يحذر خبراء التغذية من أن الدهن في حد ذاته ليس هو العدو, ولكن العدو الحقيقي هو المواد الكربوهيدراتية سهلة الهضم. والأطعمة منزوعة الدهن التي تباع علي أنها تؤدي لخفض الوزن مثل الزبادي خالي الدهن ومعجون البطاطس المسلوق المطبوخة بالزبد, والمكرونة المسلوقة المخلوطة بزيت الزيتون مع بعض الجبن والسلطة, فهي ببساطة تساهم في إعادة تشكيل أجسامنا فسيولوجيا لتضيف إلي أوزاننا بعض الكيلوجرامات, ولكنها لا تسهم في خفض الوزن, بينما يمكن لبعض الأطعمة التي نصحنا بتجنبها من قبل مثل شرائح اللحم والبرجر أن تساعدنا في خفض أوزاننا والمحافظة علي صحة قلوبنا وقد ساهمت الدراسات الحديثة لبعض الباحثين في إجبار العلماء علي إعادة النظر في الأطعمة قليلة المحتوي من المواد النشوية, ومن بين هؤلاء العلماء الدكتور ميتشل لازار مدير معهد السكر بجامعة بنسلفانيا والدكتور آلان سنيدرمان أستاذ القلب بجامعة ماك جيل, وعندما يتعلق الأمر السمنة, فهناك أفكار أساسية عن الأساليب المؤدية لزيادة الوزن تتلخص في أن السمنة تحدث بسبب تناولنا لكمية من السعرات الحرارية تفوق ما نحرقه. وهي فرضية النهم مع الكسل وعدم الحركة بأن يأكل الإنسان كميات كبيرة من الطعام دون بذل أي جهد بدني أو ممارسة للرياضة. ومن غير الممكن بالطبع تجاهل مثل هذه الفرضية لانطباقها بشكل عام علي الكثيرين, إلا أنها لا تخبرنا بشيء ملموس عن الأسباب الحقيقية وراء إصابة البعض بالسمنة دون آخرين. فإذا ما أصيب شخص بالبدانة, فالاحتمال الأكبر أنه يكون قد التهم كميات كبيرة من الطعام, وإذا ما سألته لماذا بالغ في كميات الطعام التي تناولها, فمن المستحيل أن تكون الإجابة فقط بنظرية السعرات الحرارية الداخلة المحترقة وحدها. وهناك فرضية أخري بديلة تقول إنك لا تصبح بدينا لأنك تأكل كثيرا, ولكنك تأكل كثيرا لأنك أصبت باضطراب في طريقة تنظيم الأنسجة الدهنية لديك. وتوضح نتائج الدراسات التي أجريت خلال السنوات الأربعين الماضية أنك يمكن أن تخفض إكلينيكيا بدرجة ذات دلالة من كمية السعرات الحرارية التي تتناولها. وفي الوقت الذي يقول فيه الخبراء إن النهم مع الكسل هما المسئولان عن زيادة الوزن, فمن المعترف به أن العلماء لا يعرفون أي نظام غذائي يمكن أن يحقق المطلوب. ولهذا يلجأ الأطباء لإعطاء المرضي بعض العقاقير المخفضة للدهون والمضادة للسمنة. ولعل ذلك هو السبب وراء اعتبار المجتمع الطبي لجراحات السمنة المفرطة من الوسائل والحلول المقبولة التي تغير من شكل وأداء الجهاز الهضمي. وليس من قبيل المفاجأة أن نكتشف فشل معظم الأنظمة الطبيعية المتبعة لخفض الوزن مع مرضي السمنة المفرطة الذين يقضون معظم حياتهم في محاولات مستمرة لخفض أوزانهم. ومن المحتمل أن تكون هناك قلة من الناس قد توقفوا مبكرا عن تناول المزيد من الطعام, بعد أن فقدوا الأمل في تحقيق أهدافهم. وبصفة عامة, يمكن تعريف البدين علي أنه شخص لا يجدي معه تقليل كميات طعامه في خفض وزنه, فإذا قلل فرد ما من كمية السعرات الحرارية اللازمة له, فسوف يشعر بالجوع طوال الوقت, وهذه حقيقة, ولكن ما يحدث هو ضبط معدلات الطاقة المتفقة مع المعدلات المنخفضة للسعرات الحرارية.