استبشرت خيرا قبل3 اشهر عندما جاءني جاري العزيز ليشاركني فرحته بنجاح الثورة النسبي, بعد ذهابه لتجديد رخصته في مرور عين الصيرة حيث رفض وغيره من المواطنين دفع الاكراميات المعتادة, لم يستخدم لفظ رشوة واستغرق الامر منهم بضع ساعات لانهاء المهمة في الوقت الذي اختار فيه غيره دفع إكراميات لبلطجي شبه مقيم في ادارة المرور للقيام بالمهمة تحت مرأي ومسمع موظفي الوحدة. وتكرر الامر مع ابن شقيقتي الذي ذهب لمرور الأميرية مع اختلاف طفيف تمثل في استقبال شابين له علي البوابة ليسألناه ثورة ولا مستعجل؟, ابتسمت للتشبيه وارتضيت ما يحدث بصورة مؤقتة مؤمنة بالتغيير التدريجي, ولكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن اذ جمعتني قبل أيام إحدي سيارات اتحاد الاذاعة والتليفزيون بسائقها الطيب الذي قام بجولة بين ادارات مرور بين السرايات و6 اكتوبر والدقي لانهاء تجديد رخصته المهنية, ليسأله الموظف بوضوح: تصريح(3 شهور) أم تجديد(3 سنوات)؟, ولاختياره الاخير كان عليه ان يضع بين دفتي ملفه03 جنيها ليحصل علي رخصة سارية لمدة3 سنوات. المفزع ما اخبرني به من عودة تسعيرات استخراج الرخصة وتوصيلها الي المنازل مادامت لم تكن من أهل كروت التوصية والواسطة, وهي تتراوح بين005 جنيه للخاصة, و0001 جنيه للمهنية, وهو ما يتم إنجازه بواسطة سعاة المكان أو الوسطاء مقابل نسبة. علي اي حال, وإن كنا نتقبل اعذار ومبررات وزير الداخلية فيما يتعلق بصعوبة إحكام القبضة الامنية علي خريطة مصر بدعوي نقص الانفس والمعدات وسقوط هيبة جهازه, إلا أننا نهيب به انتهاز الفرصة الذهبية لاستعادة ثقة المواطن بالعمل علي إنهاء الفساد من المنبع, وتنظيم الوزارة من الداخل, وان نري منه فعلا ما يعيد لنا الأمل في غد افضل بفساد اقل علي الاقل. المزيد من مقالات آمال عويضة