في سابقة هي الأولي من نوعها تم تأجيل أداء الحكومة لليمين الدستورية بعد أن كان مقررا له يوم الاثنين الماضي بسبب اعتراض بعض القوي السياسية والشبابية بميدان التحرير علي التعديل الوزاري الذي وصفوه بالترقيع وهو إجراء أساء للحكومة الجديدة قبل أن تبدأ عملها لأنه لا توجد حكومة في العالم حازت إجماعا شعبيا عليها وأرضت جميع الأطياف والقوي السياسية. إن الشعب المصري عندما تلاحم وتكاتف في ميدان التحرير من أجل إسقاط نظام حكم ديكتاتوري كان يهدف للحرية, خاصة التعبير عن الرأي وليس الاستبداد بالرأي, وعدم احترام رأي الآخرين, وهو ما يجب أن يعيه ويفهمه شباب التحرير وجميع الائتلافات والكيانات الحزبية والمستقلين. يجب علي الجميع ألا يتشدد في آرائه وطلباته, فنحن لم نستبدل ديكتاتورا بآلاف آخرين. وهو ما تنبه له آلاف الشباب من المستقلين الذين لا ينتمون لأي أحزاب أو قوي سياسية, فطالبوا بإعادة توحيد وتجميع مختلف القوي السياسية في مطالبهم وآرائهم والترفع عن أي انتماءات ومطالب خاصة وذلك بعد احساسهم بأن الائتلافات والأحزاب والكتل السياسية بدأت تبحث عن مكاسب خاصة, بها مما يهدد بتفتت قوي الثورة, ولهذا أطلقوا علي جمعة الغد الوحدة. إن المظاهرات السلمية نوافق عليها بشرط معقولية المطالب وعدم تجاوز الحدود, وكما نعلم فاختيار الوزراء لا يخضع للشعب وانما هو إجراء تنفيذي يخضع في معظم دول العالم لأعلي سلطة تنفيذية في الدولة أي رئيس الدولة وفي الحالة التي تمر بها البلاد فالمجلس الأعلي للقوات المسلحة هو أعلي سلطة تنفيذية ولهذا كلف الدكتور شرف لاختيار الوزراء وتشكيل الحكومة, وهناك بعض دول العالم يقوم برلمانها باختيار الوزراء ثم يأتي دور الشعب ليراقب أعمال الحكومة. إن ما يهدد البلد الآن هو تعجل المواطنين في طلباتهم, وليس من المعقول أو المنطقي أن تعمل الحكومة والمجلس العسكري علي تحقيق مطالب المتظاهرين في ميدان التحرير فقط, فهناك مطالب أشمل وأعم لعموم الشعب المصري مثل التنمية الاقتصادية واستعادة الأمن المفقود في الشارع المصري وإيجاد حلول عاجلة لمشاكل البطالة التي ستتفاقم في ظل استمرار تردي الأوضاع الاقتصادية. فيا شباب مصر اتحدوا في جمعة الوحدة من أجل يصل البلد إلي بر الأمان.. المزيد من مقالات ممدوح شعبان