وسط حالة من الترقب والسخط الشديدة علي عدم تحرك المجلس العسكري لاتخاذ اجراءات ترضي طموحهم قضي المعتصمون بميدان التحرير ليلتهم الرابعة أمس، ورغم صعوبة الطقس والحرارة المرتفعة والنوم في العراء ساعات قليلة أصروا علي البقاء وعدم ترك الميدان حتي تتحقق جميع المطالب. التي تركزت في تشكيل مجلس رئاسي مدني وعودة المجلس العسكري الي ثكناته واقالة حكومة الدكتور عصام شرف وتشكيل حكومة تكنوقراط خالية من أي عناصر تنتمي إلي الحزب الوطني أو أي أحزاب تعاونت مع نظام مبارك. وبالرغم من كثرة عدد الكيانات السياسية الموجودة بالميدان إلا أنهم مازالوا لا يمثلون الثقل العددي للمعتصمين حتي أن معظم القرارات التي تتخذها تلك الكيانات لا تلقي استحسانا لدي المستقلين الذين لا ينتمون الي تلك الحركات والائتلافات، حيث أكد معظمهم رفضهم لنتائج الاجتماع الذي عقده الدكتور عصام شرف مساء أمس الأول مع 20 شابا من الائتلافات التي تكونت عقب الثورة، وقالوا إنهم لا يمثلون سوي أنفسهم ولم ينقلوا المطالب الحقيقية التي طالب بها المعتصمون بالميدان، ووصفوا البيانات الحكومية بالمسكنات، كما أبدوا عن رفضهم الشديد لتعيين وزير داخلية من الجيش بعد أن ترددت أنباء عن وجود نية لتعيين اللواء محسن الفنجري عضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة وزيرا للداخلية خلفا للواء منصور العيسوي، كما طاف عدد من المستقلين وسط الميدان وظلوا يرددون هتاف: «الشعب يريد توحيد الميدان» مطالبين بوجود منصة واحدة تكون منبرا لجميع الآراء والمطالبات بالإضافة إلي أن معظم أعضاء اللجان المسئولة عن تأمين وتنظيم الميدان لا ينتمون الي تيارات سياسية. ولليوم الثاني علي التوالي منع المعتصمون موظفي مجمع التحرير من الدخول الي المبني عدا 25 موظفا فقط يعملون بالأمن وذلك لتأمين «عهد» الموظفين واخلاء مسئوليتهم عن حدوث أي تلفيات داخل المبني، وقد افترش20 شابا من المعتصمين الأرض مساء أمس الأول حتي صباح أمس أمام البوابات للتأكد من عدم تسلل أي شخص الي داخل مبني المجمع علما بأن مفتاح باب المبني في حوزة مشرف من المجمع وليس مع المعتصمين. وفي محاولة لتوحيد مطالب المعتصمين دعت حركة 6 ابريل لعقد مؤتمر بجوار عمر مكرم بمشاركة ممثل عن كل خيمة بهدف طرح عدد الرؤي والبدائل للبحث عن خطوات تصعيدية لإجبار المجلس العسكري علي تنفيذ مطالبهم مثل محاكمة مبارك علنيا خلال 72 ساعة مقابل الإبقاء علي عصام شرف في موقعه الوزاري وإقالة الوزراء المنتمين للحزب الوطني وفتح مجمع التحرير وقد قوبل هذا الاقتراح برفض شديد وأصر المشاركون علي تحقيق مطالبهم بالكامل دون مساومات حتي وقعت مشادات كلامية بين عدد من المستقلين وممثلي الحركات السياسية انفض علي اثرها المؤتمر الا انهم اتفقوا علي رفض المطالبات التي نادي بها البعض لاغلاق محطة مترو الأنفاق بالتحرير كخطوة تصعيدية أخري. وفي استطلاع للرأي اجراه «الأهرام» داخل الميدان حول وجود انقسامات أكد معظم المتعصمين انه لا توجد أي انقسامات، وانما هناك بعض الاختلافات الطفيقة في وجهات النظر بين الحركات السياسية وكتلة المستقلين حول بقاء المجلس العسكري علي رأس الحكم أو اسناد المعتصمين المهمة الي مجلس مدني انتقالي يدير البلاد حتي الانتهاء من وضع دستور جديد واجراء الانتخابات البرلمانية، كما تساءل عن سر عدم تحرك المسئولين سواء الحكومة أو المجلس العسكري خاصة أن مطالب الثوار لم تتغير منذ اندلاع الثورة وهي تغيير نظام الحكم. كما انتقد المعتصمون جلوس الدكتور احمد شفيق رئيس مجلس الوزاء السابق بجوارالمشير محمد حسين طنطاوي القائد الأعلي للقوات المسلحة في الصورة التي نشرت بالصحف أمس أثناء حفل تخريج الدفعة 78 من الكلية الجوية مشيرين إلي أن تلك الصورة هي دلالة خطيرة ومؤشر الي أن رجال النظام السابق مازالوا يشاركون في توجيه الدفة وادارة البلاد.