يبدو أن محافظة قنا كتب عليها أن تعيش مرحلة طويلة من الاضطرابات والمحن, ففي الوقت الذي تنتظر فيه محافظة قنا من الحكومة تصحيح قرارها الخاطئ بتكرار تجربة محافظ مسيحي بقنا للمرة الثانية, تسود قنا حاليا حالة من الترقب والانتظار. وقل ربما صراع مكتوم بين قبائلها لاسيما عقب انتشار انباء تتحدث عن احتمالات ترشيح شخصية من ابناء المحافظة لتولي منصب المحافظة, وراحت هذه الانباء تشير إلي اسم الدكتور أحمد عمران مستشار الدكتور عصام شرف إبن قبيلة الأشراف الذي كان قد لعب دور المفاوض باسم الحكومة في أزمة المحافظ عماد ميخائيل ورغم أن هذه الانباء قد لاقت ارتياحا لدي قبيلة الاشراف لكون ذلك الاختيار سيصب ويضيف في امجادهم القبلية والعائلية, ورغم أن شخصية الدكتور عمران وبشهادة الكثيرين لاعوار ولاغبار عليها, ورغم أن هناك لافتات تأييد انتشرت في ميادين مدينة قنا وهي مركز ثقل وانتشار قبيلة الاشراف, إلا أن كبار وحكماء قبائل وعائلات أخري انتابها شيئ من الخوف, بأن ياتي هذا الاختيار بالشر والفتن علي المحافظة, فبدلا من أن الناس هناك كانوا يتمنون الخروج والافلات من أزمة الفتنة الطائفية التي تلاحقهم, فبهذا الاختيار قد تقع قنا في مرمي خطر الصراع القبلي والعشائري. قبائل قنا معروف عنها أنها من القبائل القليلة التي لاتزال تتغني بامجادها ونسلها ونسبها وهي القبائل التي لا تجد غضاضة في اهدار دم الابرياء مقابل الحصول علي مقعد تحت قبة البرلمان, فما بالك لو كان النزاع علي منصب قيادي لأحد أبنائها. فما أن تواترت هذه الانباء وكل قبيلة ترشح شخصا منها لتولي هذا المنصب وذلك علي طريقة إشمعني. قبائل الهوارة مثلا في شمال المحافظة رشحوا الدكتور عبد المتين موسي, والحميدات رشحت شخصية قيادية تعمل في الشباب والرياضة أسمه موافي وهناك من رشح فهمي عمر وشخصيات صحفية وإعلامية أخري, إلا ان كل هذه الترشيحات والاقاويل لاتلقي قبولا من اصحابها المرشحين ولا من اهل المحافظة, فالجميع يتفق وبلا استثناء علي أنه إذا كان ذلك قد يصلح في محافظة اخري فإن هذا لايصلح مع هذه المحافظة نظرا لخصوصية طبيعتها القبلية, وهو ما اكده مصدر أمني عندما قال: إنه لا يمكن ولن يحدث أن يأتي محافظ لقنا من أبنائها خاصة في الوقت الحالي, لأننا عانينا كثيرا من تجربة المحافظ القبطي لقنا التي كادت أن تحدث فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين, فكيف يتم تكرار التجربة باختيار ابن أحد قبائل قنا وهو ما يؤدي بدوره الي اشتعال فتنة بين قبائل قنا المعروف عنها صراعها العنيف علي مقاعد البرلمان, فكيف الحال علي منصب محافظ اقليم. كما يري الكثير من المحللين السياسيين أن اختيار أحد أبناء قنا لمنصب محافظ الاقليم سوف يتسبب في حدوث حالة احتقان بين قبائل قنا وقد تتطور الي حرب أهلية, وهذه الدعوة تسعي الي تزكية روح القبلية من جديد بالمحافظة, فيما اعتبرها البعض الآخر بأنها لا تختلف كثيرا عن الاختيار الخاطيء لمحافظ مسيحي لمحافظة قنا للمرة الثانية. وقد دشن العديد من أعضاء الائتلافات والحركات السياسية صفحات علي الموقع الاجتماعي فيس بوك للتعبير عن رفضهم القاطع لتولي أحد أبناء قنا منصب المحافظ, حرصا علي علاقات الود والمحبة التي تعم المحافظة وتجنبا لحدوث حالة احتقان أو مشاكل قبلية بين قبائل قنا, حيث تري كل قبيلة في قنا أنها الاجدر بهذا الاختيار وفي هذا السياق قرر أعضاء القوي الوطنية المشكلة من ائتلاف شباب الثورة وأحزاب الوفد والتجمع والناصري والكرامة والعدل والذين اطلقوا علي انفسهم حركة إيجابية رفضهم لأي محافظ ينتمي للمحافظة, واصدروا بيانا وضعوا فيه سبعة معايير وشروط لاختيار المحافظ الجديد وهي الايكون المحافظ من ابناء المحافظة أو ينتمي لأحد من قبائلها, أن يكون محافظا مدنيا لا ينتمي لأي مؤسسة سواء عسكرية أو شرطية, محافظا أكاديميا ويفضل في تخصص الادارة او الاقتصاد أو التنميه, محافظا له اجنده خاصة بتطوير المحافظة في جدول زمني محدد, محافظا قادرا علي متابعة المشروعات والقرارات( يفضل ان يكون شابا), محافظا قادرا علي وضع حلول لمشكلتي الفقر والجهل( اكبر مشكلتين في قنا), محافظا قادرا علي احتواء مشكلة القبلية وكيفية التعامل معها, محافظا قريبا من الناس يستمع لهم ويستمعون له, محافظا وطنيا مؤمنا بالثورة وبضرورة التغيير, جدير بالذكر أن محافظة قنا عانت ومازالت تعاني من القبلية التي تسببت في اهدار دم العديد من الابرياء في مشاكل وهمية علي الانتخابات البرلمانية وتسببت في تعطل الكثير من المشروعات التنموية بالمحافظة, فكل قبيلة تسعي لأن يكون مرشح الدائرة من أبنائها وكل قبيلة تري أن مكانها هو أفضل مكان لاحتضان المشاريع والمصانع.