أكد المتحدث السابق باسم الإدارة الأمريكية بي جي كراولي أن الربيع العربي عقد من استراتيجية إسرائيل في الشرق الأوسط, وأجبرها علي التراجع عن توجيه ضربة عسكرية لإيران كما أنها من المحتمل أن تظهر مزيدا من ضبط النفس. وقال كراولي إن الثورات الحديثة التي تجتاح العالم العربي سبت عدول تل أبيب عن توجيه ضربة عسكرية لطهران. وأعرب عن اعتقاده بأن الربيع العربي قد فرض بالفعل حسابات ومعطيات أخري في المنطقة, مما جعل الأمور أكثر تعقيدا علي إسرائيل حين يتعلق الأمر بالاعتبارات الاستراتيجية, لذلك فإنه علي الأرجح أن تلجأ إسرائيل إلي العدول عن فكرة توجيه ضربة عسكرية إلي إيران في الوقت الحاضر علي الأقل. وأضاف أن إدعاء أن إسرائيل ستوجه ضربة عسكرية لإيران في القريب العاجل ليس له أي أساس من الصحة, موضحا أن التكاليف الاستراتيجية لا يمكن إحصاؤها. يأتي حديث كراولي عقب تصريحات روبرت بير أحد كبار الضباط السابقين في جهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية سي.أي.إيه لمحطة إذاعية أمريكية نهاية الأسبوع الماضي بأن هناك ترجيحات بأن توجه إسرائيل ضربة عسكرية إلي إيران بحلول سبتمبر المقبل, كما أشار إلي التحذيرات التي أطلقها رئيس الموساد السابق مائير داجان أن ضربة إسرائيلية محتملة إلي ايران ليست أكذوبة. ونوه بير- في تصريح آخر- إلي ما اعتبره رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو في إقحام الولاياتالمتحدة في صراع إسرائيلي- إيراني محتمل, مؤكدا أن هناك مخاوف وتحذيرات داخل أروقة وزارة الدفاع الأمريكية( البنتاجون) تطالب بالاستعداد لحرب إسرائيلية- إيرانية محتملة. أتي ذلك في الوقت الذي استقبل فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي في القدس رئيس الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية مايكل مولن, الذي وصل إلي إسرائيل في زيارة عمل قبل انتهاء فترة ولايته بعد نحو شهرين. وتتناول المباحثات بين الجانبين سبل تعزيز التعاون بين إسرائيل والولاياتالمتحدة في مجال الاستخبارات بالإضافة إلي التدريبات المشتركة وسد النقص في المعدات العسكرية والمساهمة الأمريكية في تمويل عملية تطوير منظومتي حيتس والقبة الحديدية لاعتراض الصواريخ والقذائف الصاروخية. كما سيبحث المشروع النووي الإيراني والأنباء عن نقل اسلحة من سوريا إلي منظمة حزب الله اللبنانية وانعكاسات المتغيرات في العالم العربي علي التعاون العسكري بين البلدين. وفي هذه الأثناء, بدأت إيران تركيب أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم جديدة بجودة أفضل وسرعة أكبر بهدف تسريع التقدم في برنامجها النووي. وأكد رامين مهمان باراست المتحدث باسم الخارجية الايرانية أنه بتركيب أجهزة الطرد المركزي الجديدة سيتحقق التقدم بسرعة أكبر وبنوعية أفضل مضيفا أن الخطوة تظهر نجاح ايران في نشاطها النووي السلمي. وفي الوقت ذاته, أعلن الأدميرال حبيب الله سياري قائد القوات البحرية الإيرانية أن البحرية تعتزم إرسال سفن حربية إلي المحيط الأطلنطي في المستقبل القريب. وأوضح قائد البحرية الإيرانية في تصريح أوردته وكالة أنباء( فارس) الإيرانية أنه إذا تمت الموافقة علي تلك الخطة فإنه سيتم إرسال أسطول من البحرية إلي المحيط الأطلنطي. وأكد سياري أن البحرية الإيرانية ستواصل إرسال سفنها الحربية إلي جنوب المحيط الهندي والمياه الدولية. ومن جانبه, دعا ممثل المرشد الأعلي للثورة الإيرانية حسين شارياتمايراي إلي مهاجمة مكاتب الطيران الأوروبية والأمريكية لرفضها إمداد الطائرات الإيرانية بالوقود. وأضاف في مقاله بصحيفة كيهان اليومية أن الخطوط الجوية الأمريكية والأوروبية تحتاج إلي درس قاس لا يمكن نسيانه. وعلي صعيد أخر, أعربت طهران عن استعدادها للتعاون مع الأرجنتين لإثبات عدم تورطها في تفجير المركز اليهودي عام1994 في العاصمة الارجنتينية بوينس آيرس وأسفر عن مقتل85 شخصا. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية نحن علي استعداد لبذل جهود حقيقية لإيضاح الحقيقة و إثبات براءة الإيرانيين. وأضاف المتحدث دون الإفصاح عن التفاصيل إن التحقيق سوف يثبت أن دولا أخري متورطة في الهجوم. وفي سياق أخر, قال مسئول إيراني إن بلاده أقامت أنظمة مراقبة استخباراتية علي حدودها تطلق الرصاص بشكل آلي علي أي شخص يحاول العبور بشكل غير قانوني. وذكر نائب وزير الداخلية الإيراني للشئون الأمنية علي عبداللهي في تصريحات نقلتها صحيفة طهران تايمز أن إيران اتخذت تدابير جادة من أجل استمرار مراقبة صارمة علي الحدود مثل نصب أنظمة ذكية وأسلاك شائكة ونقاط مراقبة وحفر خنادق. وأشار المسئول الأمني الإيراني إلي أن حوالي60% من الحدود الشرقية لبلاده تخضع لحراسة مشددة.