عادل شهبون لا يمر يوم دون أن تنشر الصحف الإسرائيلية عن حادث إجرامي المتهم فيه شاب أو مراهق, وتتنوع هذه الحوادث بين حيازة أسلحة بيضاء أو نارية أو السرقة بالإكراه والقتل والاغتصاب وتعاطي المخدرات أو الاتجار بها أو الانغماس في ألعاب القمار. وهناك تقرير كانت السلطات الاسرائيلية تفضل ألا يتم نشره ويظل طي الكتمان عن جرائم المراهقين والشباب خلال السنوات العشر الأخيرة, لكن صحيفة يديعوت أحرونوت استطاعت الحصول عليه ونشره كاملا, هذا التقرير يكشف ان السنوات العشر الأخيرة كانت أسوأ وأسود العقود علي الإطلاق في تاريخ اسرائيل. فخلال بضع سنوات تضاعف عدد المجرمين الصغار, ففي عام2010 زادت جرائم القتل التي ارتكبها صغار السن بنسبة40% وحوادث الاغتصاب بنسبة38% ومنذ بداية عام2000 زاد عدد محاضر المشاجرات التي تم تحريرها للشباب والمراهقين بنسبة135% ناهيك عن محاضر المخدرات والقمار. ومنذ بداية عام2000 ارتكب مئات إن لم يكن الاف المراهقين الاسرائيليين جرائم جنائية خطيرة, وملفات هؤلاء المجرمين يتزايد عددها يوما بعد يوم وتكتظ بها مكاتب محققي وحدة جرائم المراهقين. في الشرطة الاسرائيلية, والمجتمع أصبح لا يبالي وأحد الأسباب الرئيسية وراء هذه اللامبالاة كما تقول صحيفة يديعوت أحرونوت هو نقص المعلومات فالجمهور ليس لديه معلومات كافية حول معدل الجريمة بين الشباب والمراهقين وفي التقرير السنوي لها تنشر الشرطة الاسرائيلية ما يحسن صورتها فقط وتتجاهل نشر حقيقة جرائم المراهقين والتقرير الذي استطاعت صحيفة يديعوت أحرونوت الحصول عليه تضمن معلومات وحقائق خطيرة عن جرائم المراهقين خلال السنوات العشر الأخيرة والتي لم تقتصر علي المخدرات والاغتصاب فقط بل شملت أيضا جرائم العنف والسطو علي الشقق السكنية وحمل الأسلحة البيضاء وخلال عشر سنوات كما تقول الصحيفة قفز معدل تلك الجرائم بنسبة65%, وطبقا للاحصائيات فقد زادت في العقد الأخير جرائم السطو علي المنازل.. ونظرة علي جرائم المراهقين تكشف عن ارتفاع عدد المحاضر التي حررت ليصل21385 محضرا في هعام1996 أما في عام2009 فقد تم تحرير34191 محضرا لصغار السن والمراهقين وعندما عرضت الصحيفة هذه المعطيات والحقائق علي الدكتورة رويتال سيلع المحاضرة بالجامعة العبرية والباحثة في مجال جرائم الصغار والمراهقين علقت علي ذلك بأنه أمر مذهل, وأضافت قائلة: إن الأبحاث التي قامت بها تؤكد تزايد الجرائم منذ عام2001 وترجع رويتال السبب في ذلك إلي ثلاثة أسباب رئيسية الأول هو عدم الاهتمام والعناية الصحيحة بمن هاجروا الي اسرائيل في السنوات الاخيرة, وتمثيل أبناء المهاجرين في خريطة الجريمة مرتفع للغاية مقارنة بباقي المواطنين وهو ما يطلق عليه الجيل الثاني من المهاجرين وانتشار الجريمة بين أبناء هذا الجيل مرتفع للغاية نتيجة لأزمة الهجرة ونتيجة أيضا لعدم حصولهم علي ما يكفي من الرعاية. أما السبب الثاني فهو العنف المنتشر في العالم وتأثيره علي المجتمع الاسرائيلي, فمثل هذا العنف يؤثر بشكل أو بآخر علي هذه الشريحة من المجتمع ويجعل الشاب أو المراهق فاقدا للإحساس بألم ومعاناة الغير. كما أن عدم اهتمام المسئولين الاسرائيليين بالفئات الضعيفة والفقيرة وتوجيه جانب كبير من الميزانية للأمن أدي الي تقليص المبالغ المخصصة لهذه الفئات اضف الي ذلك ضعف الرقابة الأسرية والمدرسية وزيادة الفجوات الاجتماعية. أما السبب الثالث فهو محاولات البعض التقليل من حجم المشكلة مثل ان الوضع في أمريكا أسوأ من ذلك بكثير وان ما يحدث في الشوارع هناك يفوق ما يحدث في شوارع اسرائيل. وضمن ما كشفت عنه الصحيفة انه في عام1990 انضم للفئات الاجرامية6910 مراهقين وفي عام2009 ارتفع العدد ليصل الي14831 وهذا يعني ان الجريمة كما تقول الدكتورة رويتال منتشرة بين المراهقين والشباب أكثر من انتشارها بين الكبار وفي السنوات العشر الاخيرة زادت جرائم القتل التي ارتكبها الصغار بنسبة40% أما محاولات القتل فقد زادت بنسبة20% جانب كبير من هذه الجرائم تم باستخدام الاسلحة البيضاء, وفي عام2009 وصل عدد المحاضر التي حررت للمراهقين بتهمة حيازة اسلحة بيضاء بنسبة424% ايضا زادت المحاضر التي حررت للمراهقين بتهمة حيازة اسلحة نارية ومفرقعات بنسبة300% أما المشاجرات بين المراهقين فقد زادت بنسبة135% وزادت جرائم الاغتصاب بنسبة38% وجرائم السطو علي المنازل بنسبة23% أما القمار والألعاب الممنوعة التي مارسها المراهقون والشباب فقد زادت بنسبة 35%.