طهران لندن وكالات الأنباء: تصاعدت أزمة البيت الإيراني أمس, ولكن بشكل آخر, فبدلا من الهجمات المتتالية التي كان يتعرض لها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من جانب معسكر المحافظين الداعم لوالده الروحي كما دأب نجاد علي وصف المرشد الأعلي للثورة الإيرانية أية الله علي خامنئي. - بدأ نجاد هذه المرة بالهجوم علي المحافظين, مركزا علي العناصر المناوئه له, ومحذرا من وقوع أي اعتقالات جديدة في صفوف أعضاء حكومته وفريقه الرئاسي, حيث أكد أن ذلك يشكل خطا أحمر. فوفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية, فقد قال نجاد أمس: لدي واجب الدفاع عن الحكومة التي تعتبر خطا أحمر, وإذا أرادوا المساس بالحكومة فسأدافع عنها. وبعد أن واجهت شخصيات عدة من الصف الثاني في الحكومة إجراءات قضائية واعتقالات في الأسابيع الماضية, صرح نجاد في اعقاب اجتماع لمجلس الوزراء: في رأينا, هذه الأعمال سياسية, ومن الواضح أنهم يريدون ممارسة ضغوط علي الحكومة. وأضاف: إذا أرادوا الاستمرار واتهام زملائنا في الحكومة بأي ذريعة فسأقوم بواجبي القانوني والوطني بالدفاع عن زملائي, وقال: لكن إذا وصلنا إلي حد إلحاق أضرار كبري بالبلاد, فسيكون من واجبي إبلاغ الشعب والقيام بواجبي القانوني. وكانت السلطات الموالية للمرشد خامنئي قد اعتقلت عدة أعضاء في السلطة التنفيذية سواء في الحكومة أو في أوساط الرئاسة بدوافع مختلفة خلال الأسابيع الماضية في إحدي مظاهر الأزمة السياسية الحادة التي اندلعت منذ منتصف أبريل الماضي بين نجاد والتيار الديني المحافظ في النظام. وخلال هذه الحملة من جانب المحافظين جري اعتقال نحو10 مقربين من إسفنديار رحيم مشائي مدير مكتب الرئيس ومستشاره المثير للجدل في قضايا فساد أو جنح مالية أو حتي شعوذة في بعض الأحيان, وبين المعتقلين نائب وزير خارجية سابق هو محمد شريف مالك زاده الذي كاد أن يؤدي تعيينه الأسبوع الماضي إلي إقالة وزير الخارجية علي أكبر صالحي من قبل البرلمان الذي يهيمن عليه المحافظون. يذكر أن مشائي صهر نجاد ومدير مكتبه يواجه هجوما شديدا من قبل التيار المتشدد في النظام الذي يعتبره ليبراليا جدا وقوميا جدا وشديد النفوذ, ويتهمه بقيادة تيار انحرافي يهدف إلي تقويض النظام الإسلامي الإيراني. وكثف المحافظون الضغوط علي نجاد من أجل دفعه لإقالة مشائي, لكن الرئيس رفض ذلك حتي الآن. وفي هذا السياق قال نجاد أمس: آمل أن تتم حماية سمعة الناس ولا سيما أعضاء الحكومة الذين يعملون علي مدار الساعة, وليس لديهم الوقت للدفاع عن أنفسهم, موجه رسالة غير مباشرة للمرشد مالبا منه التدخل. وبينما تتصاعد الأزمة الداخلية الإيرانية شهدت مواجهتها مع المجتمع الدولي حول ملفها النووي تصعيدا جديدا, حيث أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيج, أمس أن إيران أجرت تجارب سرية علي صواريخ قادرة علي حمل رؤوس نووية. وقال هيج في مجلس العموم: إن إيران أجرت تجارب سرية علي صواريخ باليستية وأطلقت صواريخ, ولا سيما صواريخ قادرة علي حمل رؤوس نووية, منتهكة بذلك قرار الأمم المتحدة1929, بينما نفت إيران علي لسان رامين مهمان باراست المتحدث باسم وزارة الخارجية ما أعلنه هيج. علي صعيد آخر, أكد العميد أحمد رضا بوردستان قائد القوات البرية في الجيش الايراني قدرة القوات المسلحة الايرانية علي التصدي لأي هجمات إليكترونية فضلا عن قدرتها في شن هجمات الكترونية إذا تتطلب الامر ذلك. وقال العميد بوردستان في تصريح- نقلته وكالة انباء مهر الايرانية أمس إن جيوش العالم تولي الان اهتماما كبيرا لاستخدام اساليب ووسائل حديثة حين يتعلق الامر بحروب مستقبلية, لا سيما مجال الفضاء الالكتروني. من ناحية أخري, قال مسئولون امريكيون رفيعو المستوي إن الحرس الثوري الايراني نقل اسلحة فتاكة جديدة الي حلفائه في افغانستان والعراق في الاشهر الاخيرة. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الصادرة أمس عن مسئولين عسكريين قولهم ان الحرس الثوري هرب قذائف صاروخية الي الميليشيات المتحالفة معه في العراق, مما اسفر بالفعل عن سقوط قتلي بين القوات الامريكية. واضافوا ان الحرس الثوري زود ايضا طالبان في افغانستان بصواريخ طويلة المدي مما عزز قدرتها علي اصابة اهداف امريكية واخري تابعة للتحالف. وقالت الصحيفة ان مثل هذه الشحنات من الاسلحة تصعد التنافس الخفي من اجل كسب النفوذ بين طهرانواشنطن في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. ومن فيينا- مصطفي عبد الله: نفي مصدر دبلوماسي روسي في العاصمة النمساوية فيينا الأنباء التي ترددت عن ان روسيا تجري محادثات مع إيران لتزويدها بغواصات بيرانيا صغيرة الحجم والتي تبدي ايران بها اهتماما بالغا.