالأمل من واقع تجارب دول تعرضت للظروف نفسها التي تعيشها مصر بعد الثورة, ودار حوار حول المشكلات التي تواجه المرأة المصرية اليوم من حيث حجم المشاركة السياسية, وكيفية الحفاظ علي الحقوق المكتسبة, وأولويات العمل في المرحلة الانتقالية الحالية, ورؤيتها الخاصة في نظام الكوتة, وذلك من واقع احتكاكها الطويل بالعديد من الانتخابت في عدة دول. أوضحت زايدة في بداية حديثها أنها مدركة تماما حجم القلق الذي يساور المصريات اليوم بشأن التوقعات المستقبلية والخوف من عدم سماع أصواتهن في هذه المرحلة الحرجة, لكنها طالبتهن بالتحلي بالواقعية لأن الصورة مازالت غير واضحة حتي الآن, مع ضرورة التركيز علي الأهداف المطلوب تحقيقها في مجال حقوق النساء علي المديين القصير والبعيد, فالمهم في رأيها تحديد المطلوب في نقطة أو اثنتين ليمكن العمل عليهما, خاصة أن الانتخابات علي الأبواب, وليس هناك وقت للقيام بحملات توعية للنساء بأهمية المشاركة بالإدلاء بأصواتهن, لكن بالإمكان الاعتماد علي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة للتوعية, وتوجه المنظمات النسائية والجمعيات الأهلية إلي القري لاستخراج الأوراق الثبوتية للنساء, لأنها الخطوة الأولي لممارسة الحقوق. وأبرزت زايدة أن ما تحتاجه النساء اليوم في مصر هو التنسيق بين المنظمات النسائية المختلفة للضغط في اتجاه واحد, والتواصل مع أكبر عدد من النساء في كل أنحاء البلاد من خلال استخدام وسائل الإعلام الحديثة من إنترنت وخلافه, حيث إنها وسيلة أثبتت نجاحها وفاعليتها في حشد الجميع في أثناء الثورة, ويمكن استخدامها اليوم لمساندة النساء وتشجيعهن علي ممارسة حقوقهن السياسية.. فقضية النساء ليست قضية نوعية, ولا يوجد سبب يدعو إلي تأجيلها إلي حين حل كل القضايا الأخري. واعتبرت زايدة أن الانتخابات المقبلة فرصة لتعزيز مشاركة النساء, موضحة أن الأعداد مهمة جدا في الانتخابات لأنها مؤشر يظهر للناس وصناع القرار إن النساء قوة تصويتية كبيرة, وأنهن موجودات علي الساحة, وأن بإمكانهن إحداث فارق.